رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 ربيع الأول 1425هـ - 28 أبريل 2004
العدد 1625

أزمة فكرية!
عامر ذياب التميمي
tameemi@taleea.com

لم يتوقف الحديث والتعليق بشأن حرب تحرير العراق حتى يومنا هذا، وتركز الحديث حول أهداف الولايات المتحدة من تلك الحرب والأسباب التي دعتها لذلك بالرغم من أنها أعلنت بأنها كانت تريد القضاء على أسلحة الدمار الشامل هناك، ويرى معلقون أمريكيون بأن الولايات المتحدة كان يجب أن تعلن بأنها بصدد تغيير نظام فاشستي وتحرير العراقيين من الاستبداد··

 ولا شك أن عدم العثور على أسلحة الدمار الشامل العراقية قد أربك المجتمع السياسي الأمريكي وخلق تباينات في الرأي داخل المؤسسة السياسية هناك ودفع الكثير من المفكرين والكتاب لنقد سياسة الإدارة بدعوى أنها دخلت حربا واحتلت بلدا دون مسوغات مشروعية كافية، هذا ناهيك عن أولئك الذين انتقدوا الإدارة لأنها لم تتمكن من تأطير تحالف دولي واسع وتستصدر قرارات من مجلس الأمن الدولي لإضفاء المشروعية على الحرب والتدخل والاحتلال للعراق، وغني عن البيان أن هذه المماحكات السياسية والفكرية في مجتمع حر ويعتمد الديمقراطية أسلوبا للحكم والحياة تظل عادية ومتوقعة، كما أن قرب انتخابات الرئاسة والتنافس من أجل الفوز بها يجعل من مسألة العراق محورا مهما في الحملات الانتخابية·

لكن تظل هناك أطراف كثيرة وقفت من مسألة تحرير العراق موقفا عدائيا منذ اللحظة الأولى أي منذ أن اتضح عزم حكومة الرئيس بوش إنجاز عملية التغيير السياسي هناك من خلال تدخل عسكري سافر، ويمكن أن أزعم بأن هناك فئات أوروبية كثيرة وقفت ضد السياسة الأمريكية تجاه العراق موقفا واضح العداء بحكم عدائها التاريخي للولايات المتحدة الأمريكية، وهي فئات تشمل اليمين المتطرف واليسار المتطرف وهي معادية لكل شيء أمريكي من دون أن تكون هناك أسباب جلية لذلك·· يضاف إلى هذه الفئات توجد منظمات السلام وحركات دينية تعادي الحروب مهما كانت مبرراتها لأسباب أخلاقية ووعظية، ولا يغيب عن البال مواقف الحكومات في بعض بلدان أوروبا مثل ألمانيا وفرنسا والتي حاولت أن تعطل كل القرارات الأممية التي كان من الممكن استصدارها من قبل مجلس الأمن الدولي للترخيص بشن حرب على نظام صدام حسين في العراق، يضاف إليها روسيا والصين وهي مواقف تتسم بالانتهازية ومحاولة الابتزاز، وقد يكون لها مصالح مع النظام البائد في العراق، ولا تزال هذه الجماعات والحكومات والدول والأحزاب المناوئة للولايات المتحدة الأمريكية تحاول أن تخلق مشكلات أمام عملية التحول نحو الديمقراطية والاستقرار السياسي في العراق بالرغم من مرور عام كامل على نهاية الحرب·

يأتي العرب في جانب المتقدمين للسياسة الأمريكية، وهم في غالبيتهم، كانوا ضد عملية تغيير نظام سياسي عربي "بواسطة" تدخل خارجي مما قد يمنح منفذي التغيير سابقة تمكنهم من إنجاز تغييرات في بلدان عربية أخرى قد لا تتوافق مع أهداف السياسة الأمريكية، ولا شك أن هناك تدخلات عربية وإيرانية، على سبيل المثال، في العراق تهدف لعرقلة عملية نقل السلطة من سلطة التحالف إلى حكومة عراقية موقتة تعمل من أجل عقد انتخابات تشريعية ينتج عنها مجلس وطني وحكومة وطنية يعملان على وضع دستور دائم للعراق·· ولذلك فإن الأنظمة المتضررة من التغيير في العراق تعمل على دعم الجماعات العراقية المناوئة لسلطة التحالف بالمال والسلاح والرجال والإعلام، بالرغم من علمها من أن هناك تفاوتا في موازين القوى بين هذه الجماعات وقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة·· أي أن الأهداف الحقيقية هي عرقلة المشروع الديمقراطي وإثارة الخلافات بين الأطراف العراقية الفاعلة وحكومات الولايات المتحدة، أو بين الأطراف العراقية ذاتها حتى لا تنجز العملية كما هو مرسوم لها من قبل العراقيين وحلفائهم·

إن ما يثير الاهتمام هو أن عددا لا بأس به من المثقفين العرب وكتاب الرأي والعاملين في الأجهزة الإعلامية أو النشطاء في المنظمات السياسية في عدد من البلدان العربية، بالرغم من زعمهم بأنهم يهدفون لتحقيق الديمقراطية في البلدان العربية، مازالوا يثيرون التساؤلات حول الأهداف الأمريكية في العراق·· وبدلا من أن يتوافقوا مع مطالبات التحول الديمقراطي يثيرون مسائل الاحتلال والاحتكاكات اليومية مع العناصر الإرهابية ومثيري الفوضى وفلول النظام البائد·· كما أن عددا من هؤلاء مازال يصر على أن الأمريكيين لا يمكن أن يسعوا للديمقراطية ويستشهد بروايات الحرب الباردة وموقف أمريكا من الحركات التقدمية وتبنيها للقوى المحافظة والرجعية، وإذا كانت هذه الملاحظات صحيحة فإن ما يميز الأمريكيين عن سواهم هو مرونتهم السياسية وقدرتهم على استيعاب الدروس، وليس هناك أهم من دروس الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 والتي لابد أنها دفعت العقل السياسي في الولايات المتحدة لاستنتاج الأخطاء التي وقعت فيها الإدارات المتعاقبة نتيجة لعدم دفعها لعملية التحول الديمقراطي في الكثير من البلدان، وخصوصا البلدان العربية، مما مهد لتفريخ الإرهاب في ظل الاستبداد وانعدام العدالة·

 

tameemi@taleea.com

�����
   

من يراقبهم؟:
سعود راشد العنزي
كيف نشأ التيار الجهادي؟:
صلاح الفضلي
هل يحدث هذا في الكويت؟:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ارستقراطية مكة الجديدة:
سعاد المعجل
حوادث المـرور:
يحيى الربيعان
"إبــــــل" الترشيد:
عبدالحميد علي
أزمة فكرية!:
عامر ذياب التميمي
إلى متى التجاوزات على أراضي الدولة:
م• مبارك عبدالله البنوان
الإرهاب الديني:
د. محمد حسين اليوسفي
"بوش" هو المسؤول!!:
عبدالله عيسى الموسوي
تعريف "الإرهاب"
بكلمة واحدة؟·· "إسرائيل"!!:
د. جلال محمد آل رشيد
التطـرف: ثلاث صــفات مشـتـركة:
خالد عايد الجنفاوي
خطوة كبيرة على طريق ذوبان الجليد
الرياضة والعلاقات العراقية الكويتية:
حميد المالكي
المنتديات والمؤتمرات الإصلاحية:
رضي السماك