ليس مستغرباً أن تشحذ قوى التخلف سكاكينها لتنقض على أحد أعمدة التنوير في الكويت مستغلة ضعف المؤسسة الأكاديمية التي نخرتها وعشعشت فيها تلك القوى بعد أن ضاعت معايير "الأكاديميا" لصالح عادات"نا" وتقاليد"نا" والعلاقات والوساطات حتى أصبحت جامعة الكويت أقرب إلى قسم من أقسام الإدارات الحكومية منها إلى مؤسسة علمية راقية، وبدلاً من أن ترتفع بالمجتمع نحو سموها العلمي نزلت به الجامعة إلى حضيض الطائفية والعنصرية·
هذا ما يجري الآن للدكتورة نجمة إدريس حول تدريسها لكتابها المعنون "د· خليفة الوقيان ·· رحلة الحلم والهم - دراسة في شعره وحياته" فبدلا من أن تفتخر هذه الجامعة باحتضان الكويت لخليفة ونجمة وأمثالهما من مبدعي الكويت الصامدين رغم طغيان تحالف الفساد والتخلف، أقول بدلاً من الاحتفاء بمبدعينا سلمتهما جامعتنا العتيدة لسكاكين لجان الشيشان وطالبان حتى غير المرخص منها·
وبدلاً من متابعة ما يسميه "تجار الدكتوراه" "كتباً" يقررونها على الطلاب من دون أن يتوفر فيها الحد الأدنى من المستوى العلمي لأنها أقرب إلى القص واللصق منها إلى المؤلف المحترم، بدلاً من متابعة هؤلاء يشكل مدير الجامعة لجاناً لدراسة شكوى "لجنة" من تلك المزروعة في إحدى المناطق السكنية عن كتاب الأديبة والشاعرة المبدعة نجمة أدريس·
إن المعني بالأمر ليس فقط خليفة ونجمة بل ما تبقى من حرية الفكر والرأي والبحث الأكاديمي وحق الأستاذ في تدريس ما يشاء في إطار محتوى المقرر العلمي حيث لا سلطان لأحد عليه سوى ضميره بمن فيهم مدير الجامعة ووزير التربية ومجلس الوزراء·
لكن وللأسف الشديد الأمر الواقع غير ذلك تماماً، لذا نقول للمتفرجين: أكلتم حينما أكل الثور الأبيض···!
sanezi@taleea.com |