كلما زار بعض المسؤولين الأمريكيين منطقة الخليج وأطلقوا تصريحاتهم النارية ضد النظام العراقي، أقدم صدام حسين على إعدام عدد كبير من علماء الدين وضباط الجيش، ولا يرى المراقبون ربطا بين العملين إلا أن ذلك ملفت للنظر ولاشك··

وبعد آخر زيارة لوزير الدفاع الأمريكي وليام كوهين والذي أطلق تصريحاته النارية ضد صدام حسين ونظامه أقدم الرئيس العراقي كما كشفت مصادر المجلس الإسلامي الأعلى للثورة العراقية على إعدام "23" ضابطا عراقيا بعد أن اغتال آية الله السيد محمد صادق الصدر·

ولاشك أن الغرب الذي صنع صدام وجاء به إلى الحكم في العراق يعرف كيف يزيله إن أراد خصوصا أنه على اتصال بأعداد كبيرة من المحيطين به، لذلك فإنه من غير المنطقي أن يواصل المسؤولون الأمريكيون زياراتهم المتكررة للمنطقة وتصريحاتهم التي أصبحت معروفة مسبقا ومحفوظة وبياناتهم النارية الموجهة لصدام مع عرض سيناريو عملهم وخططهم لإسقاطه على العلن وكأن العملية عبارة عن فيلم سينمائي تنتجه إحدى شركات هوليوود ولا ينقصه إلا التمويل!

وآخر هذه السيناريوهات هو أن يقوم بعض الضباط بقتل صدام والمقربين منه وأن لا يزيد عدد القتلى عن "100" قتيل "هكذا"! بشرط أن يبقى النظام البعثي حاكما، وما أن نشرت هذه الخطة حتى قام صدام بإعدام مجموعة من الضباط منهم بعض المقربين وإن صدقت الأخبار فمنهم الفريق كامل ساجد التكريتي الذي كان يقود القوات العراقية الغازية للكويت ، ومن الآن إلى قيام مسؤول أمريكي جديد بزيارة المنطقة وتصريحاته المرتقبة فإن على المراقب أن يلاحظ سلوك صدام حسين ونظامه وعدد الإعدامات المقبلة والتي ستكون متوافقة مع عنف التصريحات الأمريكية أو خفتها·

ولاشك أن الإنسان يتعاطف مع المظلومين من الشعب العراقي الذين لا ينتظرون الفرج إلا من الله سبحانه ، ومن عزم الأحرار في العراق الذين يواصلون العمل ليل نهار لإزالة الكابوس عن بلادهم وتحريرها من صدام وجيشه وحزبه من دون كبير أمل لأي سيناريو  غربي لايزيد أوضاعهم البائسة إلا بؤسا ولا يزيد معاناتهم من الظروف الصعبة إلا معاناة إضافية·