| "إنما أشكو بثي وحزني الى الله" فأنا مهندس كيمياء وأختي طبيبة ووالدي شهيد"·
حين تسمع هذه العبارة تصدر من شخص يعيش في أي بلد ثم يقال لك إن البلد الذي درس فيه هو وأخته ونالا أعلى الدرجات العلمية منه ووالدهم استشهد دفاعا عن هذا البلد، أهله يرفضونه ليكون وأخته من ضمن مواطني هذا البلد·
ماذا سيكون شعورك وما رأيك في بلد هكذا يعامل هذا النوع من الناس؟
هل تعلم بأن هذا يحدث في الكويت؟ هذه العبارة التي صدرّنا بها المقالة لأحد الأخوة من "البدون" والتي واجه بها أعضاء مجلس الأمة في أثناء مناقشة قضية "البدون" في جلسة المجلس التي لم تستمر بسبب فقدان النصاب وانسحاب الوزراء منها واحدا تلو الآخر·
موضوع تجنيس أبناء الشهداء موضوع قديم وإنساني ووطني وأمر قررته أعلى السلطات في البلد، ولا أدري لماذا يمتنع المسؤولون في وزارة الداخلية عن إعطاء هؤلاء الشباب الجنسية؟
ولماذا لا تحاسب الجهة أو الأشخاص الذين يقفون عائقا أمام تطبيق هذا القرار؟ الشاب يواصل حديثه أمام أعضاء مجلس الأمة متسائلا باستغراب "إن الشهيد يشفع في سبعين من أهله أمام الله يوم القيامة·· ألا يشفع لزوجته وأولاده في الكويت"؟
سؤال في الصميم يوجهه أحد أبناء الشهداء "البدون" لضمير المجتمع الكويتي كله، ولا أظن إنسانا يحترم دماء الشهداء ويقدر دورهم الوطني إلا ويردد مع هذا الإنسان أن من حقهم بلا تردد أن ينالوا الجنسية الكويتية إكراما لما قدمه والدهم لهذه الأرض الطيبة وأهلها·
لا شك أن حرمان هؤلاء الأبناء فيه ظلم كبير، علينا جميعا رفعه عنهم كي ينعموا معنا بخيرات هذا الوطن ونردد مع النائب عواد برد ما قاله من أبيات شعرية حول قضية "البدون" بقوله:
إني بحثت عن الإنصاف مجتهدا
لكنني غير هذا الظلم لم أجد
إن كان إصلاحنا هذا بدايته
فظن ما شئت من شر ولا تزد
وتحية الى الشيخة أوراد جابر الأحمد الصباح التي شاركت أمهات وبنات "البدون" حضورهن جلسة مجلس الأمة تعبيرا منها أن الخير ما زال موجودا في نفوس أبناء وبنات الكويت مع من وقف معها ودافع عنها ولا شك أن حضورها يمثل الجانب المشرق لهذا الشعب· |
