في البداية أود أن أعترف أنني لست من محترفي الكتابة الصحافية أو من هواة الكتابة بالمنتديات التي تعج بها الشبكة الإلكترونية ولكن بكل أمانة وصدق إن ما نراه اليوم ونسمع به في حياتنا اليومية عن الفساد المنتشر في البلد يجعل الفرد، وأنا منهم، لا يكتب مقالة بل يؤلف مجلدات ضخمة لهذه القضية التي أكلت الأخضر واليابس بهذا الوطن· وخير دليل ما قرأته في إحدى الصحف يوم الثلاثاء الموافق 2005/11/15 عن قيام اثنين من ضباط وزارة الداخلية (مو حرس ولا جيش) بضرب فرد من أفراد الشرطة بسوق السالمية لقيامه بمخالفة سيارة أحدهما لأنه أوقفها بمكان ممنوع الوقوف وقد تناسى هذان الضابطان بأنهما أقسما بالمحافظة على القانون والذود عنه بل اعتبرا نفسيهما فوق القانون بل قاما مشكورين بإهانة الشرطي أمام الملأ بالضرب والشتم لأنه نفذ القانون· (الصراحة غلطان)· وما قاما به من فعل مشين أمام الملأ هو ما يدل برأيي على أنهما مسنودان إما من قيادي في الوزارة أو نائب من نواب النكبة في مجلسنا الحالي· لأن من يقومون بهذا الفعل وأمام خلق الله لابد أنهم قاموا بأفعال مشابهة في الماضي ولم يكن هناك حسيب ولا رقيب على أفعالهم حتى صار في قناعة أنفسهم أنهم فوق كل القوانين لا بل يقدرون أن يدوسوا ببطن وكرامة القانون· ولا نستغرب إن سمعنا بعد أيام أن الضابطين مازالا على رأس عملهما ولم يتخذ بهما إجراء إلا بخصم من الراتب، فهذا المتوقع أو التأخر عن الترقية وهذه العقوبة القصوى في أحسن الأحوال· وتظل إهانة الشرطي "ضايعة" والسبب أن القيادي أو النائب قد توسط وسارع لطي ملف القضية وكأن شيئا لم يكن، أما كرامة المعتدى عليه فلا داعي لها بنظرهم "موأول ولا آخر شرطي ينطق"· ولكن الأمر والأدهى من هذا وذاك أن من توسط للخارجين على القانون تراه يتحدث في المنتديات أو الإذاعة ومجلس الأمة عن أهمية احترام القانون وتطبيقه لتقول في قرارة نفسك (صج مهزلة) فساد يمارس من قبلهم وأمام الملأ·
"بس ماأقول إلا: الله كريم"· |