| بالرغم من محاولة الحكومات العربية تلميع نفسها لدى الولايات المتحدة الأمريكية بانتهاج النمط الديمقراطي والدعوة الى الانتخابات، إلا أن الصورة في الغرب أن هذه الحكومات غير جادة في النهج الديمقراطي، لذا لا بد من مراقبتها في كل خطواتها وكأنها غير رشيدة!
من هنا فإن وزارة الخارجية الأمريكية كثفت من اتصالاتها بالمعارضة العربية بمختلف توجهاتها وبطريقة مباشرة وغير مباشرة، وبدأت تعزز من دور مؤسسات المجتمع المدني والتي تعتبر جمعيات النفع العام من أهم ملامحها··
بل إن هناك اتصالات هاتفية بشخصيات عربية معارضة بالتحديد لمعرفة رأيها في بعض القضايا الداخلية والإقليمية خاصة مع اتساع الاتصالات الأمريكية بدول المنطقة بعد المأزق السياسي الذي وقعت فيه في العراق·
وما يهمنا في الكويت هو الرغبة الأمريكية الجامحة في مراقبة الانتخابات المقبلة ومعرفة مصداقية الحكومة وعدم السماح لها بالتدخل في الانتخابات ومنع بعض الشخصيات "النافذة" والمحسوبة على السلطة من دعم بعض "رجالها" وإيصالهم الى المجلس وخاصة بعد تجربة المجلس الحالي وفشله في بلورة التمثيل الحقيقي للناخبين وعدم قدرته "السياسية" على التعامل مع الأحداث المحلية ناهيك عن التطورات الإقليمية·
لذا فإن زيارة السيدة إيرين وولش مسؤولة شؤون المرأة في الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية تصب في هذا الاتجاه خاصة ما سمعته من المواطنين الكويتيين من وقائع التدخلات الانتخابية بطريقة أو بأخرى·
وهذا ما يحفز المراقبين السياسيين الدوليين للمطالبة بإيفاد لجان دولية لمراقبة الانتخابات الكويتية منذ البداية أي منذ خطوات التسجيل في سجل الناخبين وبالأخص بعد إعطاء المرأة الحق السياسي ومن ثم مواصلة المراقبة على لجان الانتخابات والتعاون في ذلك مع مؤسسات المجتمع المدني·
ومن هنا فإنني أقترح تشكيل لجان من القوى السياسية الكويتية لهذا الشأن وتسهيل عمل هذه اللجان الدولية وبالأخص في المناطق التي يكثر فيها الحديث عن التدخلات الرسمية في الانتخابات خاصة أن هناك مخاوف من العمل على إسقاط بعض رموز المعارضة في الانتخابات المقبلة·· بل إن البعض يطالب هذه اللجان منذ الآن بمراقبة تصريحات الحكومة ووزرائها ومدى مصداقيتهم في مسألة تعديل الدوائر الانتخابية على سبيل المثال·· حيث إن التصريحات شيء والواقع شيء آخر·
بعد هذا الترحيب الشعبي المنقطع النظير في دعوة اللجان الدولية لمراقبة الانتخابات بعد أن فقدت الحكومات العربية مصداقيتها في قبول التحولات السياسية والتعددية السياسية والقبول بالواقع العالمي والتنازل عن الكثير من صلاحيتها للشعب·· لم يعد مقبولا أن يحكم الشعب العربي من خلال أفراد لا يملكون المؤهلات الثقافية والعلمية ويقومون بالتحكم بمصير الأمة·
وتصبح الكرة الآن في ملعب جمعيات النفع العام والتيارات السياسية الكويتية لتفعيل سياسة أن الأمة مصدر السلطات جميعا كما يبين ذلك الدستور الكويتي بكل وضوح· |
