رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 5 رجب 1426هـ - 10 أغسطس 2005
العدد 1690

حين يصير الاغتصاب.. عقيدة!
أحمد حسين

جندي صغير السن من سكان المستعمرات الإسرائيلية المقامة في فلسطين الشرقية، نشأ على أنه في "وطنه"، لاعلى أنه يقف على أرض مسروقة ومغتصبة من أهلها، ونشأ أيضا على أن من يراهم على جوانب الطرقات في غدوه ورواحه ليسوا من الجنس البشري، بل هم كائنات شبه الهنود الحمر أو الأفارقة الذين شاهدهم في أفلام هوليوود وأفلام الصهاينة يأكلون لحوم الآدميين أو يأتون من لامكان لإرهاب وإرعاب السكان الآمنين في بيوتهم منذ أن بدأت الخليقة·

هذا الجندي الذي تعلم أن بقاءه في "وطنه" رهين إمساكه برشاشه وقتله أكبر عدد ممكن من هذه الكائنات التي يسميها حاخامه الأكبر تارة بـ "الأفاعي"، وتارة يسميها جنراله بـ "الصراصير"، هو المؤهل نموذجيا ليكون خلاصة عقيدة الإرهاب، أي العقيدة الصهيونية بامتياز، وسنراه ذات نهار، كما رأيناه أمام حافلة الركاب في "شفاعمرو" الفلسطينية شرقي حيفا، يقتحم برشاشه ركاب الحافلة ويطلق الرصاص، فيقتل أربعة ويجرح العشرات، قبل أن يمسك به الفلسطينيون المذهولون وينهالوا عليه ضربا لإيقاف همجية تفوق التصور·

وليصدر جنراله شارون الذي رباه على الإرهاب وقدم له المثل والقدوة تصريحه مرغما، بأنه "إرهابي يهودي" أي يقر بحقيقة هو ذاته يخفيها في الصباح حين يواجه وجهه في المرآة، ويخفيها مساء وهو يغمض عينيه دون مئات القتلى الذين ذبحهم بيديه وبأوامره·

هذا هو الإرهاب حين يتحول الى "عقيدة"، كما يمثله الإرهاب الصهيوني منذ أن بدأ قبل مئة عام في فلسطين بإلقاء القنابل على مرتادي أسواق حيفا ويافا واللد، وتفجير المباني في القدس، ثم احتلال القرى الفلسطينية وجمع سكانها الناجين في صفوف وإطلاق الرصاص عليهم بدم بارد، وصولا إلى إعدام أسرى الجيش المصري، وكل أسير يقع في قبضته أو محتمٍ مع أطفاله وراء ساتر أو حاجز، أو طفلة عابرة في طريقها الى مدرستها كما حدث في رفح حين أفرغ ضابط إسرائىلي رصاص رشاشه في جسد طفلة فلسطينية جريحة·

هذا هو الإرهاب بالطبع، ولكن في المقابل، ألا يلفت النظر مشهد الفلسطينيين في "شفاعمرو" الذين كسروا حاجز الخوف من الإرهاب، فانقضوا على الإرهابي وقتلوه جزاء جريمته؟ هذا المشهد الأخير هو الذي سيضع حدا لعقيدة ابتلى بها الفلسطينيون والعرب، عقيدة لم ترهبهم بالقتل المجنون فقط، بل بالخوف من سطوتها، الخوف الذي كرسته عقود من الذل المقيت، والانهزام والتلاعب بالعقول العربية على يد العرب أنفسهم وجهابذة إعلامهم، ألا تلاحظون حتى اليوم أن عقيدة الإرهاب الصهيوني التي يجسدها أشخاص مثل شارون وموفاز ورعنان وأولمرت·· إلخ، تظهر على الشاشات الفضائية،، "نقية" و"متحضرة" و"متمسكنة"، و"قوية" و"واثقة من نفسها"، و"قدرتها الحكيمة"، في مقابل عرب بلهاء، متشنجين، إرهابيين، متخلفين، يرتدون لباس سكان عصر الكهوف؟!

نحن لم نكسر الخوف من الإرهاب حتى إعلاميا، فهو يرهب حتى مذيع التلفاز العربي البعيد آلاف الكيلومترات عن رشاش الجندي الصهيوني الذي تسلق الحافلة وبدأ بإطلاق الرصاص·

على الأرض، كسر الفلسطينيون هذا الخوف، ربما لأن من المحال التغلب على المقتنع بحقه في الحياة، وربما لأن من يفقدون القناعة بحقهم هذا هم الأموات فقط·

�����
   

حين يصير الاغتصاب.. عقيدة!:
أحمد حسين
خطباء التزيّد الديني:
د·أحمد سامي المنيس
إشهار الجمعيات:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
"ما يجوز"!:
على محمود خاجه
هل نملك "مجتمعاً"؟:
مشاري الصايغ
تحديات الديموغرافيا!:
عامر ذياب التميمي
وداعا للسلاح:
د. محمد حسين اليوسفي
أين هي المشكلة؟!:
علياء الأنصاري
لا لمكافأة العملاء:
عبدالله عيسى الموسوي
الحلاوة "كوندي"!:
فاطمة دشتي
روسيا ودبلوماسية الطاقة:
عبدالعظيم محمود حنفي*
قطار الإصلاح البحريني.. يتعثر!:
عمار تقي *
صيفيات 2005:
محمد جوهر حيات