أقترح على السيد رئيس مجلس الأمة الأمر بتبديل أكواب الماء الزجاجية الموجودة على طاولات أعضاء المجلس المحترمين بأكواب من البلاستيك والميلامين الخفيف أو أكواب من ورق تستعمل لمرة واحدة وترمى كما هو معمول به في مستشفى الأحمدي!
أيضا عليه أن يجد نظاما حسب الصلاحيات الممنوحة للرئاسة من خلاله يتم تفتيش السادة المحترمين المؤدبين أعضاء المجلس إن أمكن عند دخولهم لحضور الجلسات واستثناء السادة الوزراء من التفتيش لأنهم مسالمون ويتحكمون بأعصابهم، وذلك خوفا من أن يحضر أحد الأعضاء المحترمين مثلا نباطة ويضعها في جيبه ويستعملها في أثناء الجلسة ضد أحد زملائه وقد يصيبه في عينه فيفقد نظره ويصبح أعور ويطلق على المجلس بعد ذلك مجلس "العور" الذين لا يرون إلا بعين واحدة عندها لا ينظرون لقضايا ومطالب الشعب إلا بعين واحدة لا ترى إلا مصالحهم ومدى ما سيجنونه من أموال نقدية خلال فترة عضويتهم!
عندما قام شابان متحمسان ومندفعان ببعض الأعمال المرفوضة والاستفزازية تجاه النائب جاسم الكندري عقب جلسة التصويت على طرح الثقة الأخير قامت الدنيا ولم تقعد وهدد رئيس المجلس بمحاسبة المسيئين وملاحقتهم وجعلهم عبرة لغيرهم وهذا حقه في الدفاع عن الأعضاء وعدم تركهم وحيدين للضغوط التي تمارس عليهم والتأثير على آرائهم ومواقفهم وتغييب تصويتهم الحقيقي وإفساح المجال للمواقف العاطفية التي لا تعكس الحقيقة، مع العلم أن المعلومات المتواترة عن هذه الحادثة لا تعدو كونها مجرد ألفاظ قيلت بحق العضو المحترم جاسم الكندري وعتاب جاف ولم يتعرض للضرب أو الركل والأذى الجسدي إنما ألفاظ دارجة يتفوه بها المواطن الكويتي العادي يوميا تعبيرا عن امتعاضه ورفضه لموقف أو حادث يمر به وهذا لا يعني أن لا نهتم بالحادثة التي وقعت إنما يجب أن لا نعطيها بعدا ومعنى آخر غير الذي تحتمله ولنترك للجهات المختصة ممارسة دورها المنوط بها دون تدخل وضغوط أو تصعيد غير مبرر·
إن الذي رآه الجميع داخل قبة البرلمان وليس خارجه وأمام أعضاء مجلس الأمة ورئيسه وبحضور الحكومة الموقرة ومن قبل عضو مجلس أمة منتخب عاقل وراشد له تجربة وخبرة طويلة بالعمل البرلماني منذ ما يقارب ربع قرن بعكس الاعتداء الذي وقع على النائب الكندري من قبل مواطنين عاديين لا يحملون خبرة وتجربة النائب خلف دميثير·
لقد تقبل النائب علي الراشد الاعتذار، لكن أين دور رئيس مجلس الأمة وباقي الأعضاء، وأين تحركهم كما تحركوا إبان الاعتداء على النائب جاسم الكندري وهل هو الكيل بمكيالين، فالاعتداء والتهجم وقعا سواء وقعا من مواطن عادي أو من عضو مجلس أمة ممثل للشعب ولكنه أشد إيلاما وتأثيرا إذا أتى من النائب، والخوف كل الخوف أن تتحول قاعة البرلمان العتيدة الى ساحة حرب تستعمل فيها العصي و"العجرات" والرماح وتسمع أصوات صهيل الخيل ورغاء الإبل ورفرفة البيارق وشعر الحماسة·
nayef@taleea.com |