يتوجه الناخبون يوم السبت المقبل الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثلي الشعب في مجلس الأمة·· وكل واحد منهم يتطلع الى فوز مرشحه·· وكل مرشح يأمل في الحصول على ثقة ناخبيه والوصول الى المجلس التشريعي الذي يترجم إرادة الأمة·· وعلى الجميع تقبل النتائج بروح رياضية ديمقراطية·· فالناجح يحمل أمانة ثقيلة على ضميره وذمته·· وعليه أن يخدم المصلحة العامة دون نظرة ضيقة الى الطائفة أو القبيلة أو المصلحة الخاصة·· وإلا فإنه يخون ضميره وذمته·· وعلى من لم يحالفه النجاح أن يمارس روح الديمقراطية بالقبول والرضا والمباركة لمن نجح·

على هذا المجلس أن يعبر بالبلاد من القرن العشرين الى القرن الحادي والعشرين بكل ثقة وثبات·· ولا يتأتى ذلك إلا بالحضارة والتقدم والتطور·· بمزيد من الأمن والأمان·· وباقتصاد صلب يهتم بالحاضر ويخطط للمستقبل·· وبرسوخ العدالة واستقلال القضاء·· وبأنظمة واضحة عميقة·· لا تفرق بين مواطن وآخر·· وبحلول لمشاكل البلاد المستعصية كقضايا الإسكان والبدون والديون والمناهج التعليمية والصحة والمناطق الصناعية والمناطق الحرة والقضايا الاقتصادية·· وعلى هذا المجلس أن يبدأ مشوار التكتلات السياسية الاقتصادية·· التي تخطط للبلاد وتطرح مناهج وبرامج سياسية حقيقية·· لكي يبدأ مشوار التخلص من التكتلات الطائفية والقبلية·· وينتهي عصر نائب الخدمات·· ونائب المصالح الخاصة·· والنواب الفراد الذين لا يمكنّهم تفردهم من فرض آرائهم وسياساتهم ومناهجهم مهما كانت جدواها ومنفعتها العامة·· فالمشاكل الديمقراطية لا تعالج إلا بمزيد من الديمقراطية·

وعلى هذا المجلس أن يصعد بالديمقراطية درجة أعلى بتوفير مزيد من الحرية في إبداء الرأي·· مهما كان اتجاهه·· وبإيجاد مناخ أفضل للحوار والنقاش والنقد والدراسة·· لتشجيع الابتكار والاختراع والإبداع·· وللحاق بركب العالم الراقي في السلوك والتقنية والتحضر·· ولمواكبة اتجاه العولمة المتمثل في توحد الأنظمة والقوانين التجارية والسياسية والأخلاقية قبل أن يفرضها العالم علينا قسرا·

وعلي هذا المجلس أن يذيب الفوارق بين حقوق المواطنين·· بأن يساوي بين المواطن والآخر·· ولا يجوز حضاريا أن يبقى مواطن لا يتمتع بالحقوق الكاملة·· فمن يحمل جنسية هذا الوطن جدير بممارسة كامل الحقوق·· من دون النظر الى الجنس من ذكر أو أنثى·· ولا الى مادة التجنيس·· ولا الى أي تصنيف آخر·· فالمواطنة تعني التساوي في كل الحقوق والواجبات·

إنه مجلس المهمات الصعبة·· أو هكذا يفترض أن يكون·· فهل سيكون عند حسن الظن·· أم سيكون مثل سابقه مهلهلا عاجزا·· لا يهش ولا ينش·· يبحث في توافه الأمور وسينما الفردوس؟!

ومن قبيل الهذر·· أنصح القراء الكرام ألا يهملوا زيارة مقار كل المرشحين·· قبل أن ينتهي موسم الانتخابات الذي لم يتبق منه سوى ثلاثة أيام·· ففي كل مقر فائدة ما·· وعلى الناخب أن يستفيد منها الفائدة القصوى·· فقد لا يستفيد شيئا بعد ذلك·· حيث قد تختفي الوعود وتذوب الشعارات·· ففي المقر الأول يملأ فكره·· وفي المقر الثاني يملأ بطنه·· وفي المقر الثالث يروح عن قلبه بالاستماع الى الفكاهة والنكتة·

إنه كريسماس الكويت·· وفيه تتلألأ الأنوار·· وتمتد الموائد·· وتكثر الزيارات·· ويزداد الكلام والترحيب الحار·· حتى يوم السبت المقبل·· حيث تطوى الخيام·· وتتنفس الخرفان الصعداء·· بعد أن فوجئت بالهجمة الشرسة عليها·· ولكنها لم تعترض على المجزرة تمشيا مع أخلاقها·· فهي أغنام لا رأي لها ولا إرادة·