رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 جمادى الآخر 1426هـ - 3 أغسطس 2005
العدد 1689

أفذاذ/ غوغاء..صفوة/ دهماء!
أحمد حسين

لا يشعر الإرهابي عادة أنه جزء من مجموع، بل هو الكل الكامل، وغيره أجزاء وشظايا وشذرات، ناقصة التكوين والخلق والخلقة· هذا هو ما تعكسه العمليات الإرهابية التي تنصب على خلق الله، والضعفاء منهم بخاصة، أي على الجمهور العريض بلا تمييز، سواء تعلق الأمر بالهجمات في بغداد أو لندن أو مدريد أو غيرها من الأماكن·

ويغذي هذا الشعور بالكمال ونقص الآخرين، شعور بالامتياز والسمو الى درجة جنون العظمة أحيانا، هذه حالة نفسية لا تفسر ظاهرة التفكير الإرهابي كلها، إلا أنها تفسر أحد جذورها الخطرة، فطبيعة الأسلحة التي يملكها شخص ما قد تتحكم في اتجاهات تفكيره· يصدق هذا على السلاح المادي، ويصدق على السلاح الفكري أيضا·

فما هي الأفكار التي تغذي نفسية المؤهل للقيام بحصد أرواح الناس بلا تمييز ولا غاية سوى إشاعة الرعب والخوف والفوضى؟

منذ زمن طويل اعتدنا على تعابير شائعة في الثقافة، وجعلنا اعتيادنا لا ننتبه الى خطورتها· وأشهر هذه التعابير ما قام على ثنائية: الخواص/ العوام، وما يرادفها من ثنائيات أخرى، مثل الأفذاذ/ الغوغاء، الصفوة/ الدهماء، أهل الحل والعقد/ الرعاع، وجوه القوم/ الورى، علية القوم/ سواد الناس·

وكانت كل هذه الثنائيات أدوات تضعها الثقافة في يد المربين والمعلمين ليبنوا بها علام تصورات التلاميذ منذ الصغر، ويلاحقون بها الكبار حتى حافة القبر· إن عالما تبنيه هذه الثنائية، التي تميز بين الناس، وتضع خطا حادا بين طرفين، سيكون عالما قائما على وجودين: الوجود الإيجابي الخالص للصفوة والخاصة والوجوه·· إلخ، والوجود السلبي للعوام والدهماء والرعاع·· إلخ·

بالطبع تمثل الوجود الإيجابي قلة دائما كما هو واضح، بينما تمثل الوجود السلبي الكثرة الكاثرة·

ولأن القلة ترى في نفسها، ويرى فيها المحيط الثقافي، كل السمات والصفات الإيجابية وملحقاتها، أي أنها المبدعة والخلاقة والقادرة وصاحبة الحق، يتحول هذا الامتياز الى حق ليس في فرض ما تراه على الكثرة الكاثرة، فقط، بل الى حق في الحكم على حياتها وجدواها ومعناها·

من هذه الزاوية إذ تغذي هذه الثنائية المرضية شعور التفوق لدى القلة، تفرض على الأكثرية شعور الدونية حكما، وتسمح النظرة الى الآخرين بأنهم "دون" أو أنهم نوع ناقص، أو مجرد دهماء وغوغاء ورعاع، بتبرير كل ما يرتكب ضدهم من جرائم قتل أو إبادة أو حرمان· وهذه هي مقدمات نفسية الإرهاب الغارقة الجذور في الثقافة الشائعة: في أن يصبح فرد أو قلة هو صاحب الحق وأخوه وأبوه وأقاربه، أو هو صاحب الرؤية الصحيحة والنبوءة والحقيقة، ويصبح الآخرون حتى لو كانوا أغلبية أو كثرة مجرد عوام وهمّل ورعاع لا وزن لهم ولا قيمة، يمكن ذبحهم ببساطة من أجل أن يظهر عالم لا وجود فيه إلا للصفوة·· والخاصة·· أي مرضى الجنون بالعظمة الجوفاء·

�����
   

أفذاذ/ غوغاء..صفوة/ دهماء!:
أحمد حسين
لمصلحة من.. إضعاف المجلس؟!:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
لم تجدِ نفعا:
فيصل أبالخيل
وزير الطاقة..
ما هي إنجازاتك؟!:
المحامي بسام عبدالرحمن العسعوسي
مأزق مستمر!:
عامر ذياب التميمي
ماذا يجري في اليمن السعيد؟؟:
د. محمد حسين اليوسفي
شوفوا انتو شقاعدين تسوون:
على محمود خاجه
التغلغل الإسرائيلي في دول حوض النيل:
عبدالله عيسى الموسوي
المخدرات.. إلى أين؟:
فاطمة دشتي
الكويتيون محرومون من الحرمان!:
حمود العنزي
يستتاب وإلا فهو كافر:
فيصل عبدالله عبدالنبي
كفاكم يا المستقلة..!:
محمد جوهر حيات