رئيس التحرير: عبدالله محمد النيباري صدر العدد الاول في 22 يونيو 1962 الأربعاء 9 ذو الحجة 1425هـ - 19 يناير 2005
العدد 1662

يا جامعة الكويت "وين رايحين؟"
د·أحمد سامي المنيس
almonayyes@taleea.com

كيف تدار جامعة الكويت؟ هل تدار برؤية المستقبل وخطورة رسالة الجامعة على حركة المجتمع أم أن هناك أسلوبا آخر تدار به لمصلحة قصيرة الأجل تجعل من العملية التعليمية عبئا على التطور والتنمية والديمقراطية؟ هل الإدارة الجامعية محايدة وموضوعية ونزيهة لكي تحافظ على المناخ الذي يستطيع فيه أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية أن يقوموا بالمناقشة، والنقد وإبداء وجهات النظر المختلفة خصوصا أن الجامعة لا يمكنها أن تكون مؤسسة علمية ما لم تكن مؤسسة ديمقراطية، ولا يمكنها أن تمارس دورا اجتماعيا وحضاريا ما لم تؤد وظيفتها العلمية والديمقراطية كصورة حضارية للمجتمع المثالي المطلوب· مع الأسف إن جامعة الكويت تفتقد إلى أسلوب الإدارة بالرؤية المشتركة والذي يحمل في طياته تعميق مفهوم التعددية الفكرية كمنهاج للمشاركة في صناعة القرار وغياب عنصر القيادة القادر على فرض الإدارة السليمة بسبب عدم وضوح الخطوط بين الإدارة العليا والوسطية والمباشرة، وأسلوب التعيين الذي مورس وارتكز في حالات كثيرة على اعتبارات خاصة ليس لها علاقة بالكفاءة والحاجة· وفي موضع المقارنة، يحضرني مثال الإدارة الجامعية الناجحة بقيادة الفاضلة أ·د فايزة الخرافي التي كانت تؤمن بمبدأ التفويض والمشاركة والتمكن في إدارة المؤسسة الجامعية وترفض كل أشكال التسلط والاستغلال، والنتيجة أنها استطاعت  أن ترسخ مبدأ المساواة في حقوق المواطنة الجامعية رغم اختلاف المشارب الفكرية والانتماءات المذهبية في مختلف المواقع والمناصب، بل استطاعت أن تبني جسور الثقة في علاقات العاملين بالجامعة وأن تجعلها مفتوحة وصريحة بين جميع الأطراف من إداريين وأكاديميين وطلاب، نعم·· لقد كان مشهدا جميلا أن نرى مسؤولية المؤسسة الجامعية تتوزع بالتساوي بروح من الانسجام والتجانس، فلا يحكمها إلا روابط الثقة بين العاملين والإدارة الجامعية باتباع أسلوب العمل الجامعي بين أصحاب التوجهات الفكرية والسياسية المختلفة·

حاليا طرأ تطور غريب ومستغرب على ذلك المنهج التعددي الذي يمكن أن نطلق عليه إذا ثبت واستمر فإنه حتما سيؤدي إلى تردي أوضاع الجامعة حيث إنه سيؤدي إلى تسيّد بل احتكار المناصب القيادية ومن ينتمي إلى تيار فكري وسياسي واحد، وخاصة إذ اقتصرت على من يحمل فكراً إقصائياً·

وأصبحت العديد من المراكز بيد من تطغى عليهم النزعة الفردية وتطغى على تصرفاتهم وأساليبهم النزعة الانتهازية يفضلون المصالح الخاصة والفئوية على متطلبات المصلحة العامة واستغلال ما يتوافر لهم في ظل الأجوء الحالية وما يتمتعون به من رعاية إلى الهيمنة على مواقع النفوذ في الإدارة على حساب الكفاءات الجامعية وتجاوزا على حقوقها·

ومثال على ذلك وتأكيدا لقولنا ما حدث في عمادة القبول والتسجيل· فقد كان منتظراً بعد استقالة الدكتور نايف المطيري كان المنتظر أن يوكل هذا المنصب إلى مساعده الدكتور إسماعيل تقي باعتبار ما يملكه من خبرة وكفاءة واستيفائه لجميع شروط المنصب من مؤهلات أكاديمية وإدارية، وصرامته في التمسك بتطبيق النظم واللوائح وعدم رضوخه للضغوط·

وقد ثبت ذلك عندما قاوم الضغوط ورفض قبول تحويل ابن مساعد عميد إحدى الكليات المحسوب على تيار سياسي متزمت لعدم انطباق الشروط الجامعية على حالته·

ولهذه الأسباب تم تجاوز الدكتور إسماعيل تقي وعدم اختياره لمنصب عميد القبول والتسجيل وكان هو الأولى به بكل المقاييس الجامعية وهكذا أصبحت المصالح الشخصية والحزبية هي مناط أسلوب إدارة الجامعة وهو بالتأكيد ما يهدم مناخ الثقة الجامعية لصالح خدمة أغراض فئوية وأهواء شخصية·

 أذكر في يوم اختلف فيه عميد القبول والتسجيل السابق الفاضل الأستاذ الدكتور عبدالله الفهيد مع الأستادة الدكتورة فايزة الخرافي حول تفسير شروط تحويل طالبة هي زوجة مسؤول كويتي كبير يعمل في إحدى السفارات في دولة صديقة حيث أبدى آنذاك العميد رفضه في قبول الطالبة بسبب مخالفة شروط التحويل، فما كان من مديرة الجامعة آنذاك إلا أنها احترمت وجهة نظر العميد واقتنعت بمبررات الرفض بل اتخذت الموقف الحازم المنسجم مع تفسير عمادة القبول والتسجيل دون أن يتحول الموضوع إلى شخصانية وتصفية حسابات· هذه هي القدوة الناجحة للقائد التفاعلي الذي يتميز بالثقة بالنفس واحترام رأي الآخرين وفهم أوجه القوة والضعف في القائمين على رسالة الجامعة والاستجابة لمتطلبات العمل الجماعي، ويتميز بصفات الحنكة السياسية والنضج الإداري، أما الآن، وكابن لهذه الجامعة أقول "وين رايحين؟"·

almonayyes@taleea.com

�����
   
�������   ������ �����
الراشي والمرتشي والوزير الإصلاحي
قرار الدويلة.. كيف نقرؤه؟
خطباء التزيّد الديني
من المسؤول عن.... ؟!
يا جامعة الكويت "وين رايحين؟"
الديمقراطية المنقوصة
استجواب الحفلات
إفساد الدين
هزائم الصحوة الإسلامية
الطريق إلى "نجمة إدريس"
شفافية فساد الحكومة
إصلاح "لعبة الإصلاح"
بيت "الأمة" الكويتي
فصل الدين عن الدولة
"علمانية" حقوق الإنسان
إلى سمو رئيس مجلس الوزراء·· من القلب
الحدث الإرهابي
الإرهاب والإنحراف الديني
"فرقعة" الإصلاح
  Next Page

الكويت دولة في طريقها للزوال:
علي باجي العنزي
وهم.. يا حليلك:
عبداللطيف الدعيج
الصحوة الدامية:
سعاد المعجل
يا جامعة الكويت "وين رايحين؟":
د·أحمد سامي المنيس
لا إصلاح ولا أمن..!:
محمد بو شهري
الإرهاب.. والاستجواب:
المحامي نايف بدر العتيبي
"شيل الشنطة":
م. مشعل عبدالرحمن الملحم
الحوار الوطني!:
عامر ذياب التميمي
الدنيا رمادي:
مسعود راشد العميري
من البحرين إلى المنفى(4):
د. محمد حسين اليوسفي
...والشاطر يفهم!!:
عبدالله عيسى الموسوي
أسباب الفساد:
د. علي الزعبي
مسميات مقلوبة:
فيصل عبدالله عبدالنبي
ما لا تعلنه أرقام الميزانية العامة
حكايا الهدر المقنع للبشر والمال:
عبدالحميد علي
استراحة:
أحمد المهنا
ثقة القوم "نرجستني":
عبدالخالق ملا جمعة
"تسونامي" بين الإغاثة والسياسة:
رضي السماك