رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 29 جمادى الأول 1426هـ - 6 يوليو 2005
العدد 1685

لا يهبطون بالمظلات!
أحمد حسين

لا يهبط التفكير الإرهابي، أي قتل الأنفس من دون وجه حق وترويع الآمنين سعيا وراء سلطة أو امتياز نفط أو منجم ذهب، من الهواء بالمظلات على نفوس الناس، بل هو بذور تلقى في تربة وتجد من يتعهدها ويرعاها، بتسوية التربة ومدّها بوسائل الغذاء الشيطاني، أما تسوية التربة، وهذا هو الأساس، فتتم بتجهيل الناس بما يدور حولهم، وحجب المعلومات عنهم، أو تغذيتهم بمعلومات ضالة ومضللة عن أنفسهم وعن العالم من حولهم، وحتى تكون لهذا التجهيل فعالية، لابد من إحداث قطيعة بين الفرد وما يحيط به، وعزله تماما في شرنقة لا يرى فيها إلا نفسه والمحيطين به·

قيل الكثير عن التعصب والتمسك بوجهة النظر الواحدة، وتقسيم العالم الى جزءين، الأبيض الذي هو نحن، والأسود الذي هو كل ما عدانا· ولكن تنمية هذا التعصب تقتضي عدم السماح بإجراء مقارنات، أو التفكير بما لدى الآخرين من وجهات نظر أو مواقف، أو حتى التنازل وقبول المساواة بين البشر، وإلا فسدت طبخة صناعة التفكير المتعصب الانعزالي·

المقارنة والتفكير والنظر الى البشر الآخرين (الذين هم ليسوا نحن عقيدة أو مذهبا أو لونا) على أنهم يشتركون معنا في سمات وعلائم كثيرة أهمها الحقيقة الإنسانية الواحدة، يفتح المجال للتفهم والتعاطف بل والحب أيضا، وقد ينقلنا الى التخلي عن الكثير من عادات التفكير الرديئة، والأحكام المسبقة، أو الأحكام القاطعة التي لا تقبل استئنافا ولا مراجعة، وفي هذا تقويض لمشاعر العدوان والإرهاب، أو رهاب الخوف من "الآخر"، وتمديد للشخصية  الإنسانية، وظهور لممكناتها التي كبتها وأغلق عليها الأبواب تعصب المتعصبين، وتلقين دعاة تكفير الناس وزجهم في جهنم بمناسبة وبلا مناسبة·

التفكير الإرهابي لا يهبط بالمظلات، إنه ينمو على الأرض، ومنها يطلع، الأرض التي يتعلم فيها التلميذ مبادىء القراءة والكتابة، وقبل ذلك البيت الذي ينشأ فيه ويتعلم فيه أول الأسماء والمسميات والصفات، وأخيرا البيئة التي يخرج إليها· وفي كل هذه المجالات نجد منهجين في الرؤية والنظر: إما منهج الطرق المفتوحة على كل الاتجاهات، طرق الاتجاهين أو أكثر، يمكن أن يتحرك فيها الناس ذاهبين وقادمين، أو منهج الطريق الواحدة، ذهاب لا إياب فيه أو الطريق "السد" الذي لا ينفذ منه الإنسان ويظل حبيسا وراء جدرانه· في الأولى يتعلم الناس أن يكونوا بشرا مثلهم مثل غيرهم، وفي الثانية يلقنون كل أصول وفنون العداء والكراهية وراء الجدران·

�����
   

لا يهبطون بالمظلات!:
أحمد حسين
مقايضة الإسلاميين!:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
تصريحات تدعو الى زيادة الاحتقان والردة:
محمد بو شهري
حوار مع الذات:
فهد راشد المطيري
حوار مع الذات:
فهد راشد المطيري
رياضة.. تعليم.. صحة..:
المحامي نايف بدر العتيبي
متاهات عربية!:
عامر ذياب التميمي
فرصة تاريخية للتنمية العربية:
د. محمد حسين اليوسفي
انتخابات عامة:
على محمود خاجه
العرب.. قتلة ومتعطشون للدماء!!:
عبدالله عيسى الموسوي
"فلورنس وبيرسي":
فاطمة دشتي
حقوق العمال الإنسانية:
قاسم حسين عوضü
رؤساء المعلم:
فيصل أبالخيل
ملكات الإنسان وتأملات(2-2):
علي غلوم محمد
بلد المليون وافد:
ناصر بدر العيدان