| على الذي وافق على إقامة مشروع أم الهيمان السكني - رغم كل ما طرح من أنها منطقة ملوثة وغير صالحة للسكن - أن يبدي رأيه بكل وضوح وأن يتقدم الصفوف للدفاع عن رأيه وإثبات خلو المنطقة من التلوث، سواء كان من الجانب الحكومي أو الجانب التشريعي·
شخصيا لا أرى الحل في إخلاء المنطقة من سكانها أو تعويضهم لأن كل الشركات النفطية في دول العالم تقوم ببناء سكن لعمالها قريب من مواقع منشآتها الصناعية لكنها تعمل بما يمليه عليها قانون البيئة والتلوث بإجراء كل الاحترازات لمنع وقوع أي ضرر وخطر يمكن أن ينتج ولو بنسب ضئيلة ويتم معالجة أي تهديد عبر تطبيق أنظمة صارمة للأمن والسلامة والصحة المهنية وإجراءات الكشف الدوري المستمر للمناطق المحيطة بالشركات ونشر المعلومات ليقرأها المواطن بكل شفافية دون اعتبارات سياسية أو اقتصادية معينة، فالمطلوب أن ينظر لهذه المشكلة نظرة موضوعية خالية من المزايدة السياسية والكسب الانتخابي، والتأكيد على أن الهدف هو إيجاد العلاج الناجع للمشكلة عبر اللجان والمختصين والاطلاع على تجارب الآخرين ممن سبقونا في هذا المجال، دون أن نصنع من هذه القضية كما قضايانا السابقة مجالا رحبا للصفقات والتكسب والمناورة والترزق دون أن نجد في نهاية المطاف حلا لمشاكل أهالي أم الهيمان·
في الوقت الحالي يجب الاهتمام ودراسة الوضع الصحي والبيئي للمناطق المحيطة بمنطقة الشعبية الصناعية (أم الهيمان، الفحيحيل، الأحمدي) وغيرها من المناطق القريبة، عندها يستطيع صناع القرار والمراقبون والمسؤولون وضع النقاط على الحروف لكن دون تسويف وبمصداقية وبوضوح وبنشر نتائج هذه الدراسات التي تشارك فيها أطراف حكومية عدة ونيابية وأهلية، وأطراف من مؤسسات خارجية دولية معتمدة ومعاهد عالمية تعنى بشؤون البيئة، فقد يكون من نتائج هذه الدراسات أن المصانع تنفث سمومها للمحيطين بها دون أن تؤثر على العاملين بها بحكم أن الغازات والأبخرة والدخان الناتج عن عملياتها ينتشر عبر عوادمها وأبراجها الى مناطق أبعد من حدود منطقة العمليات، وقتها يمكن وضع الحلول الفنية المناسبة للقضاء على هذا التلوث والتركيز على شركة إيكويت التي تعد من أكثر الشركات في منطقة الشعيبة الصناعية إضرارا بالبيئة·
nayef@taleea.com |
