"الظاهرة"
بعد أحداث 11-9 في أمريكا تسأل الأمريكان لماذا يكرهنا العرب والمسلمون؟ وبعد أحداث 2-8 وما تبعها من احتلال وتحرير سأل الكويتيون السؤال نفسه مع أنهم عرب ومسلمون، بعد البحث والتقصي توصل الأمريكان الى أن غياب الديمقراطية والقضية الفلسطينية من أهم الأسباب المحركة لظاهرة الكراهية ضدهم في العالمين العربي والإسلامي· أما في الكويت ولتبرير الغزو فقد استغلت القضية الفلسطينية للابتزاز ولكسب تعاطف الشارع العربي والإسلامي المغيب أصلا عن المشاركة في صنع قراره وتحديد مصيره الذاتي· مع شجبنا للأحداث السابقة ومع فارق الزمان والمكان يبقى المصدر للظاهرة واحد وتبقى الأسباب قائمة وتبقى الحلول شكلية وتستمر الكراهية "الظاهرة" وتزداد مع تسارع الأحداث في العراق·
الانتخابات الأمريكية
بعد الانفراد بزعامة العالم أصبحت الانتخابات الأمريكية شأنا عالميا بقدر ما هي شأن داخلي يخص المواطن الأمريكي، فالمرشح الرئاسي لكلا الحزبين يدعو الى ··· محاربة الإرهاب عسكريا واقتصاديا وثقافيا و··· /زيادة الإنفاق العسكري لمواجهة المرحلة/ ردم الفجوة بين ال سي أي ايه وال إف بي اي لمحاصرة الإرهاب/ مساندة إسرائيل، لم يبق في الشأن الداخلي إلا مسألة ضريبة الدخل والتي اتفق الطرفان على الإبقاء عليها محفظة كما هو معمول به حاليا (مع بعض "الرتوش" لزوم الانتخابات) بالإضافة الى موضوع الضمان الصحي والاجتماعي والمرتبط بصورة أو بأخرى بموضوع البطالة، بصراحة الشأن الداخلي (البطالة) لم يعد إلا قضية تحصيل حاصل في ظل زيادة الإنفاق لمكافحة "الإرهاب العالمي"·
المصدر والجوهر
الأديان السماوية جميعها "بنقائها وصفائها" تدعو الى ما فيه صلاح للدنيا والآخرة، ولا ريب في ذلك، حيث، إن مصدرها واحد سبحانه وتعالى، يبقى موضوع تأويلاتنا وفهمنا لنصوص الكتب المقدسة، وهنا تكمن المعضلة، لم توجد أمة من أمم الأديان السماوية إلا وابتليت بمن يحاولون الالتفاف على النصوص لتوافق "حاجة في نفس يعقوب" تارة بالتأويل وأخرى بالتعديل أو التحريف أو ··· لا فرق فالنتيجة واحدة، حدث ذلك مع أهل القرآن والإنجيل والتوراة، وخرج لنا من يقسم العالم الى فسطاط للإيمان وآخر للكفر، والثاني يقسم العالم الى محور للشر وآخر للخير، وثالث الى شعب الله المختار وآخر في ضلال، بل خرج لنا من يقسم الدين الواحد الى فرقة في الجنة وأخرى في النار·
وليت الأمر اقتصر على ذلك فحسب بل شنت الحروب وانتشرت الكراهية والأحقاد وعم الخراب والدمار في أنحاء متفرقة من العمورة تحت راية الخير والشر، الحق والباطل، الأمن والإرهاب·
ليتنا نؤكد على وحدة المصدر لنفهم الجوهر ولا حول ولا قوة إلا بالله· |