لقد كان هاجس الخوف والقلق مستمرين، ففي كل مرة يتخذ القرار لإقامة المعرض التشكيلي للفنانين العراقيين ويحدث ما لم يكن بالحسبان فيؤجل، وما أن طل يوم الأحد الموافق 29/5/2004 والذي كان هو تاريخ بحسم لإقامة هذا المعرض الأول تحول هذا الخوف إلى فرح عارم، نعم لقد كان فرحا بحق، فهذا العرس الثقافي الذي لا يمكن أن ينسى وقد قام على جهد ذاتي بسيط وإمكانات بسيطة فسيكون نقلة نوعية في عمل لجنة التآخي، وهذا يدعونا أن نشمر عن السواعد لقيام عمل أكثر شمولية وسعة، فتحقيق التقارب وردم الهوة واختراق دوائر الحضر الموهومة لا يم إلا بمثل هذه الأعمال الرائعة* فالمعرض الذي احتوى على أكثر من مئة عمل وحمل توقيع أكثر من ثلاثين فنانا، كان تظاهرة حملت بصمات التآخي والمحبة، كما أن حضور قمة الهرم التشريعي في الدولة وكبار الشخصيات الوطنية والجمهور الغفير أعطى للافتتاح هيبة وأهمية في آن واحد، وما أثلج صدورنا هو هذا الحضور الدبلوماسي والإعلامي الكبير والذي إن دل على شيء إنما يدل على صحة ما شرعت به أيادي الخير وحاملو لواء لم شمل هذه الأمة، لقد كان هذا المعرض وهذا التجاوب لهو رد شاف على تلك الأصوات النشاز التي ما فتأت تحمل أنباء الشعبين مسؤوليات لا تجد لها صدى إلا في نفوسهم وفضائياتهم المريضة* نعم لقد كان الجهد الذي قام به فريق العلاقات الشعبية واضحا، ولولا تكاتف أعضاء هذا الفريق لما ظهر هذا العمل بهذا الشكل، ولما وصل إلى هذه المرحلة من النضوج* فالشكر كل الشكر لكل من شارك وساهم في دفع عجلة هذا العمل إن كان ماديا أو معنويا، كما أود أن أشير بالجهد الذي بذلته سفيرة المرأة الكويتية السيدة لولوة الملا على تخصيصها لجهد ووقت فاق قدراتها، كما لا أنسى بأن أشكر رفيقتي اللتين أشرفن على المعرض وهن السيدة بأن الخشاب والأستاذة منى الحمر* وفي الختام علينا ألا نجعل استراحة المحارب تطول، فاستمرارية العمل هي الحياة، لهذا الفريق بشكل خاص وللجنة التآخي بشكل عام، فها هو العراق يتعافى فلتكن صلاتنا متواصلة ولتكن مبادراتنا أوسع بسعة الطموح الذي نملك·