رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 28 محرم 1426هـ - 9 مارس 2005
العدد 1668

ثقافة "التوتسي" و"الهوتو".. كيف السبيل للخلاص منها؟!
رضي السماك
* ???? ??????

إلى سنوات قليلة خلت من العقد الأخير من القرن الآفل ظلت المذابح والمجازر المتبادلة بين قبيلتي "التوتسي" و"الهوتو" في رواندا والتي هزت العالم هزا هي المثال الأكثر سطوعا وشهرة للتندر والاستغراب لما تخللها من بشائع ولاتساع أعداد ضحاياها الذين قدروا بنحو مليون إنسان قتلوا في بضعة أيام معدودة بأحد الوسائل والطرق كالسواطير والفؤوس·

وإذا كان يمكن تفهم دوافع وظروف وقوع تلك المذابح الوحشية في ذلك البلد الإفريقي البدائي الفقير المغرق في التخلف فإن ما لا يمكن فهمه أن تظهر على واحدة من أكثر الأراضي التي ولدت عليها أعرق الحضارات البشرية المتعاقبة تقدما وصولا إلى الحضارة العربية الإسلامية فالنهضة الثقافية والفكرية والعلمية المعاصرة ألا وهي "أرض الرافدين" مثل هذه الممارسات البربرية الغبية التي أخذت تضاهي ممارسات "التوتسي" و"الهوتو" في الهمجية والانحطاط ولعل أبرز نماذجها المتكررة اختطاف المدنيين الأبرياء من أجانب وعرب وعراقيين وجزر رؤوسهم بدم بارد على مرأى من العالم أمام الكاميرا، أو تفجير أماكن تجمعات المدنيين في الأسواق والشوارع أو المؤسسات المدنية أو الدينية والتي كان من آخر حلقاتها الحادثان الانتحاريان التفجيريان بسيارتين ملغومتين كل على حدة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة وهما الحادثان اللذان راح ضحيتهما عشرات الأبرياء المدنيين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في السياسة والاحتلال·

والمصيبة أن مثل هذه الفظائع من الممارسات البهيمية المنحطة ترتكب باسم الإسلام و"الجهاد" ضد الاحتلال، والإسلام والجهاد منها براء، وحتى ما شهده لبنان من حرب أهلية مجنونة مدمرة على مدى عقد ونصف العقد أكلت الأخضر واليابس وبالرغم من أنها طالت أو استهدفت المدنيين في الكثير من محطاتها وفصولها فإنها لم تشهد مثل تلك المسلكيات البربرية إذ كانت للحرب اللبنانية قوانينها ومنطقها الداخلي المفهوم في مبرراتها حتى في فصول تجاوزاتها الجنونية، وإن التقى أمراء ميليشيات الحرب الأهلية اللبنانية مع أمراء الجماعات الإرهابية بالعراق في قتل المدنيين على الهوية الطائفية أو الدينية·

والمشكلة أيضا أن قادة هذا النهج الاستئصالي يتوهمون بأنهم يستطيعون بهذه الممارسات البربرية استئصال تعدد الرؤى والتيارات السياسية في كيفية إنهاء الاحتلال وبناء العراق الجديد وتسييد رأي واحد ينسجم مع أهوائهم السياسية بينما هي لا تفضي سوى إلى تقوية مناخ الانقسامات والنزاعات الطائفية·

والملفت المدهش في الأمر أن يضحي أناس بأرواحهم لارتكاب هذه العمليات الانتحارية ضد المدنيين الأبرياء، فإذا كان يمكن تفهم اختلاف الفلسطينيين والعرب وقوى حركة التحرر العربية على هذا النوع من العمليات ضد اليهود المدنيين في إسرائيل فهل يجوز الاختلاف على إدانة ممارستها بحق المدنيين العراقيين الأبرياء؟! هنا نصل إلى بيت القصيد في تفسير هذه الممارسات السادية من الفظائع في العراق فلا يمكن أن يفتدي إنسان بحياته ليرتكبها ويعتبرها جزءا من واجبه "الجهادي" الديني إلا بعد عملية غسل مخ له وإعداد وتعبئة دينية جهادية خاطئة توغر صدره بما فيه الكفاية حقدا وبغضا ضد ضحايا عمليته الأبرياء المدنيين الذين قرر مقدما الاستشهاد في سبيل إبادتهم·

ويخطىء من يظن أن ثقافة تعبوية "جهادية" مريضة كهذه هي قاصرة على العراق فقط بل هي تتغلغل بدرجات متفاوتة في بنيتنا الثقافية الاجتماعية المعاصرة من المحيط إلى الخليج متداخلة مع مواريث ثقافة طويلة من الاستبداد والقمع للأنظمة والأحزاب والأفراد والجماعات السياسية والقبلية والدينية المتطرفة في مقت الآخر والتعددية بمختلف أشكالها السياسية والثقافية والدينية والمذهبية·

إن الحلول الأمنية لمواجهة شرور ثقافة "التوتسي" و"الهوتو" وإن كان لابد منها ما هي إلا حلول ترقيعية موقتة لن تستأصل هذه الثقافة من جذورها في بنيتنا الاجتماعية العربية، إذ لابد من تضافر الجهود لنضال دؤوب جماعي على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية والاجتماعية رسميا وشعبيا حتى نصل إلى عالم عربي جديد خال من ثقافة "التوتسي" و"الهوتو"·

�����
   
�������   ������ �����
قضية المرأة البحرينية
الإرهاب وصناعة "المجانين"!
قراءة أولية في الانتخابات العراقية
بئر الحرمان
أقوى دول العالم.. أغباها!
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة
من الأخطاء القاتلة للحركة السياسية البحرينية
اعتذار متأخر جداً!
فرنسا و"المنار"
العرب في ثلاث قوائم عالمية
الفساد الإفريقي والطفرة النفطية
كوبا بين التكيف والانهيار
مغزى فوز "ماثاي" بنوبل للسلام
كم يبدو العالم جميلا بتعدديته الثقافية الإنسانية؟!
القانون الأمريكي بعصمة اليهود!
قدسية العلم الوطني
دروس إغلاق "العروبة" البحريني
حماية المستهلك في البحرين
الزهور والظلام
  Next Page

النكبة الرابعة:
عبداللطيف الدعيج
كافر أصلي.. وكافر صناعة تايوان!:
أحمد حسين
دلع الموالين:
د.عبدالمحسن يوسف جمال
منطق سوار الذهب:
سعاد المعجل
أسهل اختبار:
أحمد المهنا
أيها الكهفيون..لا تجهضوا حقوق المرأة:
محمد بو شهري
تجربة أوكرانيا:
أ.د. إسماعيل صبري عبدالله
حقوق المرأة وحسمها؟:
عامر ذياب التميمي
آه على المجلس:
على محمود خاجه
مواضيع الساعة.. المرأة والصحافة:
مسعود راشد العميري
نواب.. أم تجار دين؟:
د. سامي عبدالعزيز المانع
الديانة المنحرفة:
عبدالله عيسى الموسوي
التاريخ يحمي حقوقها السياسية.. من سهام أبو رمية:
علي غلوم محمد
حوار أم جسوم مع نائب:
فيصل عبدالله عبدالنبي
وزير يعمل ويخطئ:
عبدالحميد علي
ثقافة "التوتسي" و"الهوتو".. كيف السبيل للخلاص منها؟!:
رضي السماك