رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16-22 ربيع الأول 1420هـ - 30 يونيو 6 يوليو 1999
العدد 1383

ديمقراطية مستأنسة
أنور الرشيد
anar0057@yahoo.com

في أواخر السبعينيات عندما تم حصر الرئيس الراحل أنور السادات في زاوية ضيقة لا يستطيع من خلالها المناورة أو التراجع، أو بمعنى أصح عندما أعلن أنه من أنصار الديمقراطية وأنه من المدافعين عنها ولها، وسمح بإشهار بعض الأحزاب، أخذت هذه الأحزاب تمارس دورها في الحياة السياسية بمصر وفق ما خطط له السادات، وعندما زاد عيار الانتقاد من هذه الأحزاب للسياسات التي يتبعها أخذ بمهاجمتها واتهم من اتهم بأنهم غير مخلصين لمصر وأنهم عملاء للخارج، وتم حل الأحزاب وزاد على ذلك اعتقال كل المعارضة وزجها بالسجون، حينها كتب خاتمته بيده، وقال المراقبون إنه يريد معارضة مستأنسة، أي معارضة لا تعارض، أي معارضة توافق وتصفق لكل شيء·· تذكرت كل هذا عندما قرأت خبر الهجوم الحكومي المضاد على المرشحين لمجلس الأمة والتلويح باتخاذ ما يلزم لإسكات الأصوات التي تهاجم الحكومة، فعلا خبر مضحك مبك في الوقت نفسه· حكومة بلجيكا يسقطها دجاج ماكينة - ومعروف لدى الكويتيين ماذا تعني دجاج ماكينة - وحكومتنا تختلق الأزمات واحدة تلو الأخرى - وعندما يتصدى لهذا المسلك أهالي الكويت بالحديث وكشف هذه السياسات التي أفلست خزينة الدولة وجعلت المواطن يُطحن بماكينة اليأس، لا تريد الناس وبموسم انتخابي أن يتكلموا!! لماذا إذن نتبجح ونطنطن ونقول ونفتخر بأن لدينا ديمقراطية ومعارضة ومعارضين؟ لنسم الأشياء بمسمياتها·· هل نحن بلد دستوري ديمقراطي تحكمه لوائح وقوانين؟ أم بلد تحكمه الأهواء والقيل والقال؟، لنكن واضحين مع الناس، التهديد باتخاذ ما يلزم غير مقبول ومرفوض ولماذا التهديد أصلا؟ إما أن نكون كما نقول إننا دولة ديمقراطية يحكمها نظام ودستور وقوانين ونستخدم كل ما لدينا من أدلة وبراهين تدحض ما يدعيه المرشحون، وفي حالة الافتراء غير المبرر من المرشح، للحكومة الحق أن تمارس دورها وتدافع عن أعمالها التي يحاول هذا أو ذاك المرشح تشويهها أو تحريفها وترفع عليه قضية بالمحاكم وفق الإجراءت القانونية المتبعة، أو أننا نصارح الناس ونقول لهم: ليس لدينا ديمقراطية ولا دستور ولا أنظمة غير نظام العادات والتقاليد لكي يعرف الناس حدودهم التي يجب أن يتوقفوا عندها··أما قول اسكتوا ولا تنتقدوا فهذا أمر أكثر من مستغرب، إلا إذا كان هناك رأي بأن تكون المعارضة الكويتية بمختلف توجهاتها المطلوب منها أن تكون معارضة مستأنسة، أي معارضة تعترض على نوعية من القضايا المسموح لها أن تعارض بها كالاحتجاج على سوء خدمات البدالة 101 كما طرح أحد الفطاحلة المستأنسين أو المطالبة بتبليط شارع ·· إلخ·

 أخطر ما في هذا المسلك أنه يتعارض مع المبادئ والقيم التي تربى عليها وبها هذا المجتمع، وعندما يصرح مصدر مسؤول أن الحكومة تحارب الظواهر القبلية والطائفية التي تمزق وتهتك النسيج الاجتماعي الفسيفسائي بالبلد، والمواطن يلمس ويرى من بعض المحسوبين على الحكومة كيف يمارسون أقذر الأدوار التي تقطع المجتمع الى أوصال صغيرة ليتم احتواؤها واحدة تلو الأخرى، لا تلوموه على ذلك الانتقاد لأنه انتقاد من أجل مصلحة البلد والحكومة معا·

وأخيرا، في أحد الدواوين دخل أحد المرشحين الضامنين السقوط السحيق وقال بالحرف الواحد: أنا مدرك تمام الإدراك لو قلت لكم إنني لن أوافق على الدخول في حكومة في حالة نجاحي سوف تكونون سعداء لذلك، ورد عليه أحد الحاضرين لماذا افترضت ذلك؟ قال لأني لم أدخل ديوانية إلا ووجدت الكل يعارض الدخول في الحكومة وعندما سئلت وتقصيت الخبر قيل لي إن الناس يئست من أعمال ووعود الحكومة وتفضل أن يكون النائب خارج الحكومة ليقوّم الاعوجاج القائم أفضل من أن ينتخبوه ليزيد الاعوجاج، هذا ما يدور بالدواوين·

�����
   

ضربات لبنان ترهق العدو:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
"تناتيف" انتخابية:
د.مصطفى عباس معرفي
أكذوبة الانتخابات الفرعية:
يحيى الربيعان
انتخابات الكويت!:
عامر ذياب التميمي
الصرب والصهاينة وجهان لعملة واحدة:
د. عمران محمد
مرجعية.. لمجتهد بلا هوية!!:
سعاد المعجل
أمانة القلم:
د· بدر نادر الخضري
كريسماس الانتخابات النيابية:
فريد العثمان
ديمقراطية مستأنسة:
أنور الرشيد
أسرار تنشر لأول مرة من داخل الزنزانة(الحلقة5)
ما أثمن دمع الرجال:
حميد المالكي
3 يوليو!!:
فوزية أبل