رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 16-22 ربيع الأول 1420هـ - 30 يونيو 6 يوليو 1999
العدد 1383

أسرار تنشر لأول مرة من داخل الزنزانة(الحلقة5)
ما أثمن دمع الرجال
حميد المالكي
hamid@taleea.com

أسرار عجيبة وغريبة يزدحم بها المشهد العراقي والمأساة المروعة التي يعيشها شعبنا العراقي في ظل أقسى أنواع القمع والإرهاب·

إن آلاف الجرائم التي ارتكبها النظام ما تزال غامضة وهي غالبا ما تنفذ بمواطنين تم اختطافهم بطريقة سرية بالغة وأصبح مصيرهم مجهولا منذ سنين·

كذلك هناك أساليب لا تزال مجهولة يمارسها النظام في تصفية خصومه السياسيين، وهذه وتلك يجب الكشف عنها وتوثيقها واطلاع الرأي العام عليها ومحاكمة ومعاقبة مرتكبيها· وفي هذه الحلقات نعرض عددا من الأساليب في قتل المواطنين وهي تنشر لأول مرة حيث أمكن الحصول عليها مؤخرا·

بعد أن أنزلوه من السقف الذي كان معلقا فيه وبعد أن تُرك مهملا مرميا على أرضية الزنزانة من دون طعام أو شراب، جاءوا بوالديه العجوزين الى الزنزانة، عذبوهما أمامه لإجباره على الاعتراف· لكن ذلك لم يكن نهاية المطاف بل كان بداية لعذاب مرير طويل كان عليه أن يستعد له·

* * *

لم يشأ المواطن هادي المقدادي أن يحدث زميله المطروح أمامه على أرض الزنزانة· كان يود بكل جوارحه أن يواسيه وإن كانت تلك المواساة مقتصرة بكلمة واحدة لكنه لم يستطع أن يجد الكلمة فلماذا عساه أن يواسي رفيقه في المعتقل وقد انهالوا بالضرب المبّرح على والديه أمام عينيه وبكل قساوة ووحشية·

* * *

بقي يستمع لصوت تنفسه الواهي وهو يعلو تارة ويهبط تارة أخرى· كان الألم رفيقا ثالثا للمعتقلين في عتمة الزنزانة يتنفس معهما ويحيا·

* * *

طال صمته فاعتقد أنه لم يستطع التحدث أبدا، لكن تنفسه الأليم كان يحكي قصة، كان يحبس دمعا ينبع من أعماقه· كنت أعجب من صلابته لأنني بكيت بكاء مرا، وأنا أرى الهراوات تنزل على والديه العجوزين، لكنه لم يهدر دمعة واحدة، كأن الدمع لو نزل لخسر كل شيء، كأن انحباس الدمع انتصار لكرامته وشجاعته ووفاء لرفاقه الذين لم ينطق بأسمائهم رغم ما حدث، وما أثمن دمع الرجال!

* * *

ثم سمعت صوتا، لقد تحدث أخيرا· أصخت السمع· كان صوتا واهنا:

- الأوغاد· نعم كان معي رفاق حينما ضربنا وكر المجرمين بالرصاص ولكنني لن أنطق بأسمائهم أبدا· كانت معي آنية فيها بعض الماء· سقيته منها شيئا· ندّت آهة قوية كأن جرعة الماء أعادت إليه الحياة وبدأ يتحدث:

- لا أستطيع الإحساس الآن لطول المدة التي علقوني بها·· لو ··· لو كنا قد هجمنا على وكر المجرمين في ضوء النهار لكنا قتلنا منهم أكثر·

* * *

قال زميله: تحدث معي بكل تلقائية وبساطة وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد· لعل آلامنا المشتركة أشاعت بيننا ذلك·

ويقول: كان ذلك أقسى مشهد رأيته في حياتي· حين ضربوا والدتي المسكينة أمام عيني، كدت أن أصرخ بأنها لم ترتكب ذنبا لكنها حدقت بطريقة أحسست منها بأنها تريدني أن لا أضعف·

 

شهادة ضابط قبل أن يموت بأيام

 

استدعاني صدام حسين لإحضار (ناظم كزار) مدير الأمن العام الأسبق وشدد علي أن لا أجعله ينطق بكلمة واحدة وذلك بوضع شريط لاصق على فمه وتم ذلك بالفعل عند اعتقال ناظم كزار في منطقة الحدود بين العراق وإيران في مدينة الكوت، حيث نقلته من تلك المنطقة الحدودية· وعندما أحضرته الى المجلس الوطني - مقر صدام - انفرد به صدام في غرفة خاصة لوحده وأغلق الباب ولم يسمح لأي شخص بالدخول·

وبعد حوالي نصف ساعة من أصوات الصياح، فتح صدام الباب وقال: "ادخلوا، خذوه" كان ناظم كزار جثة هامدة من جراء طلقة في رأسه والأخرى في صدره·

وقام صدام بإعدام محمد فاضل - عضو القيادة آنذاك وأحد شقاوات (قبضايات) محلة الفضل ببغداد والمجموعة الأمنية الخاصة بنظام كزار، منهم: داود الدرة ولطيف التميمي وآخرون·

واستطاع صدام أن يضع عبدالخالق السامرائي - عضو القيادتين القومية والقطرية للحزب في سجن انفرادي لا يسمح لأحد بزيارته أو التحدث معه بعد قيام صدام بزج اسمه واتهامه بالضلوع مع ناظم كزار بما أسماه بـ "المؤامرة القذرة" وبقي السامرائي على هذه الحالة الى أن قام بإعدامه بعد سنوات·

 

صرخ صدام: أين أهل الموصل؟ ألا يريدون استقبالي؟!

 

أين أهل الموصل؟ ألا يريدون استقبالي؟!

هذا السؤال لصدام، أرعب المحافظ ومن حوله من الموظفين ومسؤولي الأمن والتنظيم الحزبي حيث فوجئ صدام بعدم وجود أي أحد في استقباله عدا الرسميين في محافظة الموصل· وقد حمل هذا السؤال المرعب المسؤولين لأن يفكروا وبعجالة لحشد "الجماهير" لاستقبال "القائد المحبوب"!

وقد أوصلهم تفكيرهم البوليسي إلى تسيير سيارات تحمل ميكروفونات تعلن للناس: أن "القائد الحبيب" موجود في المحافظة وأنه مستعد لحل مشاكل المواطنين وذلك لمعرفتهم بما يعانيه أهالي الموصل من مشاكل كثيرة· ولشك هؤلاء المسؤولين في استجابة الناس طوعا للمجيء الى المحافظة وتصوير ذلك استقبالا جماهيريا لجأ جلاوزة النظام الى مركز منطقة "باب الطوب" الواقع بالقرب من المحافظة والذي تنطلق منه سيارات غالبية خطوط النقل داخل المدينة وأرغموا السائقين على التوجه بركابهم الى مبنى المحافظة وإنزالهم هناك بالقوة وتصويرهم وكأنهم مستقبلون مع تحشيد عدد من الهتّافة من المنظمات الحزبية ودوائر الأمن والمخابرات، كما جرى الإيعاز لموظفي الدوائر بالتوجه الى هناك أيضا·

وبعد دقائق من معرفة الناس بالمقلب الذي نظمته دوائر الأمن والمنظمة الحزبية، بدأوا يغادرون ساحة المحافظة ويتسربون في الطرق المحيطة بها، رغم قيام جلاوزة النظام بمنعهم من ذلك·

في هذه الأثناء وجه شاهد العيان الذي روى هذه القصة العجيبة سؤالا الى أحد المواطنين ممن عانوا كثيرا من تعسف المسؤولين، لماذا لا تستغل وجود "السيد الرئيس" واستعداده لحل مشاكل المواطنين بالذهاب إليه؟ فأجاب المواطن: "لو بينوخير كان حل مشاكلو!" بلهجة أهل الموصل

 

عدي يطرد طبيبا زائرا

 

في عام 1994، زار طبيب عراقي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية بغداد حاملا معه تبرعات عبارة عن أدوية ومعدات طبية بعد أن فجعته مشاهد البؤس والمأساة في التقارير والأخبار التلفزيونية الحية·

استقبله صدام وأشار إليه بلقاء ولده عدي في مقر اللجنة الأولمبية لأن عدي هو المسؤول عن مثل هذه الموضوعات·

في اليوم التالي زار الطبيب عدي وحينما دخل عليه لم يقم عدي من مكانه وبقي جالسا على مقعده الأولمبي الأثير· ألقى الطبيب التحية وبقي واقفا في مكانه وإذا بعدي يفتح جهاز التلفاز ليعرض شريط فيديو على ضيفه ظهر فيه العراقيون يتظاهرون ضد أبيه ونظامه في انتفاضة مارس عام 1991 ويقاتلون أتباع النظام ويمزقون صور صدام· ثم أغلق التلفاز وسأل الطبيب: من هؤلاء يا دكتور؟ أجاب الطبيب: إنه الشعب العراقي فرد عدي على الفور: إن الشعب الذي يثور ضد أبي ويمزق صوره، هل يستحق أن يٌرفع الحصار عنه؟ يا الله اطلع برة (أي أخرج) وخرج الدكتور مندهشا من عجرفة عدي وغطرسته·

نداء

نرجو إرسال احتجاجاتكم على ممارسات النظام الصدامي الإرهابية والتضامن مع شعبنا العراقي في مأساته المروعة على العنوان التالي:

UNITED NATIONS NEW YORK NY 10017 U. S. A

 

مسابقة

 

تدعو حركة الوفاق الوطني العراقي الباحثين والأكاديميين العراقيين العاملين والمقيمين في كردستان العراق والدول العربية والإسلامية الى المشاركة في مسابقة لإعداد وتنظيم دراسات وبحوث حول مستقبل العراق في مرحلة ما بعد تغيير نظام صدام في الحقول التالية:

1 - السياسة ونظام الحكم الدستوري - أي الديمقراطي، التعددية، حقوق الإنسان، الفيدرالية، المركزية الإدارية، واللامركزية الى آخره·

2 - المصادر الأساسية للتشريع· 3 - الشؤون النفطية والاقتصادية والمالية، أي: النظام الضريبي، السوق الحرة، القطاع العام، القطاع الخاص، القطاع المختلط، تنمية الموارد، المديونية، رأس المال الأجنبي، قوة العملة العراقية، الاستثمارات، قرارات مجلس الأمن، والخصخصة· 4 - الشؤون العسكرية، أي: التطوع أم الاحتراف، جيش للدفاع أم قوة للهجوم، ودور القوات المسلمة في المجتمع المدني· 5 - الصناعة· 6 - الزراعة· 7 - الصحة· 8 - التربية والتعليم، أي: برامج التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية، الثورة التقنية، العولمة، البحث العلمي وثورة المعلومات والاتصالات· 9 - الشؤون الاجتماعية، أي: المساواة في الحقوق والواجبات، الأسرة والمرأة، الوحدة الاجتماعية والسلام الاجتماعي، الأقليات ودورها في تطوير المجتمع وحقوقها القومية والثقافية· 10 - التنمية: تنمية الموارد البشرية·

الشروط: 1 - يكون كل بحث أو دراسة مستقلا في الموضوع الذي يعالجه· 2 - أن يكون عدد صفحات البحث من 15 صفحة كحد أدنى الى 35 صفحة كحد أعلى مطبوعة بين سطر وسطر على ورق A4· 3 - يكتب الاسم والعنوان الكامل وموقع العمل في مقدمة البحث بشكل واضح· 4 - تقبل البحوث في فترة أقصاها 30/7/1999 ولا تدخل في المسابقة البحوث التي ترسل بعد هذا التاريخ·

الحوافز: 1 - تخصص جوائز نقدية لكل بحث أو دراسة في كل موضوع على ثلاثة مستويات: المرتبة الأولى 1000 دولار· المرتبة الثانية 500 دولار· المرتبة الثالثة 250 دولارا· وعشر جوائز أخرى لكل مستوى·

2 - تطبع الدراسات الفائزة في كتاب سيوزع على مراكز البحوث والدراسات والجامعات العربية والإسلامية والغربية بالإضافة لمؤسسات الأمم المتحدة·

3 - توجه الدعوات للفائزين لتقديم بحوثهم ودراساتهم في اجتماع يعقد في إحدى الدول الأوروبية خلال شهر سبتمبر من هذا العام ويكرس لتقديم البحوث ومناقشتها وسيتحمل المكتب نفقات السفر والإقامة·

ترسل البحوث والدراسات باسم:

1 - مكتب الدراسات الاستراتيجية لحركة الوفاق الوطني العراقي على العناوين التالية:

P.O. BOX 3124 LONDON SW 191 RL

TEL: 00441815439282 FAX: 00441815432932

1 - المملكة المتحدة / لندن

2 - المملكة الأردنية الهاشمية / عمّان ص· ب 851682 هاتف 96265859233, 96265858699 فاكس 96265857925·

3 - مكاتب حركة الوفاق الوطني العراقي في كردستان العراق·

�����
   
�������   ������ �����
الذكرى 94 لصدور "برنكيبيا ماتيمانيكا"
برتقالة الدكتور مصطفى جواد!
الانتخابات العراقية·· مفتاح العملية الدستورية
أول بيان يرسي قواعد جديدة وثابتة بين البلدين
قراءة عراقية في البيان الكويتي العراقي
بمناسبة ذكرى الغزو الغاشم
قراءة في وثائق الدبلوماسية الكويتية
الفضائية الكويتية صوت العراقيين الذين لا صوت لهم
الفضائيات العراقية تكسر احتكار الفضاء
محاكمة صدام حسين والقضاء المستعجل
وثيقة تنشر للمرة الأولى
صدام حسين أمام محكمة الشعب عام 1959
نساء العراق بريئات من صدام حسين
دفاعنا عن الكويت يعني دفاعنا عن الحقيقة
نداء عاجل
فشلت المؤامرة وانتصر العراق
الوحدة وتسليم السلطة في العراق
أضواء على التعداد العام في العراق
خطوة كويتية جديدة باتجاه العراق
انتصار الرياضة العراقية
المواطنية والوطنية والولاء
أضواء على مهمة الأخضر الإبراهيمي في بغداد
أطروحتان لمساعدة الشعب العراقي
الاستثمار الكويتي في العراق
حدث تاريخي بارز في الحياة السياسية الكويتية
الذكرى الرابعة لندوة مستقبل العلاقات الكويتية العراقية
قراءة من منطلق رؤية فيزيائية فلسفية
كيف وإلى أين يسير الوضع في العراق؟
  Next Page

ضربات لبنان ترهق العدو:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
"تناتيف" انتخابية:
د.مصطفى عباس معرفي
أكذوبة الانتخابات الفرعية:
يحيى الربيعان
انتخابات الكويت!:
عامر ذياب التميمي
الصرب والصهاينة وجهان لعملة واحدة:
د. عمران محمد
مرجعية.. لمجتهد بلا هوية!!:
سعاد المعجل
أمانة القلم:
د· بدر نادر الخضري
كريسماس الانتخابات النيابية:
فريد العثمان
ديمقراطية مستأنسة:
أنور الرشيد
أسرار تنشر لأول مرة من داخل الزنزانة(الحلقة5)
ما أثمن دمع الرجال:
حميد المالكي
3 يوليو!!:
فوزية أبل