| نستكمل هذا الأسبوع محطاتنا في ذكرى نكبة فلسطين، فقد حذرت منذ أيام مؤسسة "الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية" من تصاعد التهديدات بنسف المسجد الأقصى من جانب متطرفين يهود مدعومين من قوات الاحتلال حيث قالت المؤسسة إن صحيفة "هآرتس" العبرية نشرت تحقيقا موسعا عن نية جماعات دينية متشددة لتنفيذ هذه العملية الخطيرة·
وتأتي هذه التهديدات في ظل حالة مأساوية تعيشها المدينة المقدسة منذ احتلالها عام 1967 حيث تعرض المسجد الأقصى للحرق عام 1969 والكثير من محاولات الحرق والتدمير وتنفيذ المئات من الحفريات وأعمال التنقيب تحت الآثار التاريخية للمدينة والتهديد بتدمير المسجد بالمتفجرات وترويع المصلين الآمنين وإطلاق النار عليهم وكذلك، تعرض المسجد للتدنيس من قبل قوات الاحتلال مرات كثيرة كان أخطرها قيام الإرهابي "شارون" بزيارة الحرم القدسي مما أدى لتفجر الانتفاضة المباركة المستمرة الى اليوم·
وهذا الوضع الخطير الذي تشهده المدينة المقدسة يتطلب وقفة جادة وتدخلا حازما من العرب والمسلمين للمحافظة على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ومحل عروج رسولنا الأكرم للسماء في المعجزة الإلهية الخالدة·
كما أننا في ذكرى النكبة نستذكر مجزرة "دير ياسين" المروعة والتي كانت حلقة من حلقات الإرهاب الصهيوني المروع إبان تأسيس دولته الغاصبة حيث كشف أحد المؤرخين الصهاينة في كتاب صدر له أخيرا جوانب أخرى من هذه المجزرة وهي شهادة موثقة لكونه كان شاهدا عليها آنذاك·
يقول "منير يعيل" وهو أحد مؤرخي الجيش الصهيوني "اتفقت مع قائد الهاغاناة على دخول البلدة متخفيا وبحوزتي كاميرا فشاهدت ما جرى وقمت بتصويره وقمت بكتابة التقرير الرسمي السري الوحيد عما حصل وقد أوضحت فيه كيف انتقل عناصر الايتسل والليحي منذ ساعات الصباح الباكر من بيت الى بيت وقتلوا ساكنيها بأسلحتهم من دون تمييز وحتى اليوم لا أستطيع أن أمحو من ذاكرتي مشاهد القتل الوحشية ولا تزال محفورة بذاكرتي صورة سيدة كانت مقتولة وسط بركة من الدماء وبجوارها طفليها والرصاص اخترق جسديهما الملقيين على أرضية البيت، كما أذكر قيام عناصر المنظمتين بإلقاء الكثير من الجثث في الآبار المنتشرة في ساحات المنازل، وأنا كيهودي أخجل مما حصل وتراودني مشاعر ندم وتدمع عيناي في كل مرة أستذكر المذبحة"·
ختاما، بعد هذا العرض الموجز والسريع، ألم يحن الوقت ليخجل المهرولون نحو سلام زائف مع اليهود من أفعالهم المشينة هذه؟!!
abdullah.m@taleea.com |
