رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 24 صفر 1425هـ - 14 أبريل 2004
العدد 1623

أخطر وثيقة سياسية عراقية تنفرد بنشرها "الطليعة " بمناسبة:
الذكرى الأولى لسقوط نظام صدام حسين
حميد المالكي
hamid@taleea.com

بمناسبة الذكرى الأولى لسقوط نظام المجرم صدام حسين يسرنا أن ننشر أخطر وثيقة سياسية عراقية صدرت في مرحلة تاريخية كانت فيها الجهود تتكثف والحوارات تتسارع من أجل إصلاح نظام حكم الرئيس السابق عبدالرحمن محمد عارف·

ولكن في موازاة ذاك كانت تجري في الخفاء مؤامرة هي بالضد من جميع جهود القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية والثقافية القائمة من قبل عصابة البكر - صدام من أجل الاستيلاء على السلطة وإغراق البلاد بالحروب والكوارث والإرهاب ضد العراقيين ودول الجوار كاحتلال دولة الكويت الشقيقة ونزيف مستمر لدماء أبناء العراق وإهدار لثروات البلاد وتفريط بسيادة الوطن لأكثر من 35 عاما·

ويلاحظ أن الوثيقة لم يوقع عليها أي واحد من انقلابيي 17-30 تموز (يوليو) 1968 مما يدل على أنهم معزولون عن الشعب ويعملون في الظلام على طريقة عصابات المافيا من أجل الاستيلاء على سلطة الرئيس السابق عبدالرحمن محمد عارف·

 

نص الوثيقة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

سيادة عبدالرحمن محمد عارف رئيس الجمهورية المحترم

تحية طيبة وبعد،

فانطلاقا من هذا الشهر المبارك الذي تزكو فيه النفوس وتتسامى واتباعا لقوله تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" واستجابة لمطالب شعبنا ورعاية لحقوقه، نرى لزاما علينا نحن فريق من أبناء هذا الشعب ممن يعرف أحواله ويتجاوب مع الكثرة الكاثرة من أبنائه أن نصارحكم بأمور تتعلق بحقيقة الأوضاع القائمة والمشكلات الأساسية التي تتطلب الحل العاجل "والدين النصيحة"·

يمر العراق اليوم - كما تمر الأمة العربية كلها - بمرحلة من أدق المراحل وأصعبها فلقد تعرضنا لهوان ما بعده هوان بعد نكسة حزيران التي كان من بين أسبابها الرئيسية افتقار أنظمة الحكم في عدد من الدول العربية إلى السند الشعبي الذي لا غنى عنه في أية حركة مصيرية كالتي خاضتها الأمة العربية دفاعا عن حقوقها وكيانها ووجودها·

وقد كان من آثار فردية الحكم هذه أن جانبا كبيرا من الرأي العام العالمي لم يتجاوب مع الأمة العربية بما يتناسب وعدالة قضيتها في هذه المعركة المصيرية الخطيرة وبينما أن بعض الدول العربية الشقيقة قد أخذت تراجع نفسها بجرأة في بعض الأسس التي قامت عليها أنظمة حكمها نجد العراق اليوم يمعن في هذه السياسة الشاذة حتى بدا أن الظاهرة التي يمتازبها الحكم القائم هي القضاء على كل ما تبقى من مفاهيم الحكم الدستوري في البلاد خلافا لكل القيم الديمقراطية وإمعانا في الخروج على أهداف الثورة التي رحب بها أملا في تغيير أوضاعه السيئة التي ضجّ الناس منها بأمر الشكوى وتجاوبا مع بيانها الأول الذي وعد الشعب "بأن الثورة إنما قامت لكي تمهد الطريق إلى قيام حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه" كما أن هذه السياسة الشاذة تكون خروجا على الدستور الموقت الذي أعلن في 28/7/1958 والذي وعد الشعب بالإسراع في "تشريع الدستور الدائم باستفتاء يعرب فيه الشعب بحرية تامة عن رأيه بأسلوب الحكم الديمقراطي الذي يختاره لنفسه" كما نص الدستور الموقت نفسه على "تحقيق سيادة الشعب والعمل على منع اغتصابها وضمان حقوق المواطنين وصيانتها"·

ولقد جاء الدستور الموقت لسنة 1964 مؤكدا في نصوصه وفحواه والذي حدد فترة الانتقال التي كان يرجو "ألا يطول أمدها حيث دستور البلاد الدائم الذي تكون الكلمة الأخيرة فيه للشعب"·

واليوم وقد انقضت نحو عشرة أعوام فقد هالنا الوضع الذي صارت إليه شؤون هذا الوطن وروعنا الإخلال المتزايد باستقراره وساءنا ما نشهده من تردي أوضاع الحكم وضعف الشعور بالمسؤولية مما أدى إلى تدني الإدارة الحكومية وارتباك أجهزة الدولة نتيجة للأوضاع الشاذة التي سبقت الإشارة إليها بالإضافة إلى تهديد الموظفين بأرزاقهم وموارد عيشهم وإبعاد عدد كبير من أكفاء الموظفين وإحلال المحسوبين والمتحزبين محلهم وبالإضافة أيضا إلى القضاء على حرية الصحافة ومخالفة نصوص الدستور الموقت وروحه بشكل واضح ومريح، إن الأوضاع التي ضجّ منها الشعب بأمر الشكوى والفساد الذي أخذ يستشري يوما بعد يوم والتمادي في تجاهل مصالح الشعب وحقوقه الأساسية من شأنه أن يؤدي إلى أحداث لا تحمد مغبتها مالم يتدارك الأمر وينظر إلى مطالب الشعب الأساسية بجد واهتمام تامين ويرى أن الأهداف الأساسية يمكن إجمالها بما يلي:

أولا: تحقيق الوحدة الوطنية (التي هي المنطلق الطبيعي لأي وحدة أشمل) بالفعل لا بالقول المجرّد ولا يتأتى ذلك إلا بإحكام مبدأ سيادة القانون والقضاء على أسباب الفرقة والتمايز والنظر إلى الشعب كله نظرة واحدة بغض النظر عن معتقدات أفراده وأصولهم ومسالكهم وجعل مغانم هذا الوطن لهم كلهم كما تكون عليهم مغارمه وتنفيذ بيان 29 حزيران 1966 نصا وروحا وبصورة كاملة وبأسرع وقت مستطاع·

ثانيا: الاستمرار في العناية بالجيش من كل الوجوه وتعزيز قياداته بالأكفاء من الضباط الذين أدت ظروف في الماضي إلى تركهم الجيش حينما تكون الحاجة إلى خبراتهم أشد ما تكون اليوم ونحن نقارع خصما شرسا كما يجب العمل بدأب على تخليص الجيش من شؤون الأمن الداخلي ليفرغ إلى مهمته الأساسية الكبرى ويستعد لها الاستعداد اللازم ليحقق آخر الأمر للعراق الأمن العام والاحترام الدولي ويمكنه من الإسهام في معركة العرب الكبرى في فلسطين·

ثالثا: وما من شك في أن تحقيق الهدفين المشار إليهما أعلاه من شأنه أن يمهد الطريق للسير بالبلاد حثيثا لإنهاء فترة الانتقال التي طال أمدها وتشريع قانون جديد للانتخابات يضمن حرية الانتخاب المباشر ويعبر بصدق عن إرادة الشعب الحرة لانتخاب مجلس تأسيسي يضع الدستور الدائم الذي يجب أن تصان فيه الحريات العامة بصورة جلية لتقوم أسس الحياة الديمقراطية السليمة في هذا الوطن ويتم بذلك إنجاز غايات الثورة بتمكين الشعب من حكم نفسه·

رابعا: وضع قانون لمحاسبة الذين أثروا على حساب الشعب بأي كيفية كانت (قانون من أين لك هذا؟) وذلك لصيانة الأموال العامة ووضع حد للعبث والاستغلال والتخريب والاختلاس·

خامسا: اتباع سياسة واضحة المعالم في علاقاتنا العربية والخارجية بحيث يكون للعراق دوره الفعال بما يتناسب مع مطامحه وطاقاته وبذلك يظهر وجه العراق الحقيقي في السياسة الدولية وفي المجال العربي وفي كل المؤتمرات والاجتماعات واللقاءات ويستطيع العمل بصورة جدية لتحقيق وحدة الأمة العربية·

سادسا: اتباع سياسة مالية سليمة وإلغاء الضرائب عن غير القادرين على  دفعها وتخفيف الأعباء عن كاهل صغار الموظفين وأصحاب الدخل المحدود من العمال والفلاحين وضمان مكاسبهم وإيجاد موارد حقيقية للدولة من ثروات البلاد الطبيعية وتمكين الشعب من الاطلاع على ما يجري بهذا الشأن بصورة جلية كاملة والاستنارة بآراء ذوي الخبرة كافة وتحقيق مبادىء العدالة الاجتماعية على أساس من سياسة اقتصادية رشيدة·

ونود في الختام أن نؤكد لكم - أيها السيد الرئيس - أن النهوض بهذه المهام الجسام لا يأتي إلا عن طريق وزارة انتقالية تعمل على إنهاء فترة الانتقال والعمل على إقامة حكم ديمقراطي نيابي وإنهاء الأزمة الخطيرة والتأزم النفسي الشديد الذي يحسه الشعب وتفاديا للهزّات والفتن التي لن تصيب الذين ظلموا منا خاصة·

والسلام على من ألقى السمع وهو شهيد:

الخميس: 13 رمضان المبارك 1387هـ· 14 كانون الأول 1967م·

عبدالرحمن البزاز، الدكتور عبدالحميد الهلالي، الدكتور سليم النعيمي، الدكتور أحمد كمال عارف، الدكتور علي الصافي، مظهر العزاوي، الدكتور خالد الهاشمي، نجيب الصائغ، حسين جميل، عامر حسين، أحمد عدنان حافظ، شاكر ماهر المحامي، حسن عباس الربيعي، نور الدين الواعظ، إبراهيم الراوي، فائق السامرائي، عبداللطيف البدري، حسن الثامر، شكري صالح زكي·

 

  hamid@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
الذكرى 94 لصدور "برنكيبيا ماتيمانيكا"
برتقالة الدكتور مصطفى جواد!
الانتخابات العراقية·· مفتاح العملية الدستورية
أول بيان يرسي قواعد جديدة وثابتة بين البلدين
قراءة عراقية في البيان الكويتي العراقي
بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم
قراءة في وثائق الدبلوماسية الكويتية
الفضائية الكويتية صوت العراقيين الذين لا صوت لهم
الفضائيات العراقية تكسر احتكار الفضاء
محاكمة صدام حسين والقضاء المستعجل
وثيقة تنشر للمرة الأولى
صدام حسين أمام محكمة الشعب عام 1959
نساء العراق بريئات من صدام حسين
دفاعنا عن الكويت يعني دفاعنا عن الحقيقة
نداء عاجل
فشلت المؤامرة وانتصر العراق
الوحدة وتسليم السلطة في العراق
أضواء على التعداد العام في العراق
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق
انتصار الرياضة العراقية
المواطنية والوطنية والولاء
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد
أطروحتان لمساعدة الشعب العراقي
الاستثمار الكويتي في العراق
حدث تاريخي بارز في الحياة السياسية الكويتية
الذكرى الرابعة لندوة مستقبل العلاقات الكويتية العراقية
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟
  Next Page

أربعينية الدم الحسيني:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
عباءة صدام حسين!!:
سعاد المعجل
مؤتمراتنا··:
سعود راشد العنزي
دبلوماسي حكومتنا و"كذبة إبريل":
فيصل العلاطي
الشهادات الموقتة:
المهندس محمد فهد الظفيري
الإرهاب عند المسلمين:
يحيى الربيعان
دور الأحزاب في المجتمع:
موسى داؤود
أين الحـكـمـاء؟:
المحامي نايف بدر العتيبي
التخلف الاقتصادي··:
عامر ذياب التميمي
ما أفسده مقتدى:
د. محمد حسين اليوسفي
من فلسطين الى شباب الأكاديمية:
عبدالله عيسى الموسوي
"بول بريمـر" رجل التصعيد الأول:
عبدالخالق ملا جمعة
آثار الارتداد الأمريكي عن الديمقراطية في العراق!!:
د. جلال محمد آل رشيد
القمة العربية: أزمة حوار وثقافة:
خالد عايد الجنفاوي
أخطر وثيقة سياسية عراقية تنفرد بنشرها "الطليعة " بمناسبة:
الذكرى الأولى لسقوط نظام صدام حسين:
حميد المالكي
في "أرشيف الأمن القومي":
رضي السماك