من المقرر أن تجتمع الهيئة العامة للمؤتمر الوطني العراقي والتي تضم ألف شخصية عراقية يوم 15 أغسطس الجاري، والتي تمثل الغالبية العظمى والأساسية من قوى وفعاليات وفئات وشرائح شعبنا العراقي وسيتمخض عنها انتخاب الجمعية الوطنية من مئة شخصية ستكون مهماتها الأساسية الإعداد للانتخابات العامة في مطلع العام المقبل وإعداد وتوفير مستلزمات وشروط ومقتضيات تشريع الدستور الدائم أو ما يسمى بالقانون الأساسي وإقامة السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية وضمان استقلالها بقوة الدستور، وقبل هذا وذاك تشريع قانون الانتخابات وتحديد الدوائر الانتخابية بشكل دقيق ومتوازن وعادل على كامل الرقعة الجغرافية للدولة العراقية، وحينذاك فقط يمكن تشريع القوانين المنظمة للدولة والمجتمع والأنظمة واللوائح لكل الميادين والأنشطة الاقتصادية والزراعة، والتجارة، والمال والاستثمار والعملة، والصناعة، والنفط والثروات المعدنية، والسياحة بأنواعها·· إلخ والتربية والتعليم والتعليم العالي والإعلام والثقافة والفنون والآداب والطباعة والنشر واستصلاح الأراضي وإعادة الأهوار الى طبيعتها البيئية السابقة ومجالات الرياضة والملاعب ومراكز الشباب والطبابة والأمومة والطفولة والخدمات وكل ما يتعلق بالبنية التحتية وقضايا المرور والسير والجيش وقوى الأمن الداخلي وإدارة المحافظات والخدمة المدنية والآثار والمخطوطات التراثية النفيسة وقانون الأحوال المدنية والذي ينظم مسائل الزواج والطلاق والنفقة والميراث والأوقاف والشؤون الدينية ومعالجة كل ما يتعلق بآثار ومضاعفات التركة الثقيلة المثقلة بالكوارث والمآسي والفظاعات التي خلفها النظام البائد·
ولذلك كله فإن العملية السياسية والدستورية العراقية والتي تعيش اليوم أيام مخاضها وولادتها فإن الانتخابات العامة ستكون مفتاح العملية الدستورية في إطارها ونسقها العملي التطبيقي وإن اكتمالها وإنجازها على الوجه الأكمل سيؤدي ذلك حتما الى استقرار العراق وازدهاره ووضعه في مصاف الدول المتقدمة والمزدهرة بعد سنوات طويلة من الحروب ونزيف الدماء والتخلف والتدمير والمخاضات العسيرة والتضحيات الجسيمة·
وهذا يتطلب وبالضرورة رص الصفوف وتوحيد الكلمة والشعور العالي بالمسؤولية التاريخية والإنسانية والدينية والأخلاقية ونكران الذات والابتعاد عن المصالح الفئوية والشخصية الضيقة والتنظير والجدل العقيم وتسوية الخلافات والاختلافات بروح الإخاء والسلام والمحبة والتراحم والتكافل والمودة، فشعبنا قد تحمل الكثير من المصائب والمآسي وهو يتطلع الى العيش الكريم والسلام والاستقرار والأمان في ظل الدستور والقوانين والعدالة لينعم الجميع بخيرات بلادنا، بلاد الرافدين، بلاد الحضارة والخصب والثراء الوفير من دون تمييز لأي سبب كان·
هذا هو المطلوب وبإلحاح في هذه المرحلة الانتقالية ونحن متفائلون جدا وعلى قدر كبير من العزم والتصميم والإصرار على اجتياز هذه المرحلة وإنجازها وإن شعبنا يشاركنا هذا التفاؤل وذاك العزم والتصميم والإصرار لأنه الحل الوحيد ولا حل سواه بإذن الله تعالى·
hamid@taleea.com |