رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 21 ربيع الآخر 1425هـ - 9 يونيو 2004
العدد 1631

بلا حــــدود
كرتون أم واقع؟
سعاد المعجل
suad.m@taleea.com

حادثة الخبر في المملكة العربية السعودية، وكما أشارت "الطليعة" في تعليقها في العدد الماضي، أثارت الكثير من التساؤلات حول قدرات قوات الأمن وكفاءتها من ناحية واحتمال اختراقها من قبل المنظمات والجماعات الإرهابية من جهة أخرى·

لقد بقيت المملكة العربية السعودية والى ما قبل أزمة الغزو العراقي للكويت، شبه مغلقة ومحصنة عما يحيط بها من أحداث سياسية بدءا بالمد الديمقراطي، ووصولا الى حوادث العنف السياسي من تفجيرات وغيره، بل وحتى حين وقعت أحداث مكة الشهيرة في العام 1979، يوم أن تحصن "جهيمان" ورفاقه خلف أسوار الحرم الشريف، فإن سيطرة المملكة على الوضع آنذاك أعادت من جديد صورة القلعة المحصنة ضد تداعيات الأحداث السياسية من حولها، وعندما أعلنت الثورة في إيران عن مخططها ومشروعها الرامي الى تصدير ثورتها الى خارج إيران، بدت المملكة السعودية كأكثر دول المنطقة حصانة ضد المشروع الخميني، وقد عززت المملكة تلك الحصانة بدعوتها لإعلان مجلس التعاون الخليجي في إشارة واضحة الى عزل إيران وإقصائها عن دائرة الدول الخليجية·

لا أعلم إذا ما كان بالإمكان القول بأن غزو العراق للكويت قد أشعل فتيل الفتنة الكامنة في السعودية أم لا، فتسريب المعلومات من داخل المملكة كان والى وقت قريب شبه مستحيل، لكن ما توافر من معلومات للعامة حول بعض الأنشطة السياسية المخالفة للأعراف في السعودية يقول إن البدايات جاءت في أعقاب ما خلفه غزو النظام العراقي من إرباك لكل مجريات الأمور في المنطقة، كانت البداية مبهمة بعض الشيء من خلال مطالب مجموعة دعت الى تطبيق مبادئ حقوق الإنسان في السعودية، وأحد أشهر أفراد تلك المجموعة "المسعري" المقيم حاليا في بريطانيا لتتوالى فيما بعد العرائض الموقعة من مواطنين سعوديين والمطالبة بتفعيل الديمقراطية ومؤسساتها في المملكة، ولنصل الآن بعد أكثر من عقد على الغزو العراقي للكويت الى ما تشهده المملكة من عسكرة عنيفة للمطالب السياسية·

انتشرت قبل الحرب الأخيرة على العراق التي أسقطت نظام صدام حسين، رسالة إلكترونية تصور كل الاحتمالات المتوقعة في حال شنت الولايات المتحدة الحرب على العراق، وتسرد تلك الرسالة الإلكترونية من خلال مشاهد كرتونية احتمالات ترحيل الأزمة أو المعركة من العراق الى سائر دول المنطقة، كان من أبرز اللاعبين في تلك الرسالة نظام القاعدة الذي توزع أفراده فوق الخريطة الافتراضية التي جاءت في تلك الرسالة الإلكترونية بشكل مخيف وإن كان يوحي عن درجة عالية من التنظيم والتواصل الدقيق الذي يربط كل فصائل تنظيم القاعدة من باكستان وأفغانستان والى السعودية·

كما يقدم هذا الشريط الإلكتروني الكرتوني تفصيلا افتراضيا ولكن دقيقا أيضا لتصريحات الإدارة الأمريكية تجاه تلك التداعيات·

بقي ذلك الكرتون الافتراضي احتمالا بعيدا ومبالغا فيه ومتشائما الى درجة كبيرة، خاصة في ظل السهولة التي تم فيها إسقاط نظام صدام حسين، ومن ثم إخضاع بغداد لسلطة القوات الأمريكية والبريطانية، ثم جاء الهدوء النسبي في العراق في أعقاب انتهاء الحرب، وما تبعه من عودة للحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في كل أرجاء العراق، ليلغي من الأذهان تلك الاحتمالات المخيفة التي جاءت في تلك الرسالة الإلكترونية الكرتونية، لكنها اليوم تعود وبشدة، بل إن الأحداث التي شهدتها المملكة العربية السعودية أخيرا تبدو شبه متطابقة مع ما تنبأت به تلك الرسالة·

نحن قطعا لا نريد أن نكون أكثر تشاؤما من تلك الرسالة الإلكترونية، لكن تداعيات الأحداث في المنطقة وخاصة في المملكة العربية السعودية لا توفر منفذا يدعو للتفاؤل، فالخوف من تصدير العنف والتطرف والدولة الدينية من إيران، أصبح قادما من السعودية حين خرجت منها فلول القاعدة لتنشر الذعر والعنف في العالم بدءا بالسعودية التي أصبحت تعاني ما تعاني من إرهاب وتفجيرات، ووصولا الى العراق الذي يتفنن فيه تنظيم القاعدة في ممارسة كل أنواع التفجير، والإرهاب ونحر المدنيين، وغير ذلك من سلوك إرهابي يتستر بالدين وبالعقيدة·

لا نريد أن نتوقف طويلا عند إدانة مظاهر العنف التي سيطرت على المنطقة، فسواء كانت جزءا من تداعيات الغزو العراقي للكويت، أو بسبب الانغلاق السعودي عن مسايرة المد الديمقراطي وسواء كان تصدير العنف من إيران أو من السعودية فإن ذلك لن يوفر حلولا، المطلوب الآن أن تصل المجتمعات السياسية في المنطقة الى نقطة الوعي بأزماتها أولا، وإدراك تبعاتها وأخطارها وهو أمر لم تدركه الأنظمة السياسية بعد أو بمعنى آخر لا تريد أن تدركه، ويبدو ذلك واضحا من تصريحات المسؤولين سواء في الكويت أو في السعودية أو غيرهم من دول أصبحت في وجه مدافع العنف الهائجة، فالوعي بالأزمة يشكل نصف المسافة نحو التعامل معها بصورة حازمة وقاطعة، وذلك قبل أن يتحول العنف الافتراضي الذي جاء في الرسالة الإلكترونية، الى واقع أسود يدمرنا جميعا·

 

suad.m@taleea.com

�����
   

تداول السلطة:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
كرتون أم واقع؟:
سعاد المعجل
قراءة في معرض لجنة التآخي:
محمد جواد عبدالجاسم ü
السفر والإرهاب:
محمد بو شهري
أنا أهم شيء في هذا الوجود:
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
عندما يغيب القانون!:
فهد راشد المطيري
تجديد الخطاب!:
عامر ذياب التميمي
أم الهيمان وشركة إيكويت:
المحامي نايف بدر العتيبي
الإرهاب الآثم:
يحيى الربيعان
رأي في الجدل الدائر حول حديث "ما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة":
زيد بن سالم الأشهب
زيادة الرواتب:
عبدالخالق ملا جمعة
حقا المشاركة السياسية وتوريث الجنسية للمرأة:
د. جلال محمد آل رشيد
"العنف" أصل متجذر:
عبدالله عيسى الموسوي
انتصار الرياضة العراقية:
حميد المالكي
الحوار الفلسطيني الداخلي:
رضي السماك