إن قيام أو سقوط الانتخابات الفرعية لا يؤثر على النظام القبلي، ولا يبعد زعماء القبائل في الكويت عن الاحتكاك شبه اليومي بأكتاف السلطة الحاكمة، حيث درج هؤلاء الزعماء على التعلق بأثواب رجال الحكم في الدولة منذ زمن طويل جداً، وهؤلاء الأخلاف الذين يتزعمون القبائل لا يمكن أن يشطوا عن مسار أسلافهم، وزعماء القبائل منذ القدم وحتى يومنا هذا يعملون كل ما في وسعهم لإرضاء رجال الحكم في الدولة·
إن مشايخ القبائل في وقتنا الحاضر يستمدون العون والسند من رجال الحكم في الوطن نظير السمع والطاعة، وبالتالي فإن أفراد القبيلة مهما بلغ وعيهم وعلمهم وثقافتهم ومؤهلاتهم فهم يدينون بالولاء لشيخ القبيلة وبالسمع والطاعة·
من هذا المفهوم نقول: سواء قام رجال القبيلة بعملية الانتخابات الفرعية أو لا فإن الأمر محسوم لدى رجال الحكم طالما كان شيخ القبيلة في قبضتهم يستطيعون من خلاله أن يحركوا قواعد أفراد القبيلة إلى أي اتجاه ينسجم مع مسار العملية الانتخابية·
إن الذين يأخذون بالقانون الذي صدر بشأن تجريم الانتخابات الفرعية يكونون واهمين، فما هذا القانون إلا أكذوبة كبيرة، وهذا ما دعا الحكومة إلى شرذمة الناخبين من خلال التوسع بالدوائر الانتخابية حتى يسهل فيها انتخاب من ترغب فيه الحكومة خصوصاً في المناطق الخارجية، ولو استمر عدد الدوائر الانتخابية على ما كان عليه في السابق - خمس دوائر - لضاقت الدائرة على الأقوام والأزلام غير الجديرين بالترشيح، حيث أتاح توسيع الدوائر الانتخابية إلى (25) دائرة فوز بعض الأعضاء بنحو (450) صوتاً·
وبعد ذلك على من تقع اللائمة في الانتخابات الفرعية·· على القبائل أم على الحكومة؟ أم هي ضحكة على الذقون؟ |