رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 21 شوال 1426 هـ . 23 نوفمبر 2005
العدد 1704

امرأة تفجر حضارة!
الدكتور محمد سلمان العبودي
dralaboodi@gmail.com

أصبحنا نعيش في عزلة لم يعرف لها العالم الإسلامي مثيلا من قبل·

فقد نجحت السياسة الغربية إعلاميا وتكتيكيا وبكل الوسائل الممكنة في عزل العالم الإسلامي بشكل عام والعربي بشكل خاص كليا عن عالم القرن الواحد والعشرين··

واستفادت بعض الكيانات غير الشرعية التي لا داعي لذكر اسمها "لأننا نعرفها جميعا" من تلك العزلة لإضافة سور نفسي حول ذلك التراجع بحيث يصعب جعل العالم يصدق بعد اليوم ببراءتنا أو بحسن نوايانا أو برغبتنا في المصالحة أو حتى في التطور·

فالذين درسوا التاريخ وقرؤوا آدابه واطلعوا على الثقافة الإسلامية وشاهدوا الفنون الإسلامية في الأندلس واندهشوا أمام قوة وسرعة الانتشار الإسلامي جغرافيا والدور الذي لعبه الإسلام في التطور الفكري والعلمي والاجتماعي والاقتصادي لحضارة العالم بأسره بدءا من تاريخ الهجرة ووضع أسس لمجتمع قائم على الفكر والقانون إلى سقوط الأندلس بسبب عدم تطبيق تلك القوانين والمبادىء - نقول بأن هؤلاء الدارسين والمطلعين لم يعودوا يصدقوا أن تتجرأ امرأة مسلمة بتفجير نفسها وسط مجموعة من المسلمين الأبرياء!

فإذا كان العالم المتحضر "ونعني بالمتحضر المتطور ثقافيا وفكريا وليس المتطور صناعيا فقط" يرفض استخدام العنف كوسيلة لحل الخلافات بين الأعداء، فكيف سيقبل بمنطق استخدام العنف بين الأقرباء!

إننا دائما نلقي باللوم على الغرب كأهم سبب في تخلفنا· ومن ثم يصل بنا الأمر إلى توجيه سبابة الاتهاهم إلى الكيان الذي تأسس ثم قام على مبادىء الصهيونية بأنه يختبىء خلف تلك السياسة العدوانية التي تنتهجها دول الغرب ضد المسلمين· وربما يكون ذلك إلى حد ما صحيحا· ولكننا في حاجة إلى مراجعة للنفس·

أولا: إن حدود العالم الإسلامي تمتد في وقتنا الحاضر من المحيط الهادي شرقا أي من حدود الصين مرورا بروسيا شمالا ثم إلى حدود أوروبا الشرقية غربا انتهاء بحدود إسبانيا التي تقع على المحيط الأطلنطي! أي أنه عالم وسط يقع بين محيطين! وهي مساحة شاسعة ومخيفة وكانت ستمتد إلى كل أوروبا في يوم من الأيام، لولا أن··

ثانيا: إن المسلمين موجودون في كل بقعة من بقاع الأرض· ويتميز المسلمون بأنه من الصعب تحويلهم إلى ديانة أخرى غير دين الإسلام حتى ولو كان بينهم من غير الملتزمين دينيا· وهذه مسألة مهمة جدا وخطيرة أيضا من وجهة نظر الغرب·· وتمثل عائقا في محاولات تنصيرهم أو مسح هويتهم· لذا  كان الشيء الوحيدة لذلك هو الوصول إلى الأجيال الصغيرة التي لم يتبلور الإسلام بعد في تكوينها من خلال وسائل الإعلام الموجهة أو من خلال نفوذها على الميادين التربوية·

ثالثا: يجب أن نعي حقيقة مهمة جدا بدأت تتشكل شيئا فشيئا في نهاية القرن الماضي وتبلورت بعد الحرب على العراق، وهي أنه لم يعد هناك بعد اليوم عالم عربي وعالم إسلامي بعد أن انصهرت جميع تلك الفوارق في بوتقة واحدة وأصبح الجميع يمثلون كتلة واحدة في مقابل العالم الغربي· وهو خطأ ارتكبه الرئيس بوش الابن عندما قام بشن حربه على ما أطلق عليه الإرهاب· وجاء ذلك في مصلحة العالم الإسلامي الذي عاش مقسما لعدة عقود بين العرب المسلمين والمسلمين من غير العرب! وهي مفارقة غريبة! لأن واحدة من أهم مبادىء وأسس الإسلام صهر جميع الأجناس والألوان في بوتقة واحدة لكن دون مسح لتنوعها الداخلي·

رابعا: إن ما نعلمه جميعا دون أن نضع له حلا هو أن الغرب المتقدم صناعيا وديمقراطيا ليس من مصلحته على الإطلاق أن يتقدم العالم الإسلامي صناعيا ولا على مستوى الشورى الشعبية· وهي مسألة اقتصادية بحتة· فمحاربة الغرب للجمهورية الإسلامية الإيرانية مثلا لم تكن لتصفية حساباتها مع الإمام الخميني! ولكنها بدأت مع سقوط نظام كانت تدعمه وبداية جمهورية تطمح لإقامة صناعة قومية ثقيلة معتمدة على إمكاناتها الداخلية· والعدوان الثلاثي على مصر كان يسير في الخط نفسه· إن الدول الصناعية تريد أن تبقى (أو تبقي) رقعة العالم الإسلامي سوقا مفتوحة لمنتجاتها الصناعية إلى يوم القيامة· فأي مصنع يقام في دولة إسلامية بإمكاناتها المستقلة يعني خسارة مضاعفة· حيث لن يتوقف الأمر عند صناعة المنتجات البديلة وإنما قد يتطور لتصبح تلك الصناعات منافسا لمنتجاتها وتغزو بعد ذلك أسواقا خارجية، خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار الموقع الاستراتيجي للعالم الإسلامي في وسط الكرة الأرضية ما يسهل انتقال منتجاتها في جميع اتجاهات البوصلة إضافة إلى توافر الأيدي العاملة الرخيصة "مصر، الجزائر، المغرب، السودان، سورية، اليمن، العراق، إيران، باكستان، ماليزيا، إندونيسيا·· إلخ" ما ينتج عنه بشكل تلقائي رخص في سعر التكلفة مقارنة بارتفاع سعر التكلفة في دول أوروبا وأمريكا· دون أن يغيب عن بالنا أن الدول الإسلامية هي المصدر الأول والأساسي للمواد الخام التي تقوم عليها صناعة الغرب وخاصة النفط·

إننا في حاجة إلى مراجعة للنفس وتحديد موقعنا من القرن الواحد والعشرين ومن العالم ككل، وهي مسؤولية جماعية وليست فردية، وتتحمل الجهات التربوية والتعليمية في الدول الإسلامية الدور الأكبر فيها وفي تلقينها للأجيال القادمة منذ الصفوف الأولى· وإذا كانت هناك جماعات إسلامية تريد محاربة الغرب وطرده من الأرض الإسلامية فلن يكون ذلك إلا من خلال استقرار العالم الإسلامي أولا، وتصفية نزاعاته المختلفة ثانيا، والعمل الجماعي بين جميع الفئات "بغض النظر عن الانتماءات الطائفية التي بدأت تتفرع بشكل مذهل فوق الأراضي الإسلامية" ثالثا، وبعد ذلك تحويل هذه الرقعة الجغرافية الشاسعة إلى أرض تزرع وتصنع وتنتج وتدخل شيئا فشيئا في ركب الحضارة، بدلا من إهدار الوقت في تبادل التهم وزرع الفتن، وإضاعة اليد العاملة من خلال قتلها بدم بارد، وتبذير الموارد الأساسية من خلال شراء الرصاص الذي تحتكر صناعته وتستفيد من تجارته الدول المتقدمة والذي نوجهه ضد رؤوسنا قبل رؤوس أعدائنا·

بعد ذلك لن نجد عائلة من أربعة أفراد تذهب محملة بعدة كيلوات من المتفجرات المطعمة بالمسامير الفولاذية فتقتل نفسها ومن حولها لينقص من العالم الإسلامي 80 يدا عاملة منتجة مسلمة في أقل من خمس ثوان، وكل ذلك باسم محاربة الدول الصناعية!

dralaboodi@gmail.com

�����
   
�������   ������ �����
بين العصر الحجري والعصر الدموي
الحكيم الصيني وسوبرمان وغونو
يبدو أن الموضوع أصبح جديا
نحن لانستحق صفة الإنسانية
عندما غضبت سيغولين رويال
بين الأحد الماضي والأحد القادم: حظنا العاثر!
هيكل ولكن بضخامة جبل
حيلة كليوباترا...
الأدوار الجديدة.. من الداخل
تسمم صحافي!!
ماذا اكتشفت ناسا؟
الإعلام والضمير المباع بالدولارات
بيني وبين ذلك الفرنسي...
هؤلاء الذين غيروا موازين القوى
المنطقة والقادم... ماذا ننتظر؟
من سيمسك بالعصا من وسطها؟
المحاكمة...الظالمة
الموت بالجملة والمفرق
وماذا بعد نهر الليطاني؟
  Next Page

خاطرة سياسية واجتماعية:
علي غلوم محمد
امرأة تفجر حضارة!:
الدكتور محمد سلمان العبودي
"لا حل ولا هم يحزنون":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ثقافة العطاء!!:
سعاد المعجل
الحسم يا صاحب الحسم:
صلاح مضف المضف
سياسة النفس الطويل!:
مسعود راشد العميري
الله كريم:
يوسف الكندري
أحداث الضواحي الفرنسية:
كامل عبدالحميد الفرس
شعوب تحدق في السماء!:
فهد راشد المطيري
معطيات خليجية! :
عامر ذياب التميمي
انتفاضة على بوابات باريس :
د. محمد حسين اليوسفي
الفضائيات·· إعلان نعي لثقافتنا!!:
مشاري الصايغ
لا خير في الوطن·· إلا مع الأمن والسرور:
عبدالخالق ملا جمعة
كلام من ذهب:
عبدالله عيسى الموسوي
خاطرة سياسية واجتماعية:
علي غلوم محمد
الجعفري وغصن الزيتون:
فيصل عبدالله عبدالنبي