Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 ذي القعدة 5 ذي الحجة 1419هـ - 17-23 مارس 1999
العدد 1369

التدمير الذاتي
أنور الرشيد
anar0057@yahoo.com

أعجبتني مقالة السيد صلاح منتصر بجريدة القبس بتاريخ 8/3/1999 عدد 9237 تحت عنوان كيف تدمر امبراطورية؟ سرد بها قصة مخابراتية ظريفة وبسيطة وذات دلالات ومغزى شريف وقعت بين KGB وCIA أي بين المخابرات السوفييتية سابقا والمخابرات الأمريكية حيث تم ضبط بطل القصة وهو أحد القياديين السوفييت في حالة اتصال مع عنصر من عناصر الـ CIA وتم تبليغ القيادات العليا بهذا الاتصال مما دعاهم لإصدار أمر مراقبته على مدار الساعة، وبعد مراقبة لصيقة وصلت حتى غرفة نومه والحمام وأقربائه ومعارفه، يريدون معرفة سر هذا الاتصال والهدف منه ولم يصلوا لنتيجة حتى تفكك الاتحاد السوفييتي الى جمهوريات ودويلات، وبعد ذلك قام رئيس الـ KGB المكلف من القيادات السابقة بمراقبة ذلك القيادي بالاتصال به لمعرفة سر هذا الاتصال وكان ذلك بعد الانهيار بطبيعة الحال، والتقت الشخصية القيادية السابقة ورئيس الاستخبارات KGB سابقا وأبرز له صورا التقطت من أول لقاء والوحيدة له مع العناصر الأمريكية وبعدها لم يتصل بهم بتاتا وأراد أن يتعلم منه كيف مارس هذا التمويه على أكبر جهاز مخابرات في ذلك الوقت، وسأله الرئيس السابق ماذا كنت تقوم به؟ وقال له إن ما قمت به لا يحتاج الي اتصال بأي جهاز على الإطلاق وإنما قالوا لي إن هدفنا هو تدمير الاتحاد السوفييتي وأنت قيادي وعضو مجلس أعلى فما عليك إلا اختيار ناس سيئين للمناصب القيادية في طول البلد وعرضها من حكم محلي الى قطاع اقتصادي الى زراعي الى آخر المناصب واترك الباقي لهم حيث سيكملون المهمة من دون قصد وجهل منهم ومن دون اتصال منا أو منك بذلك، وهنا بعد أن وقع الفأس بالرأس وتم تدمير البلد استذكر رئيس الـ KGB أنهم كانوا يحرثون في البحر طوال سبعين عاما· هذه القصص المخابراتية ليست خيالية وإنما تؤكد وقائعها النتائج الحالية لهذا البلد ولا شك أن ما جرى للاتحاد السوفييتي سابقا يمكن أن ينطبق على أي مجتمع لينهار بالنهاية نفسها والأمثلة على ذلك كثيرة منها الملك فاروق وشاه إيران وماركوس وغيرهم كثر بهذا العلم الذي به يتم تقريب المنافقين والوصوليين والجهلة لأصحاب القرار والحكام، أما المطالبون بالإصلاح والتنمية ومحاربة الفساد والمفسدين مستبعدون ومحاربون لأنهم يشكلون عناصر ضغط وعناصر تعتبر مشاغبة يجب محاربتها واستبعادها ولأنها لا تتماشى مع توجهنا وخطابنا، هكذا يجب أن توضح الصورة لمن يريد دراسة التاريخ للاستفادة من تجارب الآخرين، أما لدينا فحدث ولا حرج حيث حكى لي أحد الأفاضل من الشخصيات الكويتية وهو شخصية موثوق بها بأنه تم توجيه النصح لأحد الوزراء بُعيد تقلده زمام الوزارة في شأن أحد القياديين بوزارته وقالوا له إن "فلان ذمته واسعة شوي ومعروف شنو تعني ذمته واسعة شوي، وقال لهم مشكورين وما قصرتوا" ولم يتأخر بعدها كثيرا بتنصيبه وكيلا مساعدا مما عقد لسان من أخبره عن ذمة هذا الرجل وأخذ يحوقل ويردد أهذا هو ما كان متوقعا فعلا أم أني سمعت مرسوم تنصيبه بالخطأ؟ وحكاية أخرى عشنا وقائعها في الفترة الماضية حيث تم تنصيب أحد الإخوة بمركز مسؤول عن المجرمين ومن صدرت بهم أحكام قضائية بعد أن كاد القضاء يدينه بتهمة القتل العمد لولا تنازل أهل الضحية عن القضية وقبولهم بالدية، وتنازل أهل الضحية وقبولهم الدية الشرعية لا تعفيه من وصمة بصفة مجرم قاتل أي صاحب سابقة قتل إنسان، ومع ذلك تم تنصيبه بهذا المنصب مكافأة له عن تنفيذه مهمة اعتقال أحد قياديي المعارضة أيام الاثنينات، هكذا تجري الأمور لدينا، أليس هناك تشابه بين ما ذكره صلاح منتصر وبين واقعنا المعاش؟ هل ننتظر أن ننهار أم نقرع أجراس التنبيه لنتفادى السقوط؟ هناك حكمة من أحد الحكماء يقول فيها "اتبع من يبكيك ولا تتبع من يضحكك" والمقصود بمن يبكيك هو الشخص الذي يوجه لك النصيحة الخالصة، أما من يضحكك فالمقصود بهم المنافقون والدجالون والمرتزقة، وهي دلالة واضحة على أن من يضحكك يهدف الى إلهائك عن أمور أخرى ولمصلحته شخصيا ويعمل جاهدا على تأمين نفسه من السقوط معك، وقد يكون بهذه الأمور هلاكك، فهل نستفيد من تجارب الآخرين؟

�����
   

مللنا مسائل الحيض و"المسواك" وتقصير "الدشاديش":
مسلم صريح
الدواء المر:
محمد مساعد الصالح
وعود أمريكية وإعدامات عراقية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الواردة:
د.مصطفى عباس معرفي
تهانينا للمرأة القطرية:
يحيى الربيعان
البناء التنظيمي لوزارة التربية.. هل حقق أهدافه؟:
خالد عبد العزيز السعد
البعد السكاني للتنمية:
عامر ذياب التميمي
النصف الأعذب:
إسحق الشيخ يعقوب
اللجنة الاستشارية ومشاريعها الانفصالية:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة التاسعة):
محمد سلمان غانم
التدمير الذاتي:
أنور الرشيد
التاريخ يعيد نفسه
...في ظل دكتاتور العراق..!:
د· بدر نادر الخضري
مشاهد من كردستان المحررّة!:
حميد المالكي
مجلس تشريعي أم شرعي؟:
فوزية أبل