يمتاز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع جابر المبارك بأنه قليل الكلام ولكنه في المقابل كثير التصريحات وبالأخص في الأوقات العصيبة وتمتاز تصريحاته بالصراحة والوضوح وطرح القضايا بشكل مباشر·
وقد تختلف مع الشيخ جابر المبارك أو توافق إلا أنه دائما يعرض النصف المليء من الكأس متجنبا النصف الفارغ ولديه قدرة جيدة على الدفاع عن الحكومة·
هذا ما فعله في الدفاع عنها بعد جلسة الدوائر الانتخابية، فهو أراد أن يرسل رسالة سياسية إلى المعارضة البرلمانية للاستمرار في المسلك الإصلاحي وعدم اليأس كون الحكومة وقفت مع الأقلية البرلمانية الموالية·
وبين للمعارضة بأن خسارتهم جولة لا تعني خسارتهم الفرص القادمة إلا أنه لم يوضح السبب الذي دفع الحكومة للانحياز إلى رأي الأقلية وما موقفه شخصيا في مجلس الوزراء من هذا الموقف الحكومي المفاجىء، وهل كان من المعترضين عليه أم أنه كان من المؤيدين؟!
ثم ما الضمانة التي يملكها بأن الحكومة لن تلجأ إلى عرقلة المشروع الإصلاحي مرة أخرى وخاصة أنها رفضت تجديد المناقشة في جلسة السبت الماضي، ولم يحضر الوزراء الجلسة بمن فيهم وزير الدفاع نفسه! وطالب المعارضة بتقبل نتيجة التصويت في جلسة الدوائر إلا أنه لم يوضح لماذا تخلت الحكومة عن وعودها بعدم التصويت إلا على أحد تصوريها ثم نكثت الوعد حين صوتت مع النواب الموالين!
دعوة الشيخ جابر المبارك ستقبلها المعارضة لأنها تؤمن بالتواصل والحوار وتبادل وجهات النظر شريطة أن يقف الوزير نفسه مدافعا عن التعديل في مجلس الوزراء، وأن نسمع له رأيا صريحا في الإصلاح وأن يكون مدافعا عن حق المعارضة في دعوة الحكومة لتكون على الحياد، وعدم الوقوف ضد الإصلاح متحلية - كما يطالب المعارضة - بسعة الصدر وتحمل المسؤولية ونتائج الديمقراطية·
متمنين على الوزير أن ينظر قليلا إلى النصف الفارغ من كأس الحكومة ليعطينا رأيه فيها وطريقة ملئها بالإصلاح· |