| بينما يعيش رئيس سلطة الحكم الذاتي ياسر عرفات خريف عمره السياسي خصوصا مع استمرار الحصار المفروض عليه في مقر إقامته منذ أكثر من 26 شهرا وعدم وجود مبادرات من المنظمات الدولية والدول العربية لفك الحصار وتخليصه من عزلته، فإنه اكتفى اليوم بممارسة هوايته القديمة "التصريحات الصحافية"·
ولكن الرئيس عرفات يمارس هذه الهواية بطريقة مزدوجة، فعندما يتعلق الأمر بجمهور من العرب والمؤيدين للحقوق الفلسطينية، يكون الخطاب الحازم ضد "إسرائىل" وسياساتها العنصرية هو محور المقابلة أو التصريح، بينما عندما يخاطب الجمهور الغربي عموما والمستوطنين الصهاينة على وجه الخصوص، فإن اللغة تتغير بصورة كاملة في محاولة يائسة لكسب ود هذا الجمهور الذي يعامله دائما على أنه إرهابي وحجر عثرة في طريق مسيرة السلام·
وفي مقابلة أجرتها معه صحيفة "هآرتس" العبرية في 18/6/2004م، أكد عرفات أنه يتفهم الطابع اليهودي لـ "دولة إسرائىل" وأنه على استعداد لتسويات جذرية وتنازلات كبيرة فيما يتعلق بالكثير من القضايا ذات العلاقة بالصراع·
ورأي عرفات في المقابلة إنه لا يمكن التنكر لحق "إسرائىل" في الوجود والعيش في سلام وأمان بين جيرانها وأن تكون دولة طبيعية ذات حدود آمنة·
كما قدم عرفات في مقابلته المثيرة هذه تنازلات كثيرة داخل مدينة القدس المقدسة ضاربا عرض الحائط بالثوابت الدينية والقانونية للعرب في هذه المدينة·
أما فيما يتعلق بقضية اللاجئين، فقد أكد عرفات أنهم لا يريدون العودة لديارهم التي طردوا منها وقال: "اللاجئون الفلسطينيون يعيشون اليوم في عدد كبير من الدول في الأردن ومصر وأوروبا وألمانيا، وهؤلاء لن يعودوا"·
وشدد في نهاية المقابلة على أنه سيقف بحزم وقوة ضد حركات سياسية تمارس الكفاح المسلح ضد دولة إسرائيل·
خلاصة الحديث تؤكد أن عرفات منذ أن انتهج النهج السلمي - المُذل - في المواجهة مع اليهود فإنه فقد أهليته، لأن من يتنازل عن أرضه ومقدساته لا يستحق أن يكون على رأس الدولة· |
