رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 7 جمادى الآخر 1426هـ - 13 يوليو 2005
العدد 1686

أخطاء مخابراتية!!
أحمد حسين

حذّر الكاتب "روبن كوك" في الجارديان البريطانية يوم الجمعة الماضية من "الخلط"، الخلط بين المسلمين، وما يجري ويعلن عنه باسمهم من فظائع، وأعجبني أنه تذكر أن هذا الأسبوع شهد دفن رفات 8000 مسلم من قرية بوسنية ذبحهم ميلاديتش الصربي بدم بارد بمدفعية دباباته ورصاص جنوده، وهم عزل من أي سلاح ولا حول لهم ولا قوة، وقال إن أسامة بن لادن الذي ينصب نفسه ممثلا للإسلام ليس له من الإسلام في شيء كما ليس لميلاديتش شيء من المسيحية، فكلاهما يمثل روحا إجرامية لاهوية لها·

"الخلط" الذي حذر منه "كوك" وحذر من حدوثه حين توقع فيضا من المقالات في الأيام القليلة الماضية حدث بالفعل، وكانت المبادرة الأولى في أوساط الإعلام والحكم الصهيونية، حين بدأت تخيط وتخربط، فتجعل ما حدث من فظائع في أنفاق قطارات لندن، شبيها أو أخا لما تنزله بالجيش الصهيوني وقطعان سارقي الأرض الذين يسمونهم "مستوطنين" تزييفا، المقاومة الفلسطينية، وحدث الخلط نفسه على يد أوساط إعلامية أمريكية نافذة بدأت تربط بين ردود الفلسطينيين العزل تقريبا من أي سلاح فعال (الاباتشي والاف 16 والدبابات···) وبين جريمة لندن وقبلها مدريد، والجرائم التي ترتكب ضد العراقيين يوميا·

هذه الخلطة مقصودة بالطبع، مثلما هو مقصود استغلال أي حدث إرهابي في العالم وزج اسم "المسلمين والعرب" فيه عنوة، وتمحلا وافتعالا،  بالطبع العرب والمسلمون أكثر تحضرا وعقلانية من أصحاب هذه الطبخة المتواصلة منذ أكثر من عقد من الزمن، فهم لا يعتبرون العالم المسيحي مجرما لأن ميلاديتش الصربي مثلا ذبح 8000 مدني دفعة واحدة وخلال ساعات في "سريبرنيتشا" قبل عشر سنوات، والعرب والمسلمون أكثر تحضرا من أي يعادوا عقيدة أو شعبا انطلق منها ومنه مجرمون قتلة لاحتلال أراضيهم وإبادة أبنائهم· إن من يأخذ العرب والمسلمين بإطلاق، ويزجهم في هذه الطبخة،  ويتناسى كل قواعد العقلانية الغربية التي دوخونا بها، ومنطق أرسطو وهيجل وفيتغنشتاين وراسل·· إلخ، وينسى أنه حتى أصابع اليد الواحدة ليست متساوية، ليس مغفلا ولا بريئا·

لقد أحسن "روبن كوك" حين أشار الى جذور هذا الإرهاب الذي تعلن دول "عظمى" عن عجزها أمامه، كما أعلنت عجزها في الأفلام الهوليوودية أمام غزاة الفضاء القادمين من المريخ أو زحل، فحدد ببساطة كيف نشأت هذه "القاعدة" أو الملف الذي يضمه "كومبيوتر" بتعبيره، عن أخطاء "تقدير" ارتكبتها المخابرات الغربية، وأعتقد أن جذر هذا السياق الإرهابي، المخلوق، نتيجة "أخطاء مخابراتية" يمكن قلعه بتصحيحات مخابراتية أيضا،  بدل من استخدامه لزج كل خلق الله في سياقه، فما شأن مقاومة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع حرب إبادة واقتلاع من أرضه بإرهاب ابن لادن ذي الجذور المخابراتية المعروفة؟ وما شأن المقاومة اللبنانية التي حاربت على أرضها محتلا حتى جرعته "تنكر" الهزيمة لا كؤوسها فقط؟

رئىس الوزراء البريطاني توني بلير أحسن حين ذكر أن مواجهة الإرهاب لا تفيد معها الوسائل الأمنية، بل البحث عن جذوره، عند هذا الحد الجملة صادقة، وخارجة على تيار الخلط والتخليط الذي برعت فيه الأوساط الصهيونية والأوساط الأمريكية المتحالفة معها·· ولكن لمن يحدد هذه الجذور تحديدا واضحا·

فقد أومأ الى أن الجذر يكمن في اختلاف الأديان، ولذا يجب أن تتحاور، وأومأ الى قضية الشرق الأوسط، ولذا يجب أن تحل·· سلما!

أعتقد أن جذر الإرهاب لا أساس له في اختلاف الأديان، ولا أساس له في قضية الشرق الأوسط· فهذه القضية الأخيرة، ملخصها إرهاب صهيوني متواصل منذ أكثر من مئة عام، وما يقوم به الصهاينة في لبنان وفلسطين، وما تقوم به جماعات خلقتها "أخطاء" المخابرات على رأي "روبن كوك"، في العراق ولندن ومدريد·· الخ، تلتقي عند هدف واحد، هو تشويه المقاومة الوطنية في العالم العربي والإسلامي·· بآخر ابتكار مخابراتي: الشعارات والرموز الإسلامية·! أخطاء مخابراتية·· جيد! ولكن لماذا تستمر هذه الأخطاء؟!

�����
   

أخطاء مخابراتية!!:
أحمد حسين
شبح الإرهاب يطوق العالم:
محمد بو شهري
صداقة حقيقية:
فيصل أبالخيل
تأكيدات جديدة!:
عامر ذياب التميمي
مأساة الشعب العراقي:
د. محمد حسين اليوسفي
الاتحاد الوطني لطلبة الكويت:
على محمود خاجه
سجون الرعب والإرهاب(1-2):
عبدالله عيسى الموسوي
إرهاب في مدينة الضباب:
محمد حسن الموسويü
احلم بصباح الأحمد..
فقد تُُعيَّن وزيرا:
علي باجي العنزي
مشروع الضرائب والمبدأ الديمقراطي(1-2):
علي غلوم محمد
الأحداث الأخيرة هل تكون بداية لمرحلة جديدة..؟:
راشد الرتيبان*