من أهم منغصات السفر هي المشاكل التي تصاحبه إذ مهما ازدادت خبرة الشخص في السفر فإنها لا تعفيه من الوقوع في الأخطاء التي تحوّل سفرة السياحة والترويح الى سفرة "صياعة وترويع" وتجعله يعود الى بلده وهو مستمتع ولكن بطعم اللوعة، لذا فإن الترتيب المسبق للسفر والحيطة أمران ضروريان ومن الأمور التي تسترعي الانتباه هي إعلانات شركات السفر الباهجة إذ تلجأ بعض شركات السفر الى إغراء المسافرين بتخفيض أسعار الرحلات الجماعية وإضفاء بعض العبارات الجذابة والمصطلحات الفضفاضة عليها ولكن التجارب أثبتت أنها تستخدم أرخص خطوط طيران في سفراتها وغالبا ما تضحي تلك الخطوط براحة ركابها فهي تقدم أسوأ الخدمات ولا تهتم بالركاب كما أن مساحة الكراسي صغيرة جدا وفرشها قليل السماكة لدرجة تحس فيها بأنك تجلس على أضلع من حديد أما إذا تجرأ الراكب الأمامي بإخفاض كرسيه الى أقصى الخلف فإنك حينها لن تتمكن من قراءة الصحيفة ولن تتمكن من الأكل إذ إن رأس الراكب الأمامي سيصبح بين يديك وفي حضنك وإذا رغبت أن تمارس مهنة الحلاقة فإنها أفضل فرصة للتدرب خلالها، ولا تسأل عن المضيفين فهم لن يجيبوا على زر النداء ولن يكترثوا بتلويحك ليدك أيضا كما أنك لن تحصل على أي "مخدة" إضافية أو غطاء تتلحف به من برودة الجو غير المنتظمة كما أن الكراسي خفيفة الوزن والمتانة لدرجة أن أقل رفسة من الطفل الجالس خلفك بإمكانها قفزك من كرسيك دون أن تنبس بكلمة واحدة، كما أن بعض شركات السفر ماهرة في تحصيل الأموال عن طريق ما يسمى بال "Hidden Cost" فهي تدعي بأن تكاليف الرحلة تشمل الرحلات الداخلية ومصاريف التنقل ولكن عندما تسافر معهم ستفاجأ بتكاليف أخرى لم تسمع عنها في حياتك حتى يستطيع مكتب السفريات تجميع مبالغ أخرى تضاهي المصاريف التي دفعتها للسفر، أما الفندق فاحذر من كلمة فندق درجة أولى التي تستخدمها مكاتب السفريات لتصنيف الفنادق التي يتعاملون معها إذ لا يوجد شيء في العالم اسمه فندق درجة أولى بل إن كل الفنادق مصنفة بحسب عدد النجوم وقد تفاجأ بأن الفندق ليس سوى "بنسيون" يعمل فيه شخص واحد في الاستقبال وتحميل الشنط وتحويل المكالمات، وغيرها من الخدمات عدا تنظيف الغرف فإنك ستفاجأ بأن هناك سيدة عجوز ستأتي في اليوم التالي لتنظف غرفتك ولكنها في الواقع محتاجة لمن ينظفها هي ولا تستبعد أن يكون الحمام مشتركا والشبابيك مكسورة والتكييف معطلاً ومن الأفضل السؤال عن اسم الفندق من مكتب السفريات قبل السفر والاطلاع عليه عبر الإنترنت وإذا لم تجده فهذا دليل كاف على أنه لا يليق بالسكن وللحديث بقية·
كل الملاحظات السابقة هي ملخص لمعاناة الكاتب في سفراته·
almelhem@taleea.com |