| تتراود على أذهاننا، نحن معشر شعوب الدول النامية، كلمة إصلاح، ويكثر الجميع عن قصد أو دونه في استخدامها أينما حل ورحل، ففي تصريحات المسؤولين يأتي هاجس تلك الكلمة لكي يطلقوها كالرصاصة دون مراعاة لمفهومها وانعكاساتها على أمور حياتنا، فهذا يتكلم عن الإصلاح السياسي، وآخر عن الإصلاح الاقتصادي، وغيره عن تطوير المناهج التعليمية إلخ· والحبل على الغارب·
قليل من الالتفات إلى واقعنا المزري يكفي لكي نعي ما نحن عليه من أزمة حقيقية، فكيف لنا نرفع شعار الإصلاح ونحن في آخر قاطرة التطور؟ ومن أين نأتي بأرضية صالحة نستطيع بها استيعاب تلك الإصلاحات المزعومة وفي ثنايانا من يربي فكر الاستبداد اللاهوتي؟ أليس هذا عبثاً بمقدرات الأمة حين يسمح للبعض بأن يشرع ما يشاء باسم الرب والرب منه براء؟ تعتيم وتكميم الجنسين في جامعة الكهنة الكويتية، وتفصيل وتقنين مبطن لتشريعات وقوانين تسن لوأد البسمة على وجوهنا العابسة من شدة مصادرة البهجة على مقلتينا، وبعد هذا وغيره الكثير يكشر عن أنيابه فرحا مبشرا بعملية الإصلاح تلك!! يا للهول!!
تقول سيمون دوبفوار صاحبة مؤلفات "قوة العمر": "لا يمكن لقوة بأن تستمر في عطائها دون تحديد أدنى لمسؤولياتها التامة" والمقصود بالقوة هنا هي ثورة الشعوب وأحقيتها في امتلاك أدوات المعرفة الفكرية دون وصاية أو مصادرة، وهذا لعمري ما يتناقض وواقعنا الفكري الحالي، حتى سلمنا أمرنا لكهنة لا تعي من أمر الفكر سوى التزمت والمزيد منه، لذا لتكن هذه رسالة مخلصة لمن يدعي الإصلاح بأن ينشل نفسه وينشلنا معه الى واقع جدي أكثر، فيه نقيس الأمور من منظار الحكمة والرؤية الجريئة في نقد لما نحن عليه من ركود وخنوع لم نحصد منهما سوى الهزيمة والمزيد من الهزائم آت، إن لم نخرج الى العالم الحر، والى الشمس الدافئة لكي نتخذ لنا بها موقعا قبل أن يفوت الأوان، وحينه لن ينفع لنا صوت، ولسوف نغرد وحدنا وبنشاز خارج السرب· |
