شدتني الكلمة الواقعية الموفقة التي ألقاها مدير الهيئة العامة للتعليم التطبيقي الدكتور حمود المضف في حفل تخريج 352 متفوقا ومتفوقة من خريجي الهيئة·· ولعل أهمية الكلمة تأتي لأنها قيلت بحضور صاحب السمو أمير البلاد·· فقد كان بإمكان مدير الهيئة أن يدغدغ أحلام الخريجين عن المستقبل الزاهر الذي ينتظرهم وعن الوظائف التي سيشغلونها·· وعن دورهم في خدمة الكويت والى غير ذلك من كلمات تعودنا سماعها في مثل هذه المناسبات·· إلا أن الدكتور حمود المضف خرج عن المألوف وطرح مشكلة المعاهد التطبيقية والصعوبات التي تعترضهم في موسم القبول وبعد التخرج·· لقد وضع المشكلة الحقيقية التي يعاني منها طلاب وطالبات المعاهد التطبيقية أمام القيادة السياسية العليا بعد أن أبدى تصوره في كيفية التغلب عليها بكلام صريح هو السبيل الوحيد للقضاء على المشكلة·· لقد أعاد مدير التعليم التطبيقي ما سبق أن قاله صاحب السمو الأمير في العشر الأواخر من رمضان إذ لا جدوى من استعمال المسكنات وأن الدواء مهما اشتدت مرارته هو البوابة الحقيقية للعافية، ومن هنا فإن خطاب مدير المعاهد التطبيقية قد تضمن حلولا للمشاكل مثل فتح معهد كامل للتدريب على المهن الإنشائية وفتح معاهد كاملة للفندقة والتجهيزات الغذائية وإنتاج الوحدات الثقيلة وهندسة الطيران وإلى غير ذلك من مهن يجب أن يتعود الكويتيون على ممارستها·· والأمل كبير بعد الوضوح الكبير في خطاب مدير الهيئة العامة للتعليم التطبيقي أن تعتمد الدولة مثل هذه الحلول إذ لم يعد منتجا تخريج كتبة للعمل في وزارات الدولة ولدينا الكثير من الشواغر التي يجب أن يتعود الكويتيون على ممارستها سواء في القطاع العام أم الخاص وهو ما نجح الدكتور حمود الضف في تسليط الضوء عليه والأمل كبير في أخذ مثل هذه الحلول ووضعها موضع التنفيذ·