رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الاربعاء 21 شوال 1426 هـ . 23 نوفمبر 2005
العدد 1704

دوي الأفكار
الجعفري وغصن الزيتون
فيصل عبدالله عبدالنبي
machaki@taleea.com

من استمع للكلمة التي ألقاها رئيس وزراء العراق الدكتور إبراهيم الجعفري في الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي المنعقد في مقر الجامعة العربية يرى البعد الحضاري لدى هذا الرجل حينما قال (··· نواجه الطلقة بالكلمة، ونواجه البندقية بالقلم··) فهو رئيس الوزراء العربي الذي استطاع أن يقول إننا حكومة منتخبة، لأن حكومته فعلا شرعية ومنتخبة بشكل قانوني دون تزوير أو قمع، وما يلفت انتباهي بكلمة الجعفري هو أنك لا بد أن تعجب بهذا الرجل وما يحمل من فكر، فهو يتكلم مرتجلا دون ورقة وكأنك تستمع لرئيس مخضرم أصبح له في السلطة عشرات السنين، وكأنك تستمع لفيلسوف هضم تجارب الحاضر والماضي وبلورها كمشروع لتطوير بلده والنهوض به ليكون بمقدمة الدول، فنحن نقول للجميع، انظروا كم هم مظلومون أمثال إبراهيم الجعفري في العالم الإسلامي، فهؤلاء كانوا مقموعين مغيبين مهمشين مبعدين طيلة الفترة السابقة من قبل الدكتاتوريات في العالم الإسلامي، ولم يسمح لهم بأن يبينوا عن قدراتهم الفكرية والعملية وما لديهم من مشاريع حضارية، وما إن سمحت الفرصة الديمقراطية في العراق لكي يأخذ كل ذي حق حقه حتى نجد هذه القدرات والعقول قد برزت من خلال صناديق الانتخابات واختيار الشعب لها، فالسؤال هو: كم من أمثال الجعفري في الدول الإسلامية لم يأخذوا فرصتهم بإبراز ما لديهم من أفكار وقدرات بسبب عدم إتاحة الفرصة لهم وعدم وجود القدرة على الاختيار الحر للقيادات في هذه الدول التي لم تعرف الديمقراطية واختيار قادتها منذ مئات السنين، فها نحن نرى بأم أعيننا عندما تكون هناك ديمقراطية حقيقية تجد أشخاصا من أمثال الجعفري يبرزون على الساحة، ولكن ما دامت حرية الاختيار غير موجودة فلن نستطيع أن نجد للكفاءات نصيبا من القيادة والإدارة لتقدم العالم الإسلامي، وسوف نبقى في نهاية الركب الحضاري ما دامت طبائع الشعوب في العالم الإسلامي متكيفة مع إلغاء العقل والكفاءة والفكر وسيطرة السفهاء على مقدرات الأمور بقبول غير مبرر من قبل العقل الجمعي للشعوب التي تبرمجه على ذلك طيلة قرون من سيطرة عقلية الغلبة وإلغاء عقلية التعددية وحرية الاختيار، فإذا كان الله عز وجل يأمرنا في كتابه الكريم: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) فكيف هي حالنا والسفهاء في العالم الإسلامي هم المسيطرون في كثير من البلدان على مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية والتعليمية والعسكرية، وذلك لأننا تخلينا عن غصن الزيتون وقوة الكلمة والفكر والمنطق والعقل وتمسكنا بثقافة الجاهلية وسياسة الغلبة والعنف والبلطجة وفرض الرأي السفيه بقوة البندقية والقمع بغطاء ديني تارة وبغطاء القومية العربية ومحاربة الاستعمار تارة أخرى، فلكي نكون في مقدمة الأمم من جديد يجب أن نعود لمعادلة التقدم والتطور المنبثقة من قول الله عز وجل: "وبشر عبادي الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب"· فأنا أتوقع للعراق الجديد أن يكون في مصاف الدول المتقدمة حضاريا ما دام قادته الجدد يواجهون الطلقة بالكلمة، ويواجهون البندقية بالقلم، ويحملون غصن الزيتون في مواجهة التحديات وأصبح الشعب العراقي يستمع للأقوال المتعددة فيتبع ويختار أحسنها من خلال صناديق الانتخابات، فهؤلاء بشرهم الله بالسعادة والحصول على الخير لأنهم يسيرون على سنن التطور والتقدم والسعادة التي وضعها الله لبني البشر، وسوف نرى من أمثال الجعفري من يبرزون في الكثير من الدول الإسلامية عندما تنتشر فيها الديمقراطية عن قريب من خلال وعي الشعوب بسنن التقدم والتطور وتخليها عن عقلية الغلبة وإلغاء الآخر·

 

mackaki@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
العناصر الإيجابية ي مؤسسات الدولة
سقراط الكويت
فاقد الشيء لا يعطيه
ماذا بعد عودة الأموال؟
الوعي المزيف والوعي الواقعي
فرق تسد...
بقناع جديد
اللجنة الوطنية لإعادة أملاك الدولة
جهد أقل...
وإصلاح وتطوير أكثر
لقد اقترب الفرج
جمعيات النفع العام في شراك الاستبداد
الكويتي المبدع والمفكر
الشعب هو ما يحمله من أفكار
سلطة الفاكهة والكوكتيل
التعددية وصراع الأضداد
مالكم والسيد المهري
لا ونعم
إذا كان الشعب لا يبالي
الفوضى المنظمة
حزب الله والنظرة للذات
  Next Page

خاطرة سياسية واجتماعية:
علي غلوم محمد
امرأة تفجر حضارة!:
الدكتور محمد سلمان العبودي
"لا حل ولا هم يحزنون":
د.عبدالمحسن يوسف جمال
ثقافة العطاء!!:
سعاد المعجل
الحسم يا صاحب الحسم:
صلاح مضف المضف
سياسة النفس الطويل!:
مسعود راشد العميري
الله كريم:
يوسف الكندري
أحداث الضواحي الفرنسية:
كامل عبدالحميد الفرس
شعوب تحدق في السماء!:
فهد راشد المطيري
معطيات خليجية! :
عامر ذياب التميمي
انتفاضة على بوابات باريس :
د. محمد حسين اليوسفي
الفضائيات·· إعلان نعي لثقافتنا!!:
مشاري الصايغ
لا خير في الوطن·· إلا مع الأمن والسرور:
عبدالخالق ملا جمعة
كلام من ذهب:
عبدالله عيسى الموسوي
خاطرة سياسية واجتماعية:
علي غلوم محمد
الجعفري وغصن الزيتون:
فيصل عبدالله عبدالنبي