أعتقد أن الجائزة التي حصلت عليها شركة البترول الوطنية كأفضل مؤسسة حكومية عربية متميزة لا يعكس الواقع الحقيقي للشركة، فهي قد فازت بالجائزة عن طريق تشكيل فريق عمل يقوم بإعداد الوثائق والتقارير التي تدعم ترشيح الشركة لنيل الجائزة وبالطبع فريق العمل يتكون من أعضاء يعملون في الشركة وبالتالي يقوم بعمل محدد وهو تجمـــيل صورة الشركة ولن يعكس الصورة الحقيقية والسياسات وأســـاليب العمل المطبقة بالفعل، فالمطلوب من فريق العمل ليس الحقيقة إنما المنافسة والحصــول على الجائزة وهذا ما تم·
من خلال معرفتي وعلاقتي بالكثير من الزملاء العاملين في شركة البترول الوطنية ومن خلال الشكاوى التي تقدم لنقابة العاملين بالشركة وحالة التذمر التي تسود أوساط العمل أكاد أجزم بأن هذه الجائزة لا تعكس واقع العمل بالشركة وأن كنت أتمنى غير ذلك بالطبع وهو حصول الشركة على الجائزة بكل جدارة واستحقاق، وخلق جو من الشعور بالرضاء والمشاركة بين صفوف العمال·
لقد عملت مع الكثير من أعضاء نقابة العاملين في شركة البترول الوطنية وكنت قريبا منهم وأستمع لهمومهم ومشاكلهم وطريقة تعامل إدارة الشركة معهم، وما الحوادث الصناعية والانفجارات التي حدثت لمصافي الشركة وتأخير حصول العمال على حقوقهم وترقياتهم إلا دليل مباشر على حالة التردي·
فحتى تكون الجائزة مستحقة وتعكس الواقع بصدق وشفافية يجب أن تكون هناك لجنة تتشكل من أعضاء من النقابة ومن إدارة الشركة ومن جهة محايدة من خبراء إداريين وفنيين تقوم بمهمة إعداد الوثائق والتقارير التي تقدمها الشركة ومن قبل مقدم الجائزة تأتي لجنة وترى الأوضاع على أرض الواقع وتقوم بجولات على الإدارات والمصافي وتأخذ آراء عينات عشوائية من العمال وتزور نقابة العمال وتستمع لوجهات نظر ممثل العمال، بعد ذلك يمكن لنا أن نبارك للشركة حصولها على الجائزة بعد أن تجتاز كل هذه المراحل أما غير ذلك لا تعدو كونها جائرة والسلام·
ü يخرج الوزير مبتسما ويتلقى التهاني وتنهال عليه القبلات والاتصالات وكأنه منتصر فعلا وناجح في إدارة أعمال وزارته، والسبب أنه لم تطرح به الثقة في جلسة الاستجواب، أستغرب الفرحة والابتسامة والتهاني لأن الوزير يعلم - قبل الجلسة وحتى بعد تقديم طلب طرح الثقة - النتيجة مسبقا!
nayef@taleea.com |