Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 ذي القعدة 5 ذي الحجة 1419هـ - 17-23 مارس 1999
العدد 1369

مللنا مسائل الحيض و"المسواك" وتقصير "الدشاديش"
مسلم صريح

يستغرب المرء حين يتأمل في حياة المسلمين المعاصرين - وتحديدا الذين ينتمون للحركات الإسلامية المعاصرة - كيف يهدرون أوقاتهم وطاقاتهم في بحث أمور لا طائل من ورائها، هي أمور هامشية وسطحية وهم يعتقدون تمام الاعتقاد  أنها من صلب الدين وأساسياته·

والأمر الذي يبعث على الحيرة حقا هو أن الإسلام - كدين - كرم الإنسان واحترم عقله وحث على إعماله (أي العقل) في عمارة الأرض، ومع ذلك فإن معظم "علماء" الإسلام المعاصرين يتجاهلون المبادئ السامية للرسالة والمقاصد العظيمة التي نادت بها الشريعة الإسلامية، وينشغلون - ويشغلون معهم بقية المسلمين - في توافه الأمور، ونقول توافه الأمور ونحن ندرك معنى ذلك، لأن معظم هؤلاء "العلماء" يتعاملون مع السنة النبوية تعاملا أعمى، ففي بحث كل مسألة يقومون بعملية تفتيش دقيقة ومرهقة لما حوته بطون كتب السنة النبوية علهم يجدون ضالتهم·

ويجهل هؤلاء "العلماء" أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم حينما مارس حياته كبشر كانت تمر عليه صغار الأمور وكبارها ومن الطبيعي أن يعطي رأيه - كبشر - في تلك الأمور من دون أن يهدف الى تعميم آرائه تلك على بقية المسلمين في كل العصور والأزمنة والبيئات، وما قصة "تأبير النخيل" إلا مثال واضح للتدليل على صدق ما نذهب إليه، والقصة بدأت حين استقر الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة بعد الهجرة ووجد الأنصار (أهل المدينة) يقومون بتلقيح النخيل على طريقة معينة فأشار عليهم صلى الله عليه وسلم بطريقة أخرى، ولما مضت مدة من الزمن ولم تعط نصيحة الرسول صلى الله عليه وسلم النتيجة المرجوة، ذهب الأنصار إليه وبينوا له أن طريقتهم التي ورثوها عن آبائهم في تلقيح النخيل أجدى من الطريقة التي نصحهم بها، فما كان من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم إلا أن يقول لهم: "أنتم أعلم بأمور دنياكم"·

ماذا يعني هذا؟ إن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم نقل الرسالة التي أتمها الله سبحانه وتعالى على المسلمين وإتمام الرسالة تعني أمور الدين، أما أمور الدنيا فهي متجددة ومتغيرة ولا يمكن لأية رسالة أو نبي أو كتاب أن يحيطها أو يحصرها· من هنا فإننا نذهب إلى أن معظم القضايا التي ناقشتها السنة النبوية هي من القضايا الدنيوية وأكثرها يتعلق بالمأكل والملبس وهي غير ملزمة للمسلمين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم تعامل معها تعاملا يوميا كفرد من بيئة الجزيرة العربية، فكان من الطبيعي أن يتعامل مع أمور الدنيا وفق ما تقتضيه عليه بيئته المحيطة·

يقول الكاتب الإسلامي فهمي هويدي في كتابه "القرآن والسلطان": "أعرف أسرا كثيرة احتسبت الله في أبناء لها اختفوا منذ سنوات· هاجروا الى الجبال والشعاب والمغارات وانقطعت أخبارهم، أو هجروهم بعدما انقلبت حياتهم وهم في بيوتهم· فلم يعودوا يكلمون أحدا، ولا يعرفون أحدا· أغلقوا على أنفسهم الطريق بين المسجد والبيت· فلا يقرأون صحيفة، ولا يستمعون الى إذاعة، ويستعيذون بالله من التليفزيون، ويلعنون الذاهب الى السينما، ناهيك عن المسرح!" ويسترسل هويدي قائلا: "وأعرف شيوخا - أكثر تقدما(!) - يجيزون الاستماع الى نشرات الأخبار فقط في الإذاعة، ويضبطون أنفسهم وأناملهم بحيث يديرون مفتاح المذياع في اللحظة التي تنتهي فيها المقدمة الموسيقية، تجنبا للاستماع الى "أصوات الشيطان" في اللحن المميز للنشرة الأخبارية"· ويكمل هويدي قائلا: "وهؤلاء وهؤلاء، حصروا أنفسهم في مسائل اللحى وأغطية الرؤوس، والثياب القصيرة والضيقة، والمستور والمكشوف، والمسواك والسجائر، والطيب والحناء·· الدنيا عندهم أسود وأبيض، أطهار وأشرار، دار إسلام ودار كفر، ثم·· هم حزب الله، وغيرهم حزب الشيطان!"·

إن البحث في كتب السنة النبوية عن الأحكام الشرعية للمسائل الدنيوية المتجددة والمتغيرة هو محض عبث لا طائل من ورائه، ومن يقوم به كمن يحفر في البحر، فاتقوا الله يا "علماء" الأمة في أنفسكم والتفتوا الى ما هو أهم من الحيض والمسواك وتقصير "الدشاديش"!

�����
   

مللنا مسائل الحيض و"المسواك" وتقصير "الدشاديش":
مسلم صريح
الدواء المر:
محمد مساعد الصالح
وعود أمريكية وإعدامات عراقية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الواردة:
د.مصطفى عباس معرفي
تهانينا للمرأة القطرية:
يحيى الربيعان
البناء التنظيمي لوزارة التربية.. هل حقق أهدافه؟:
خالد عبد العزيز السعد
البعد السكاني للتنمية:
عامر ذياب التميمي
النصف الأعذب:
إسحق الشيخ يعقوب
اللجنة الاستشارية ومشاريعها الانفصالية:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة التاسعة):
محمد سلمان غانم
التدمير الذاتي:
أنور الرشيد
التاريخ يعيد نفسه
...في ظل دكتاتور العراق..!:
د· بدر نادر الخضري
مشاهد من كردستان المحررّة!:
حميد المالكي
مجلس تشريعي أم شرعي؟:
فوزية أبل