يتحفنا هذه الأيام نواب دينيون وقبليون بمواقفهم المضحكة، وأقصد هنا موقفهم من قضية حقوق المرأة السياسية· كانوا في السابق يرهبون عقول العامة بحرمة دخول المرأة البرلمان، وأنه عار على الكويتي والكويتيين أن تخوض المرأة في وحل السياسة!! أما الآن عندما أحسوا بأن قانون المرأة قاب قوسين أو أدنى من التطبيق على أرض الواقع، ارتعدت فرائصهم وصاروا يبحثون عن مخارج تجلب لهم أكبر قدر من الغنائم، وهم الآن بين نارين، بين الخوف من انقلاب كوادرهم عليهم وسقوطهم في الانتخابات القادمة إذا ما وافقوا على المشروع، وبين أمنية التكسب انتخابيا وسياسيا من المرأة والمجتمع بأسره·
ما يعنينا هنا كيفية الانقلاب المفاجيء لهؤلاء النواب في تخليهم عن مواقفهم السابقة المتدثرة بعباءة الدين، والآن أصبح الدين لا يعنيهم في شيء، يتبين ذلك جليا عندما يصرح أحدهم بأن تصويت أي من نواب الدوائر الخارجية "قبلي" مع حقوق المرأة، يعني بالضرورة سقوطه في الانتخابات القادمة، وليس سقوطه عند الله كما كانوا يدعون!! ويهذي آخر بالظروف الاجتماعية والسياسية للبلد التي تمنح تلك الحقوق، ويأتي أحد النواب المراهقين سياسيا "يرمي" بالفتاوى في عنوان ندوته "ليس للمرأة حقوق سياسية"، ونحن نسأل من أنت حتى تقرر ذلك؟!
ما هم إلا ثلة من تجار الدين، تعروا وأصبحت مصالحهم الفردية هي المهم والأهم، كانوا يتهمون معارضيهم وخصومهم بمن لا يفقه بالدين، بل بمن ليس له دين، وكانوا يمارسون الإرهاب الفكري على المجتمع باستغلالهم للدين واجهة لهم يصدون أي رأي معارض لهم ويرمون بالضلال المبين، وبكل سهولة تبين دناءة الهدف والغاية هذه الأيام·
وعلى الشعب الكويتي أن يشهد على تلاعب مثل هؤلاء بالدين، والوقوف على تلك الحالة التي لابد لنا أن نأخذ منها موقفا شعبيا، ربما في الانتخابات القادمة، أو من خلال رفض هذه الزمرة اجتماعيا وسياسيا، فما يفعله تجار الدين ومن وراءهم افتراء على الدين وعلى المجتمع، ولا أدري ماذا أسمي ما يفعلونه، أهو نفاق أم كذب، أم تلاعب أم سياسة قذرة؟! الله أعلم بما تخفيه الصدور· |