رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 صفر 1425هـ - 14 أبريل 2004
العدد 1623

بلا حــــدود
عباءة صدام حسين!!
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

يقف الشرق الأوسط ومنذ عام كامل على عتبة مفترق طرق بين أن يقتحم عالم الحداثة السياسية والديمقراطية، وبين أن يستمر في مسيرة التخلف السياسي والفكري في ظل غياب الحريات والحقوق بكل أشكالها·

فالعالم العربي وبكل أسف لا يزال جاهلا أو متجاهلا لتراتبية الأحداث السياسية، حيث لا يوجد حدث منفصل عما سبقه، أو غير متصل بما سيليه، وكما أدت أحداث الحادي عشر من سبتمبر الى الحرب في أفغانستان أو ما يسمى "بالحرب على الإرهاب"، تأتي الحرب في العراق وانتهاء حقبة ديكتاتورية البعث وصدام حسين، لتشكل أهم المنعطفات التاريخية في المنطقة العربية·

لقد أفرز سقوط نظام صدام حسين واقعا جديدا وغريبا في الوقت نفسه ليس بالنسبة للعراق وحسب، وإنما للعالم العربي بشكل عام، حيث حملت الديكتاتورية التي انهارت في العراق رسالة الى كل الأنظمة العربية والتي تشترك مع تلك الديكتاتورية المنهارة في صفاتها الأساسية، وأن اختلفت عنها في حجم العنف الممارس ودرجته إلا أن العرب شعوبا وأنظمة لم يحسنوا وبكل أسف قراءة الرسالة التي حملها سقوط صدام حسين في العام الماضي، أو لكي نكون أكثر دقة، هم لم يعتادوا ولم يألفوا بعد شروط التغيير المطلوب كخطوة تالية إثر الخطوة الأولى المتمثلة في انهيار أعنف وأشرس الديكتاتوريات العربية، لذا فقد انهار مؤتمر القمة العربية قبل أن يعقد، لأن المؤتمرين جاؤوا بالبرامج السياسية السابقة نفسها، والديباجات المعهودة نفسها والتي يتم إلقاؤها في ختام كل مؤتمر باعتبارها "الإنجاز الأهم" لهذه القمة أو لتلك، وأيضا للسبب ذاته عمت الفوضى، وساد العنف في العراق، لأن الشعب العراقي لم يألف ولم يعتد بعد على هذا الهامش الكبير من الحرية، سواء حرية التظاهر والرفض، أو حرية الفكر والرأي، خاصة بعد أن كان ذلك الهامش من الحرية مغيبا ولأكثر من ثلاثة عقود·

إذا هنالك خطأ مشترك سواء على مستوى الشعوب أو الأنظمة العربية في تقدير ظروف ومرحلة ما بعد صدام حسين، فالشعب العراقي الذي ذاق ويلات الحاكم الفرد ودفع من الشهداء والثروات الكثير بسبب آلة العنف والدمار، يعيد الآن وبيديه تنصيب الأفراد الرموز، ويصر على الاستمرار في لعبة العنف والدمار، لتحتل صور الزعامات الدينية المنصات التي حملت من قبل صور صدام حسين، ولتسود لغة النار بدلا من لغة الحوار، وليصبح السلاح هو الفيصل في معالجة القضايا السياسية المعلقة·

أما الأنظمة العربية، فقد أخفقت هي الأخرى في تقدير متطلبات ما بعد صدام حسين، وبدلا من فهم الرسالة كدعوة للبدء بمشاريع الإصلاح الديمقراطي، ومنح الحقوق بكل أشكالها كاملة وغير منقوصة لشعوبها، تصورت بأن بقاءها واستمرارها كأنظمة سياسية مرهونا برضا الولايات المتحدة عنها، وليس بالإصلاحات السياسية، ولعل في اتجاه وطبيعة "رياح التغيير" التي دفعت بالعقيد "معمر القذافي" للالتفاف حول نفسه مئة وثمانين درجة خير دليل على طبيعة الخطأ في فهم المغزى السياسي الذي حمله سقوط نظام صدام حسين، من الواضح أننا جميعا أخطأنا في فهم الدرس الذي حمله ذلك السقوط، بدليل أننا لا نزال نخشى أن نخطو خارج عباءة "صدام حسين"، فالمثقفون منا لا يزالون مشغولين في جدلية: أيهما أفضل بقاء صدام أم احتلال الأمريكان؟ وأهل العراق لا يزالون أسرى إرهاب الفرد وسطوته، وذاكرة مختومة بالدم والرعب والعنف، أما الأنظمة السياسية العربية فهي مشغولة بتبرير وجودها بعد أن أربكتها رياح التغيير العاتية من أفغانستان الى بغداد، نحن جميعا إذاً أسرى لمشهد عربي حزين ومأساوي، لا مخرج منه إلا باستيعاب جيد للظروف الجديدة التي أفرزتها ثلاث حروب متعاقبة، ولن يكون هنالك خلاص إلا بالخروج من عباءة صدام حسين·

 

suad.m@taleea.com

�����
   

أربعينية الدم الحسيني:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عباءة صدام حسين!!:
سعاد المعجل
مؤتمراتنا··:
سعود راشد العنزي
دبلوماسي حكومتنا و"كذبة إبريل":
فيصل العلاطي
الشهادات الموقتة:
المهندس محمد فهد الظفيري
الإرهاب عند المسلمين:
يحيى الربيعان
دور الأحزاب في المجتمع:
موسى داؤود
أين الحـكـمـاء؟:
المحامي نايف بدر العتيبي
التخلف الاقتصادي··:
عامر ذياب التميمي
ما أفسده مقتدى:
د. محمد حسين اليوسفي
من فلسطين الى شباب الأكاديمية:
عبدالله عيسى الموسوي
"بول بريمـر" رجل التصعيد الأول:
عبدالخالق ملا جمعة
آثار الارتداد الأمريكي عن الديمقراطية في العراق!!:
د. جلال محمد آل رشيد
القمة العربية: أزمة حوار وثقافة:
خالد عايد الجنفاوي
أخطر وثيقة سياسية عراقية تنفرد بنشرها "الطليعة " بمناسبة:
الذكرى الأولى لسقوط نظام صدام حسين:
حميد المالكي
في "أرشيف الأمن القومي":
رضي السماك