العدو الإسرائيلي، لا يجد أمامه إلا لبنان للانتقام منه كلما أراد أن يبين قوته أو يحاول إزالة آثار الانقسام الداخلي داخل المجتمع اليهودي· فلبنان وشعبه الصغير وبمقاومته الوطنية المستمرة أصبح نقطة الضعف الإسرائيلية التي لا تستطيع القوة الإسرائيلية الضخمة التغلب عليها وذلك لأن لبنان وشعبه يدافع عن حق واضح أمام العالم·
فإسرائيل تحتل جزءا من جنوبه ولا تريد تطبيق قرارات مجلس الأمن بالانسحاب منه من دون شرط أو قيد، لذلك فإن العالم كله أعطى للشعب اللبناني كل الحق في مقاومة المعتدي واستعمال كافة الإمكانات لطرده من أرضه·
وما الاعتداءات الأخيرة التي قام بها نتانياهو وهو ينهي آخر أيامه في الحكم وضربه لمحطة الكهرباء والجسور إلا تعبير واضح عن عجز اليهود في تحجيم آثار المقاومة الوطنية، وبالتالي فإنهم يحاولون ضرب البنية التحتية للأهالي لعل ذلك قد يؤثر في المعنويات العامة للشعب·
ولكن الذي حدث هو عكس ذلك، حيث إنه يعد كل اعتداء إسرائيلي على لبنان، نجد التفافا شعبيا حول المقاومة ودعوة صريحة لتقوية الوحدة الوطنية حيث أصبح واضحا للشعب اللبناني أن إسرائيل لن تنسحب من أرضه إلا باستمرار ضربات المقاومة المسلحة لأن العدو لا يفهم إلا لغة القوة·
ولعل مبادرة الأمير وليد بن طلال العاجلة بتحمله تكاليف إعادة بناء المحولات الكهربائية خير دليل على تعاطف الشعب العربي مع لبنان وشعبه ومقاومته الوطنية وفي ذلك أبلغ رد على التعنت اليهودي·
كما أن تقديم لبنان شكواه الى محكمة العدل الدولية في لاهاي لإلزام إسرائيل بدفع تعويضات مالية أفضل بكثير من الشكوى لمجلس الأمن والتي دائما تجد قرار النقض (الفيتو) الأمريكي جاهزا هناك لإجهاض أي مشروع إدانة للعدو الصهيوني·
ويبقى السؤال إن كان هذا الاعتداء الإسرائيلي يستطيع توحيد الرؤية العربية وبخاصة الشعبية تجاه الاستمرار في مقاطعة إسرائيل والضغط على الحكومات العربية لإلغاء ما يسمى بمعاهدات السلام· |