رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 12 جمادى الأول 1425هـ - 30 يونيو 2004
العدد 1634

خطوط حمراء
زيد بن سالم الأشهب

يتوهم البعض أن الكاتب في بلادنا يستطيع أن يكتب بحرية مطلقة كل ما يتراءى له من أفكار وآراء وخواطر·· هذا الوهم نابع من الإعلان والإعلام الرسمي أن هناك ديمقراطية وحرية رأي وحقوق إنسان وما الى ذلك·· نعم كلها موجودة ولكن بقدر يسير، صحيح أنه أفضل مما في الدول العربية ولكنه لا يكفي للإبداع والتطور·

هناك خطوط حمراء لا يجوز لأي كاتب أن يتجاوزها في كل بلاد العالم·· سواء في البلاد الديمقراطية أو في البلاد المتخلفة، ولكن هذه الخطوط تتفاوت في مستواها حسب مستوى حرية الرأي المتوافرة·· ففي البلاد المتخلفة تبدأ هذه الخطوط الحمراء عند انتقاد أي شيء حتى لو كانت حرارة الجو أو نظافة الشارع·· وفي البلاد الأقل تخلفا يمكن للكاتب أن ينتقد البلدية والمرور·· وفي البلاد الأكثر تقدما يمكن أن ينتقد الكاتب الوزارات والشرطة ووسائل الإعلام·· وهكذا حتى يصل مستوى النقد وحرية الكلمة الى السياسة والقادة والدين والمجتمع ثم يقف عند حد الشتم والتحريض والاتهام بلا دليل وهي خطوط حمراء لا تقبلها أي حرية·

وكلما اقترب مستوى الخطوط الحمراء من هذا الحد الأخير كان الإبداع والتطور أكثر وأعمق·· وكان ذلك دليلا على مستوى الحرية· لقد تعرض كثير من الكتاب الى مضايقات ومشاكل وصل بعضها الى السجن والإيقاف والغرامة·· لأنهم توهموا أن هناك تحسنا في مستوى الخطوط الحمراء، ثم فوجئوا بأن المستوى يتردى ولا يتحسن، بينما الوضع الطبيعي في أي بلد بدأ مسيرة الديمقراطية والحرية أن يرتفع باستمرار لا أن ينحدر، ولكن كيف يتم ذلك بينما الأدوات الديمقراطية لا تعطى فرصة للتطور؟ وأقصد بهذه الأدوات قوانين الانتخابات البرلمانية وقوانين الصحافة وطرق الحكم، وقد استغلت قوى التخلف ذلك للسيطرة على المجتمع ومقدراته بل تحاول أن تجهز على البقية الباقية من الحريات والحقوق·

التجربة أثبتت في كل بلاد العالم أن حرية الرأي مفيدة للقادة والسياسة والدين والمجتمع ونحن نرى بأم أعيننا الآن ما يحدث في البلاد الدكتاتورية والمنغلقة ومن سارت في ركب المتخلفين الذين يعيشون خارج التاريخ والحياة، ومن دون حرية الرأي لا تتطور الحياة ولا تتقدم الديمقراطية ولا ينتظم المجتمع ولا يستتب العدل·

قد يؤلم النقد بعض الناس أو بعض المسؤولين ولكنه ألم العلاج الذي يقضي على الأمراض والأوبئة التي لو تركت تتفشى لقضت على المجتمع برمته، ما المشكلة في أن نرتفع قليلا قليلا في مستوى خطوطنا الحمراء؟ نعطي مزيدا من الحرية في مناقشة السياسة وقادتها ومحاورة أهل الدين المتزمتين المغالين ونتخلص من قوانين الكبت والتعتيم وتقليص مساحات الحرية·

ماذا حدث للمجتمعات الحرة الديمقراطية؟ ها هي تنتج وتتنعم وتتقوى وتفرح وتتطور بينما المجتمعات الدكتاتورية تستهلك وتضعف وتحزن وتتجه للفقر·

�����
   

ديمقراطية جابر المبارك:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
خطوط حمراء:
زيد بن سالم الأشهب
الإصلاحان اللذان لا ينفصمان!:
د·أحمد سامي المنيس
الشيخ محمد عبدالله المبارك
·· لا تلوموني فيه!!:
عبداللطيف الدعيج
حلقات الذكر وحلقات الفكر(3):
فهد راشد المطيري
البدون بنظرة عادلة:
المحامي نايف بدر العتيبي
لا تقرأ هذا المقال بعد السفر(1):
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
قصة الدوائر والإصلاح!:
عامر ذياب التميمي
سياسات عربية عمياء:
عويشة القحطاني
مشروع خطير لتقسيم العراق!:
أ•د•عبدالمالك خلف التميمي
الحكومة ونوابها·· مَن "يستعرّ" ممن؟:
د. جلال محمد آل رشيد
"عرفات" واللعب المزدوج:
عبدالله عيسى الموسوي
هل ينوي مجلسنا أن يحل نفسه بنفسه؟!:
عبدالخالق ملا جمعة
الوحدة وتسليم السلطة في العراق:
حميد المالكي
قمة "الثماني" والإصلاح العربي:
رضي السماك