رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 ربيع الأول 1425هـ - 28 أبريل 2004
العدد 1625

خطوة كبيرة على طريق ذوبان الجليد
الرياضة والعلاقات العراقية الكويتية
حميد المالكي
hamid@taleea.com

إلى جانب الكثير من الخطوات الإيجابية على صعيد ما أصبح يعرف بذوبان الجليد بين العراق والكويت والتي بدأت قبل سقوط النظام الصدامي، تأتي المباراة الودية بين المنتخبين الأولمبيين العراقي والكويتي على استاد نادي الصداقة والسلام في الكويت مساء يوم الأربعاء 14 نيسان 2004 لتضع البلدين والشعبين أمام مستجد جديد وميدان آخر من النشاط المشترك بقي مغيّبا منذ 2 أغسطس 1990 يوم الغزو الغاشم لدولة الكويت·

 

الرياضة أصلحت

ما أفسدته السياسة

 

هناك كلام مأثور للأخ الشاعر عبد العزيز البابطين يردده باستمرار يقول: "إن الثقافة تصلح ما تفسده السياسة" وأنا أقول: "الرياضة أصلحت ما أفسدته السياسة" حيث تأتي مسرحية "ذوبان الجليد" التي كانت افتتاحية ثقافية مباركة للجهود التي سعت وتسعى لإعادة العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين إلى أفضل مما كانت عليه في أي عهد من العهود الماضية، وقد تميّزت المباراة المذكورة بما يلي:

1 - المباراة بدأت وانتهت بروح رياضية وأخوية راقية سادت بين أعضاء الفريقين إذ لم تحدث أي مشادّة بين اللاعبين أو اعتراض على تصرف غير إرادي أو خطأ ما كان طبيعيا أن يحدث في ظل حماس اللاعبين واندفاعهم لتحقيق الفوز كما نشهده في مباريات كرة القدم وغيرها بل إن الود والوئام والاحترام والتآخي بين لاعبي الفريقين انعكس وبشكل فوري وإيجابي على الجمهور الذي حضر المباريات وعلى مسؤولي الفريقين من قياديين وإداريين وغيرهم وأسقط في ذات الوقت رهانات البعض الذين لا يسعدهم عودة العلاقات الطبيعية والأخوية بين البلدين·

2 - حيادية التغطية الإعلامية وكان المعلق الرياضي يشيد بالأفعال الإيجابية للاعبين من كلا الفريقين وإشادته بخط الدفاع العراقي على سبيل المثال لا الحصر·

3  - نزاهة الفريق العراقي وإصراره على خوض المباريات بالرغم من المعارك العسكرية الدائرة في العراق وخطورة الطريق ومشقته بين بغداد والكويت والإرهاق الشديد الجسدي والنفسي الذي كان يعانيه أعضاء الفريق وقد دلّل ذلك وبشكل قاطع على حب الرياضيين العراقيين لبلدهم وإعلاء شأنه وضرورة حضوره الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية وعلى احترام وأداء الاستحقاقات المترتبة على عضويتهم في الاتحادات الرياضية·

5 - فوز الفريق الكويتي جاء بعد تسلم المدرب الوطني الكويتي محمد إبراهيم مسؤولية تدريب الفريق مما يدل على أن أبناء البلد أحرص وأكفأ من المدربين الأجانب على بلادهم·

6 - رعاية الصحافة الرياضية والإعلام الرياضي عموما والاهتمام بالمحللين والنقاد الرياضيين ومنشآت وأدوات وأجهزة الرياضة وتوفير أفضل وأحدث مبتكرات الصناعات الرياضية·

 

الآفاق

 

1 - ضرورة تبادل الزيارات لرياضيي البلدين من أجل إثراء الخبرات والمهارات وإقامة أسابيع رياضية في كلا البلدين وتنشيط المباريات بين الفرق الطلابية والشبابية والنوادي وعدم اقتصارها على فرق المنتخبات الأولمبية·

2 - الاتفاق على برنامج للتعاون المشترك·

3 - الاهتمام بالرياضات النسائية وخصوصا المدارس ووضع خطة دائمة ومستمرة لتبادل الوفود وعقد الندوات وإجراء المباريات·

4 - ضرورة استثمار النتائج التي أفرزتها المباراة الأخيرة بين منتخبي البلدين وتطويرها باتجاه المزيد من اللقاءات الأخوية لأن تأثير الرياضة على المجالات والأنشطة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتنموية كبير جدا وسريع جدا لما تحظى به الرياضة من شعبية واسعة تشمل جميع الطبقات والفئات والفعاليات·

5 - الاهتمام الكبير بالدروس والفنون الرياضية في الكتب والمناهج الدراسية والتربية والتعليم وإيلاء الجانب العملي التطبيقي الاهتمام الأكبر ومواكبة كل جديد في هذا المجال وتأهيل الكوادر التعليمية بأحدث الوسائل·

 

الرياضة والفلسفة

 

وفي هذا المجال كتب أحد الفلاسفة ما يلي: "إن تطور الإنسان المتكامل والمتناسق يفترض الجمع بين الطهر الأخلاقي والخصال الخلقية الرفيعة والكمال الجسدي المنسق" فمن الضروري الجمع بين الدراسة والبحث والعمل وبين مختلف ألوان الرياضة واستكمال الاهتمامات الروحية بمزاولة التمارين الرياضية والسياحة والنزهات وغيرها ثم إن الغنى الروحي والتصرفات النبيلة لدى الإنسان الجديد يجب أن تترافق بمظهره الخارجي ولكن هذا لا يعني أنه سيكون كل الناس على قدر خيالي من الجمال ولكنهم سيكونون جميعا أناسا أقوياء الصحة وشديدي المراس وكاملي الرجولة أو الأنوثة ومهما تكن حياة الإنسان غنية المضمون ونقية أخلاقيا فإنها من دون تطور جسدي حقيقي ستكون خالية من مباهج كثيرة·

 ويشكل العمل الجسدي والرياضة أداة بالغة الأهمية للمحافظة على صحة الإنسان وتوطيدها ثم إن مزاولة الرياضة وتقوية الصحة تساعد في الوقت ذاته على العمل المثمر وفي المشاركة الكاملة عند الضرورة، والإنسان المتطور بدنيا يستطيع امتلاك ناصية المهنة المعنية بأسرع وأحسن من غيره وتكون جودة العمل وإنتاجيته أعلى من الإنسان البعيد عن الرياضة، وتساعد الرياضة ليس فقط على اكتساب الكثير من الخصال اللازمة في الحياة: الجرأة والتحمل والعزم، وسرعة الخاطر ففي التدريبات الرياضية تتكون أيضا الأذواق الجمالية، ويحصل المرء على الرشاقة والمرونة واللياقة في حركاته، وفي الرحلات السياحية يتعمق شعور الأخوّة ويعلو شأن الجماعة وبعد الاستراحة الطيبة في الهواء الطلق يعمل الإنسان على نحو أحسن ويعيش بصورة أفضل،  والجمع الرشيد بين الرياضة والأشغال الأخرى يكون مصدرا مهما لنمو الشخصية البدني والروحي على السواء·

 

hamid@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
الذكرى 94 لصدور "برنكيبيا ماتيمانيكا"
برتقالة الدكتور مصطفى جواد!
الانتخابات العراقية·· مفتاح العملية الدستورية
أول بيان يرسي قواعد جديدة وثابتة بين البلدين
قراءة عراقية في البيان الكويتي العراقي
بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم
قراءة في وثائق الدبلوماسية الكويتية
الفضائية الكويتية صوت العراقيين الذين لا صوت لهم
الفضائيات العراقية تكسر احتكار الفضاء
محاكمة صدام حسين والقضاء المستعجل
وثيقة تنشر للمرة الأولى
صدام حسين أمام محكمة الشعب عام 1959
نساء العراق بريئات من صدام حسين
دفاعنا عن الكويت يعني دفاعنا عن الحقيقة
نداء عاجل
فشلت المؤامرة وانتصر العراق
الوحدة وتسليم السلطة في العراق
أضواء على التعداد العام في العراق
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق
انتصار الرياضة العراقية
المواطنية والوطنية والولاء
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد
أطروحتان لمساعدة الشعب العراقي
الاستثمار الكويتي في العراق
حدث تاريخي بارز في الحياة السياسية الكويتية
الذكرى الرابعة لندوة مستقبل العلاقات الكويتية العراقية
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟
  Next Page

من يراقبهم؟:
سعود راشد العنزي
كيف نشأ التيار الجهادي؟:
صلاح الفضلي
هل يحدث هذا في الكويت؟:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ارستقراطية مكة الجديدة:
سعاد المعجل
حوادث المـرور:
يحيى الربيعان
"إبــــــل" الترشيد:
عبدالحميد علي
أزمة فكرية!:
عامر ذياب التميمي
إلى متى التجاوزات على أراضي الدولة:
م• مبارك عبدالله البنوان
الإرهاب الديني:
د. محمد حسين اليوسفي
"بوش" هو المسؤول!!:
عبدالله عيسى الموسوي
تعريف "الإرهاب"
بكلمة واحدة؟·· "إسرائيل"!!:
د. جلال محمد آل رشيد
التطـرف: ثلاث صــفات مشـتـركة:
خالد عايد الجنفاوي
خطوة كبيرة على طريق ذوبان الجليد
الرياضة والعلاقات العراقية الكويتية:
حميد المالكي
المنتديات والمؤتمرات الإصلاحية:
رضي السماك