Al - Talea
رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 ذي القعدة 5 ذي الحجة 1419هـ - 17-23 مارس 1999
العدد 1369

تناقضات(الحلقة التاسعة)
محمد سلمان غانم

التناقض الطبقي: يتجلى تناقض الرأسمالية الأساسي· في التناقض الطبقي بين الملأ المستقوي والطبقة المستضعفة، وهو ناتج عن التناقض الرئيس بين الطابع الاجتماعي للإنتاج وبين الشكل الخاص للملكية الرأسمالية، ففي النظام الرأسمالي انفصلت وسائل الإنتاج كلية عن العامل الشغيل، وتركزت في أيدي الملأ، وأضحى المنتجون المباشرون على خطوط الإنتاج، والقائمون على العمل الفعلي محرومين من كل شيء عدا قوة عملهم· وتمت القطيعة نهائيا بين العمل ووسائل الإنتاج· وهو ما يظهر بوضوح في أزمات فيض الإنتاج، حيث يتمركز من جهة فائض البضائع في السوق· وتتعطل وسائل الإنتاج من جهة أخرى· ويبرز فائض اليد العاملة من الشغيلة والمنتجين العاطلين عن العمل· والمحرومين من وسائل العيش· إن تفاقم التناقض الأساسي للرأسمالية هو نتيجة حتمية لتطور العلاقات الإنتاجية الرأسمالية وتفاعلها مع القوى المنتجة، والحقيقة تتبدى في الأزمة جميع تناقضات أسلوب الإنتاج الرأسمالي· إلا أنها تتمحور في التناقض بين العمل ورأس المال

ثم إن مركزة وسائل الإنتاج وتعميم العمل يبلغان حدا لا يعودان معه متلائمين مع إطارهما الرأسمالي· فينفجر هذا الإطار، وتدق ساعة الملكية الرأسمالية الخاصة، ويجرد أولئك الذين جردوا الآخرين من ملكياتهم ، من أموالهم·

إن تشديد الطابع الاجتماعي للإنتاج يشمل مجالات أوسع وأوسع ، مما يرسخ من طابعه الاجتماعي، وينمو في المقابل حجم العمل الذي يقوم به كل عامل في مجال الإنتاج في الوقت الذي يتناقض فيه نصيب العمل الحي المباشر من الكمية العامة للعمل المبذول، مما يوتر العملية الإنتاجية، ويخلق المزيد من المشاكل في إدارة الإنتاج· إن ملكية وسائل الإنتاج تمنح الرأسمالي حقا ملاكيا " برجوازيا" يستولى بموجبه على عمل الآخرين، ويحرم العامل من حيازة نتاج عمله الخاص مما يؤدي إلى حالة الاغتراب واستلاب عنصر العمل وهو مهدد على الدوام· ففي الرأسمالية تعمل قوانين اقتصادية موضوعية سارية المفعول، تقود إلى حتمية العطالة التي لاصالح للملأ بالقضاء عليها·

إن تصفية رأس المال، باعتباره علاقة اجتماعية، يحدث تبدلا جذريا في نتائج العملية الإنتاجية، من شأنه أن يقضي على الاغتراب وتناقضات الإنتاج الرأسمالي، يقول ماركس:إن فارقا كبيرا يستقر فيما يلي: هل ينتصب ما هو موجود من وسائل الإنتاج ضد العمال كرأس المال، وبالتالي فهم يستخدمونها فقط بقدر ما هو ضروري لزيادة فضل القيمة المنتج الفائض الذي يحوزه الرأسماليون، أي هل تستبعد وسائل الإنتاج هؤلاء العمال؟ أم إن هؤلاء العمال باعتبارهم أفرادا، يستخدمون وسائل الإنتاج كأداة من أجل إنتاج الثروة لأنفسهم"·

الوحي الطبقي: أما وجهة نظر الإسلام فهي محسومة بالوحي الطبقي· ونقصد به الآيات التي وردت في القرآن التي وردت في القرآن الكريم والتي تتعلق بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والصراع الدائر بين الحق والباطل، والحقيقة والوهم، والعدل والظلم، والكفر والإيمان، والتعاون والمساواة، ولن نستطيع أن نلم بكامل الصورة، ومن جميع نواحيها فهذه تستدعي دراسة مستقلة شاملة·· بينما نحن هنا سنتناول الجوانب الأكثر ارتباطا بالموضوع الذي نعالجه· وهو تناقضات الإنتاج الرأسمالي، كما أننا سبق وأن نشرنا موضوع "القرآن والطبقات" في كتاب : قراءات في القرآن الكريم، وهنا نحاول أن نتمم، ونلقي المزيد من الضوء على الوحي الطبقي· إلا إننا بحاجة إلى مدخل بسيط نظرا لأن هذا الموضوع مطمور ولا يتطرق له الملالي بالرغم من أنه يشكل مساحة كبيرة في القرآن الكريم·

إن  الوحي الطبقي يرقى إلى أبعد من التحليل الطبقي لهذه المرحلة أو تلك من مراحل التطور الاجتماعي الاقتصادي والتشكيلات الطبقية الثلاثة "العبودية والإقطاعية والرأسمالية" وغير الطبقية الاثنين "الاشتراكية والمشاعية"· كما أنه يتضمن ويحتوي بشكل معجز على وحي شمولي يستوعب حتى المرحلة الأخيرة للتشكيلات الطبقية، وهي المرحلة الرأسمالية ـــ الإمبريالية وسيادتها على مستوى العالم· وليس فقط مرحلة ظهور وانتصار الجماعية الإسلامية قبل 14 قرنا وبالتالي وحدة المصالح والقوى الطبقية وتشابكها وتناسجها وصراعاتها وتناحرها لبعها بعضا "ملأ وملأ"· وفيما بينها وبين الربانيين والمستضعفين والمصلحين عموما، وهي القوى التي يقع على عاتقها مواجهة وتحدي طبقة الملأ وحلفائها من الطواغيت وشياطين الإنس· وإسقاطها من عليائها، والقضاء عليها·

"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض" 251 ــ البقرة وذلك من خلال الدفع والصراع الطبقي· سواء في كل مجتمع على حدة أو كلها مجتمعة، والذي يعكس تفاعلاتها وتناقضاتها في إطار عام يشمل الوحدة والتفكك· والعام والخاص والتناقض والانسجام· إلى أن تنتصر وتتعمم الجماعية الإسلامية، ويظهر الله دينه على الدين كله ولو كره الكافرون "وله أسلم من في السموات والأرض· طوعا وكرها" 83·آل عمران· أي بالقوة والعنف أو بالاستسلام والخضوع، أو اتجاهاتها للتقارب والاتحاد لتحقيق  الوحدة الإنسانية الواحدة وإقامة الجنة الأرضية كشرط لدخول الجنة العليا حيث يبدأ الإنسان مرحلة أخرى من التقدم والرقي والعلم والمعرفة المتسامية نحو الحقائق والغايات الالهية، وهذه الحالة هي الجنة الحقيقية· وفي مقابلها النار وهي الجهل والتخبط والحسرة والندم· والوجوه المغبرة نكالا وجزاء· إلى أن تشمل رحمة الله عباده المذنبين· فيتأهلوا للالتحاق برفاقهم المؤمنين، في جنة العلم والعمل، وهما أسمى عطاء وسعادة وهناء ، وليس الترف والبذخ والبطر والعبث، واللامسؤولية "أفحسبتم إنما خلقناكم عبثا· وأنكم إلينا لا ترجعون" 115 ــ المؤمنون · إلا في حدود تكريم الإنسان وتمتعه بخيرات الله وفيض رحمته، وقبل هذا وذاك نيله واتحافه برضا الله تعالى· وهذه هي الجنة والنعمة الكبرى·

أما أوصاف النار والجنة في القرآن · فقد جاءت على سبيل الترهيب والتخويف من ناحية، والترغيب والطمأنينة من ناحية أخرى "والشجرة الملعونة في القرآن، ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا" 60 - الإسراء· و"لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل، ذلك يخوف الله به عباده، يا عبادي فاتقون 16 - الرمز كما أن الجنة في الآخرة ليست مقصورة على شرب الخمر ومضاجعة الحور العين·وإنما هي أكثر جدية وفاعلية من الحياة الدنيا، بل إن هذه الحياة الدنيا ما هي - قياسا على الدار الآخرة - إلا لهو ولعب، والحياة الحقيقية هناك في الجنة، وقد وصفها الله بالحيوان "وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب، وإن الدار الآخرة لهي الحيوان، لو كانوا يعلمون" 64 - العنكبوت والحيوان مصدر حي سمي به ذو الحياة، وهو أبلغ من الحياة، لما في بناء فعلان من الحركة والاضطراب اللازم للحياة·

ونعود إلى الموضوع· إن أول ما يبرز لنا في هذا الوحي، هي الجماعات الطبقية المتصارعة والمتناقضة في المجتمعات الطبقية "العبودية والإقطاع والرأسمالية" وأول ما يواجهنا، من هذه الطبقات هي طبقة الملأ، وهي الطبقة السائدة اقتصاديا وسياسيا، والتي لا تعيش من عملها وسعيها، وإنما تعمد إلى سرقة عمل الآخرين عن طريق تملكها لوسائل الإنتاج، بما في ذلك الإنسان نفسه في العهد العبودي، ويؤهلها موقعها هذا إلى أن تجمع بين أيديها السلطة والثروة·

�����
   

مللنا مسائل الحيض و"المسواك" وتقصير "الدشاديش":
مسلم صريح
الدواء المر:
محمد مساعد الصالح
وعود أمريكية وإعدامات عراقية:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
الواردة:
د.مصطفى عباس معرفي
تهانينا للمرأة القطرية:
يحيى الربيعان
البناء التنظيمي لوزارة التربية.. هل حقق أهدافه؟:
خالد عبد العزيز السعد
البعد السكاني للتنمية:
عامر ذياب التميمي
النصف الأعذب:
إسحق الشيخ يعقوب
اللجنة الاستشارية ومشاريعها الانفصالية:
سعاد المعجل
تناقضات(الحلقة التاسعة):
محمد سلمان غانم
التدمير الذاتي:
أنور الرشيد
التاريخ يعيد نفسه
...في ظل دكتاتور العراق..!:
د· بدر نادر الخضري
مشاهد من كردستان المحررّة!:
حميد المالكي
مجلس تشريعي أم شرعي؟:
فوزية أبل