أول فيلم فضائي شاهدته صغيرا عن غزاة فضائيين قادمين من المريخ، لم أفهم الفيلم آنذاك تماما، فما رأيته هو آلات تحط على الأرض، ثم تسلط أشعة من رؤوسها على البشر والمباني فتحرق الجميع بومضة شعاع، ويتداعى أهل الأرض للرد على هذه الآلات، ويعجزون هنا وهناك، الى أن ينتهي الأمر بالصدفة، فتبدي هذه الآلات تراخيا، ثم تبدأ إشعاعاتها بالتضاؤل ثم الخمود،و ويصبها الخرس، ويقترب الكائن البشري ليكشف السر، ولدهشته يجد أبواب الآلات تنفتح، وتمتد منها أذرع كائنات غير بشرية (أقرب الى الكائنات الحيوانية) وتختلج تم تسلم الروح!
أحد العلماء اكتشف أن السرّ هو أن هذه الكائنات لم تستطع لسبب ما التلاؤم مع جو الأرض، هكذا لسبب ذاتي، فأصابها العطب·· وكفى الله أهل الأرض شر الفضاء!
تذكرت هذا الفيلم وأنا أستمع الى الذين يتحدثون عن ظواهر الإرهاب التي تضرب هنا وهناك، فتضرب العراقي والتركي والفلسطيني والبريطاني والأمريكي·· والأندونيسي والباكستاني·· إلخ بلا تمييز، وتقف أمامها عاجزة أعني أجهزة الدول العظمى والصغرى، من مخابرات وجيوش ومنظرين وكتاب وفلاسفة واستراتيجية، وكل ما تفعله هذه الأجهزة هو محاولة إقناعنا أن هذا الإرهاب شامل وخطير ولابد من التصدي له!·
الشبه بين الموقف من غزاة المريخ، وإرهابيي المتفجرات والسيارات المفخخة يكاد يكون واحدا، وهو مايدهشني، فهل سيكون علينا أن ننتظر أن تتوقف آلات القتل هذه بفعل ذاتي، مثلما توقفت الآن المريخ؟ ثم تقترب أجهزة المخابرات العظمى مترددة لتتفحص سبب توقف الآلات الإرهابية التي تتخذ أسماء بن لادن والزرقاوي وأبو حفص··· وما هنالك من أسماء، ولتكتشف أنها توقفت حين لم تعد قادرة على التلاؤم مع جو الأرض؟ تماما مثلما حدث مع ذلك الفيلم الذي شاهدته ولم أفهم حينها حكايته كلها؟!· |