| على الرغم من أن النائب يمثل الأمة كل الأمة وأنه يمارس عمله وفق دورين رئيسيين رقابي وتشريعي إلا أننا نلاحظ أن بعض السادة النواب قد تخصصوا في الرقابة على وزارة المالية فقط وتركوا بعض الوزارات الأخرى تنخر وتعيث فيها قوى الفساد دونما حسيب أو رقيب؟
فالرقابة والمتابعة شيء مهم لكن هل الفساد المالي والإداري موجود في وزارة المالية فقط دون غيرها من الوزارات؟ فبعض النواب يتغاضى عن الكم الهائل من المخالفات والأخطاء والمحسوبيات في أكثر من وزارة ويرصد كل صغيرة وكبيرة في "المالية"·
يتساءل الناس في الدواوين والمجالس عن موقف هؤلاء النواب من بعض الوزراء وتحديدا وزير الدولة لشؤون مجلسي الوزراء والأمة ووزير الطاقة، وزميلهم وزير الأشغال السابق؟ فالكل يتحدث عن مخالفاتهم وأخطائهم لدرجة أننا أصبحنا نعتقد بأنهم وزراء "سوبر" لن تطالهم رقابة مجلس الأمة·
لقد تولى حقيبة المالية ولفترة بسيطة أربعة وزراء ولا نريد في هذا المقام أن ندافع عن أحد بعينه فالكل في تقديري عمل واجتهد إلا أن سياسة الصوت العالي ودغدغة المشاعر والأحاسيس هي التي غلبت وسيطرت، فمع الأسف كنا في السابق نؤيد نوعا ما هؤلاء النواب في بدايات دخولهم البرلمان وكنا ننظر لهم بشيء من التفاؤل لحماية المؤسسة التشريعية والدستور والقانون إلا أننا صدمنا كما صدم غيرنا بأن هؤلاء البعض لا يرون إلا بعين واحدة فقط·
لذلك نقول لهؤلاء النواب الانتقائيين من يريد محاربة الفساد عليه أن يبتعد عن الازدواجية والكيل بمكيالين ولا يهمه إذا كان الوزير ابن عم أو من طائفة أو ابن أسرة حاكمة ولينظروا الى جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات على درجة واحدة ومعيار واحد من الرقابة وليس كما قال الشاعر·
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
لكن عين السخط تبدي المساويا
***
نبارك ونهنئ السادة المستشارين الكرام بتلك المناصب الجديدة فهم الحصن الحصين الذي يحمي المجتمع ويجعل المواطن والمقيم ينام كلاهما قرير العين هانيها وهم ظل الله في الأرض ونأمل أن نرى لمساتهم في محاكم (التمييز والاستئناف والكلية) من حيث سرعة الفصل في القضايا ومن حيث آلية وطريقة العمل داخل تلك المحاكم·
|
