رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 11- 17 صفر 1420هـ 26 مايو - 1 يونيو 1999
العدد 1378

دعوا الورود تتفتح!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

بعد أن صدرت الإرادة الأميرية في الكويت لإتاحة ممارسة الحقوق السياسية للنساء في الكويت طرح عدد من السياسيين مدى أهمية استعجال صدور المرسوم بقانون لتعديل قانون الانتخابات قبل انعقاد مجلس الأمة الذي من المقرر انتخاب أعضائه في الثالث من يوليو المقبل·· وتعلل هؤلاء بأن المادة 71 من الدستور تسمح للحكومة باستصدار مراسيم قوانين بشأن العاجل والضروري من الأمور خلال فترة حل مجلس الأمة دستورياً، ولذلك فإن هذا الأمر ليس من عاجل الأمور·· ولا نشك أن المسألة شكلياً يمكن أن تقبل، ولكن أليست حقوق المرأة السياسية من الأمور العاجلة، أو بالأحرى من الأمور التي جرى إهمالها على مدى 38 عاماً منذ بداية الاستقلال وبداية العهد الدستوري في الكويت؟ ألا تستحق النساء هذه اللفتة الكريمة، بصرف النظر عن واقع الحال، ويتحقق لها ما حرمت منه، من دون وجه حق، على مدى سنوات وعقود طويلة؟

وإذا كان البعض يعتقد أنه كان بالإمكان الانتظار حتى انعقاد المجلس بعد الانتخابات ثم التقدم من قبل الحكومة بمشروع تعديل قانون الانتخابات، فإننا نود أن نذكرهم بأداء مجالس الأمة في هذا الشأن منذ بداية تأسيس الحياة البرلمانية في الكويت·· لقد تقدم الكثير من النواب الديمقراطيين خلال الفصول التشريعية الثمانية الماضية بمشاريع تعديلات مختلفة وكان نصيب البعض منها الإقرار، وأحياناً بتعديلات من قبل اللجان التشريعية، ولكن ما أن تصل إلى لجنة الداخلية والدفاع، والتي عادة ما يسيطر عليها نواب محافظون، حتى تدفن ولا يثار حولها أية تقارير إيجابية·· والعجيب في الأمر أن النواب الذين تقدموا بهذه التعديلات والمقترحات الديمقراطية لا يولون الأمر اهتماماً ومتابعة من أجل إيصال هذه التقارير إلى ساحة المجلس العامة من أجل مناقشتها والدفاع عن حقوق المرأة·· ولذلك ومع التقدير لكل من حاول تعديل قانون الانتخابات، لم يكن الحماس كافياً لإنجاز التعديل، وظلت المسألة من الأولويات المتراجعة أمام قضايا أخرى في الساحة المحلية·

ولذلك لم يكن بالإمكان إنجاز هذا التعديل من دون التدخل الحميد من سمو أمير البلاد الذي أثبت رؤية ثاقبة، والذي تأكد له أن الحكومة والمجلس ليسا في وارد التعديل المنشود·· وتتوافق هذه الرؤية مع تطورات العصر وموقع الكويت في الخريطة السياسية للعالم، فنحن يجب أن نكون جزءاً من العالم المتطور والذي سبقنا في التحولات الاجتماعية والسياسية·· وبعد تجربة الكويت المريرة مع الاحتلال لم يهب لنجدتنا سوى العالم الحر والدول الديمقراطية، والبشر المهتمون بقضايا حقوق الإنسان· ولم تكن الدول ذات الأنظمة الشمولية أو الأحزاب التي تحكمها أو تسيطر على نسبة مهمة من جماهيرها، سواء كانت هذه الدول عربية أو إسلامية أو غير ذلك، مهتمة على الإطلاق بما حدث لنا، بل إن بعضها بارك الاحتلال وناصر المحتلين·· ولهذا فإن علينا أن نتفاعل مع الأصدقاء ومحبي السلام والذين ناصرونا ونؤكد لهم اهتمامنا بقضايا حقوق الإنسان، وعلى رأسها مسألة ممارسة المرأة لحقوقها السياسية·

وإذا تساءل امرؤ عن الذي تمثله المرأة في الكويت فإن الإجابات ستكون دامغة·· المرأة تمثل نصف السكان الكويتيين، وهي تمثل ثلث قوة العمل الوطنية، وتمثل ثلثي مخرجات التعليم العالي بكل مؤسساته داخل الكويت·· ولا شك أن هذا التطور لدور المرأة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية يتطلب اعترافاً مباشراً بحقوقها السياسية من دون إبطاء·· وغني عن البيان أن هذا التطور في دور المرأة وممارستها لواجباتها في إطار التنمية الوطنية لم يواكبه تعديلات على القوانين المدنية وقوانين العمل التي توفر للمرأة حقوقاً كاملة· ولذلك فإن حصول المرأة على حقوقها السياسية سيمهد الطريق أمام إنجاز التعديلات المناسبة على هذه القوانين، والتي تعتبر مجحفة أحياناً·· وبعد أن تصبح المرأة قوة تصويتية مهمة لابد أن يراعي السياسيون المسائل المتعلقة بها ويسعوا لتبنيها· هناك معضلات عديدة تعاني منها نساء الكويت تتطلب وعياً من قبل المجتمع السياسي لمواجهتها والتصدي لحلها·· ومن هذه المعضلات قضية الكويتيات المتزوجات من غير كويتيين والمعاناة الناتجة عن تفريقهن عن أزواجهن، وأحياناً أولادهن وهذه مسألة تتطلب حلولاً سريعة نتيجة لحجم الفئة المتأثرة بهذه المعاناة·

ماذا يريد السياسيون أن يفعلوا تجاه قضية حقوق المرأة؟ لا شك أن الأمر سيتفاوت بين هؤلاء السياسيين، فهناك من سيؤيد هذه الحقوق السياسية، وهناك من سيعارض لأسباب عديدة، ولكن ما هو مطلوب من مؤسسات المجتمع المدني والعناصر المؤمنة بالديمقراطية أن يبذلوا جهداً كبيراً أثناء فترة الانتخابات لإقناع الناخبين لانتخاب العناصر التي سوف تتبنى إقرار التعديلات المناسبة على قانون الانتخاب بما يتيح للمرأة حقوق الانتخاب والترشيح·· وحتى يتم الإقرار بهذه الحقوق فإن الكويت سوف تشهد صراعاً حاداً في موسم الانتخابات وما بعدها، ولكن على الديمقراطيين أن يستفيدوا من زخم التطورات الراهنة للتبشير بقناعاتهم وتعزيز قوة الدفع بما يؤكد جدارتهم في إحداث التغيير·

�����
   

حق المرأة السياسي:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الأيام السابقة للانتخابات:
محمد مساعد الصالح
تحقيق أمنية:
د.مصطفى عباس معرفي
حق المرأة:
يحيى الربيعان
دعوا الورود تتفتح!:
عامر ذياب التميمي
برق:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
وماذا عن الحقوق الأخرى؟!:
سعاد المعجل
رسالة مفتوحة إلى د. عصمت أمين عام الجامعة العربية:
حميد المالكي
كويت جديدة مكتملة :
د. عالية شعيب
الدجاجة بين الدُببّة والثعلب!!:
د· بدر نادر الخضري
ثلاثة أسباب والرابع فئوي:
أنور الرشيد
التمثيل البرلماني والوضوح السياسي!!:
فوزية أبل