العادات والتقاليد أمور متغيرة وغير ثابتة، "عاداتنا وتقاليدنا" منذ 200 سنة غيرها اليوم والعالم اليوم غيره بالأمس، وحدها "القيم والمفاهيم" الإنسانية هي الأصل لكل زمان ومكان، الحرية والعدالة والمساواة مفاهيم إنسانية من الواجب السعي إليها وتحقيقها حتى ينعم العالم بالسلام، هذا ما يقره الإسلام، في العلاقات الدولية لا يوجد عدو دائم أو صديق دائم، بل مصالح دائمة، هذا ما تشير إليه الحقائق والوقائع الدولية "العراق خير مثال"·
ما يثار اليوم عن الغزو الأمريكي لما يسمى بالشرق الأوسط فيه الكثير من خلط للأوراق، نسمع من هذا الطرف "وجوب عدم المساس بالثوابت والخصوصية، والعادات والتقاليد"، ونسمع من الطرف الآخر "مكافحة الإرهاب" من خلال نشر الديمقراطية والحرية وضرورة مواكبة "العالم المتحضر"·
نفهم الموقف الأخير على ضوء ما تقدم من تعريف لطبيعة العلاقات الدولية بغض النظر عن الغطاء الأخلاقي والقانوني البراق، أما الإصرار على عاداتنا وتقاليدنا وثوابتنا وخصوصيتنا فهذا ما لا نفهمه، عادات وتقاليد وثوابت وخصوصية تحاول الالتفاف على القيم والمفاهيم الإنسانية الأصيلة! تارة باسم الدين وهو بريء منها، وتارة باسم الوطن وهو الذي لا يستقيم إلا بترسيخ هذه القيم والمفاهيم ذاتها· |