رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 5 ذو القعدة 1426 هـ . 7 ديسمبر 2005
العدد 1706

بلا حــــدود
حلاق بيروت
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

حين أطلق "دريد لحام" الشهير بغوار الطوشة مسرحياته الساخرة مثل "ضيعة تشرين" و"كأسك يا وطن"·· كانت شريحة كبيرة من المشاهدين العرب آنذاك تتصور أن ما قدمه غوار هو من باب المبالغة في وصف الوضع السياسي العربي، أو على الأقل هو وصف كان حينها ضروريا لخدمة الجانب الكوميدي من تلك المسرحيات، وحدهم الذين رزحوا تحت أغلال الأنظمة السياسية العربية، ووحدهم الذين ذاقوا ويلات السجون وأقبية المخابرات كانوا يرون في مسرحيات غوار ترجمة حية، ومرآة عاكسة لواقع ساد المناخ السياسي في تلك الحقبة·

وشيئا فشيئا بدأت الصورة تتضح للمواطن العادي المسالم والذي كان يرى في السياسة شأنا خارج إطار شؤونه اليومية وعالما سرمديا يجهل أغواره وحدوده، وذلك مع انهيار أسوار جمهورية الرعب في العراق، وتحرير آلاف الوثائق التي تطابق بتفاصيلها ما كان يرويه ويصوره غوار الطوشة في مسرحياته الساخرة، وأصبح معها المواطن العربي خبيرا في أساليب المخابرات السياسية والعسكرية كما أصبح لديه مخزون من المعلومات يستطيع على ضوئها أن يفسر ما كان يعجز عن تفسيره سابقا من مراوغات أنظمة الحكم السياسية الملتوية·

المؤتمر الصحافي الذي عقده "حلاق بيروت" أو ما أصبح يعرف "بالشاهد المقنع" يشبه في تفاصيله ووقائعه فصلا من فصول مسرحيات غوار الهزلية، "فالشهادة" التي أدلى بها الشاهد "حسام حسام" كانت مزيجا من "فبركات" المخابرات، مع بعض التفاصيل التي كانت مثيرة للضحك في أحيان كثيرة·

الشاهد "حسام طاهر حسام" ذكر في مؤتمره الصحافي تفاصيل عن استخدام بعض اللبنانيين أساليب الترغيب والترهيب لانتزاع شهادة مزورة يدلي بها أمام لجنة التحقيق الدولية بجريمة اغتيال المرحوم "رفيق الحريري"، وقد جاء هذا المؤتمر الصحافي في مرحلة يترقب فيها الناس الاستماع للشهود السوريين في العاصمة النمساوية·

وبالطبع فقد بدأ تراشق التهم بين اللبنانيين من جهة والسوريين من جهة أخرى، وزير الداخلية اللبناني ينفي تقديم أي عرض للشاهد حسام حسام، وجنبلاط يعتبر إفادته تدجيلا سياسيا من جهاز الأمن السوري، وسورية تذكر بأن تقرير اللجنة الدولية قد استند في سبع من فقراته الى شهادة حسام أمام "ميليس" وبالتالي فإنها تطعن في قانونية ومشروعية لجنة التحقيق·

(حبكة) حلاق بيروت كانت مضحكة بتفاصيلها التي تشبه كل حبكات المخابرات وأجهزة الأنظمة السرية، لكنها تبدو هزيلة وضعيفة في زمن تغيرت فيه المعطيات والظروف وأصبح المواطن فيه منفتحا على كم هائل من المعلومات والأحداث التي تؤهله لأن يكون متابعا جيدا ومطلعا على ما كان محظورا عليه في السنوات الماضية·

فلسفة "غوبلز" راعي البروباجاندا إبان حكم "هتلر" التي اعتمدت على ترويج الإشاعة والإصرار عليها الى أن تصبح حقيقة في ذهن الناس، هي فلسفة حققت أهدافها في زمن مضى وانتهى واعتمادها الآن يعني جهلا بالظروف الراهنة، وتجاهلا لوعي المواطن الذي أمنته ثورة المعرفة والمعلومات والتكنولوجيا·

شهادة "حلاق بيروت" ومؤتمره الصحافي هما من ملامح عصر مضى وانقضى، والتمسك به يصب مباشرة في أزمة جهلنا بالتاريخ، وتجاهلنا للحداثة التي شكلت وعيا ليس من السهولة بمكان التغرير به·

تنشر بالتزامن مع "البيان" الإماراتية

suad.m@taleea.com

�����
   

دولنا تُراقب من الخارج:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
في رثاء حمـد:
عبدالله النيباري
دولنا تُراقب من الخارج:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
دولنا تُراقب من الخارج:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
حلاق بيروت:
سعاد المعجل
هيبة القانون:
يوسف الكندري
الحكومة والإصلاح!!:
محمد جوهر حيات
التوطين مرة أخرى:
د· منى البحر
من منكم على نهج عبدالله السالم؟:
يوسف مبارك المباركي
من منكم على نهج عبدالله السالم؟:
يوسف مبارك المباركي
الفساد ليس في المالية فقط!!!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
من يتحكم بالإنترنت؟؟:
د. محمد حسين اليوسفي
عباس يسأل ونحن نجيب:
عبدالله عيسى الموسوي
المثقفون ودورهم الريادي في المجتمع:
منصور السعيدي
خوف الأمة من كل شيء··:
علي غلوم محمد
خوف الأمة من كل شيء··:
علي غلوم محمد
شتبون··؟:
على محمود خاجه
العدو الأول للنهضة الفكرية··!!:
مشاري الصايغ
هل تنجح الحكومة في اختبار تطوير جودة التعليم؟! :
عبدالخالق ملا جمعة
الخطة الخمسية تدعو الى تطبيق الدستور!! :
مسعود راشد العميري