بالرغم من توتر الأوضاع الأمنية في المدن العراقية وشلالات الدم التي يرتكبها الاحتلال الأمريكي في شوارع العراق ومدنه والتي وصلت الى أكثر من (500) قتيل في مدينة الفلوجة وحدها·· وبالرغم من حصارها لمدينة النجف وكربلاء وبالرغم من كل الأخطار التي تحيط العراق كله·
بالرغم من ذلك كله زحف مئات الألوف من الزوار المؤمنين الى مدينة كربلاء المقدسة لإحياء أربعينية الإمام الحسين عليه السلام غير عابئين بهذه الأخطار في مواجهة قوات الاحتلال الأمريكية التي بدأت تفقد رشدها وتستخدم الأسلحة المحرمة وتستخدم الطائرات لقصف المدن والمدنيين وهو ما لا تسمح به اتفاقية جنيف والتي تحمل مسؤولية أمنهم لقوات الاحتلال، ومن المفارقات أن الجيش الأمريكي بدأ يواجه مقاومة عراقية صعبة بعد مرور سنة على دخوله السهل الى العاصمة العراقية في بغداد·
فلقد وصل عدد القتلى الى (610) قتلى منهم (471) قتلوا بعد إعلان الرئيس بوش انتهاء العمليات العسكرية الكبيرة وجرح حتى الآن (2988) جريحا، وظهر أسلوب جديد للعراقيين وذلك من خلال اختطاف الأجانب وسقوط بعض الجنود الأمريكان أسرى·
أما المفارقة فهي وقوع إسرائيليين اثنين في قبضة العراقيين مما سيعقد الوضع هناك ويؤكد وجود مجموعات من الموساد يعملون مع القوات الأمريكية أو بحمايتهم·
وبعكس ما كان يطرحه البعض من التخوف من حرب أهلية بين سنة العراق وشيعتهم كما حذر تقرير الأخضر الإبرهيمي مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلا أن الأمر قد وحد الشعب العراقي حين خلط الأمريكان الأخضر باليابس، ولم يفرقوا بين أحد، ولقد أرسل العراقيون رسالتهم الوطنية الى العالم حين اجتمعوا في مسجد واحد لصلاة الجمعة وخرجوا بعدها في تظاهرة سلمية يرددون هتافاتهم·
هذا الوطن ما نعوفه (أي لا نتركه)
من الفلوجة للكوفة
والفلوجة ترمز الى مدينة فيها أغلبية سنية والكوفة فيها أغلبية شيعية·
وبعد انتهاء إحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين والتي تمت بحراسة عراقية بعد أن استبعد الأمريكان عن المدينة خوفا من تكرار تفجيرات عاشوراء أثبت العراقيون أنهم يستطيعون بأنفسهم إقامة الأمن في مدنهم·
وسيبقى الإمام الحسين رمزا يوحد الشعب العراقي وستبقى أضرحة أهل البيت عليهم السلام ملاذا للجميع فسلام عليك يا أبا عبدالله الحسين يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا· |