منذ أيام مرت علينا الذكرى الرابعة لوفاة الوالد الغالي الذي ترك إرثا كبيرا من العطاء والوفاء خدمة لهذا البلد· استقرت صورته في وجدان الشعب الكويتي كأحد قناديل الحقيقة الساطعة في مواجهة كلمات الظلم، وسطع نوره في زمن ساد فيه النفاق والانتهازية وبيع الضمائر، فلم يكن من حملة المباخر المتسولين لإرضاء مسؤول، ولم يقترب يوما قط من مال حرام، أو خضع للإغواءات المادية لكي يتنازل عن مبدأ شريف أو يتراجع عن موقف وطني· عاش سامي المنيس ومات مرفوع الرأس، واثق بخطواته النبيلة وقراراته الحكيمة لخدمة أبناء الكويت· وقف مدافعا صلبا ومحاميا شرسا عن الشرعية الكويتية، واستمات في دفاعه عن حق الشعب الكويتي في تحرير أرضه، وساهم في رفعة شأن الكويت في أكثر من محفل ومناسبة· فقد كان رئيس اتحاد الصحافيين العرب، وعضوا مؤسسا لمنظمة حقوق الإنسان العربية، وعضوا مؤسساً لاتحاد البرلمانيين العرب، وكُرّم من منظمات عربية ودولية عدة لمواقفه الوطنية وإسهاماته الصحافية والسياسية، ومواقفه الصلبة في الدفاع عن هموم الصحافة العربية وقضية الحريات التي تنتهك من قبل معسكر الفساد والتبعية· كما عرفته قاعة مجلس الأمة فارسا فولاذيا في الدفاع عن القضايا الوطنية والعربية· حتى بعد وفاته كرم من معالي وزير الدفاع وولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بحصوله على جائزة نادي دبي للصحافة كشخصية عام 2000 للصحافة العربية المكتوبة، ولكن تبقى مشكلة المرحوم سامي المنيس بأنه لم يكن من الشخصيات المرضي عنها، مهما كانت أفعاله شريفة وأعماله وطنية، وهبات التكريم لا تشمله كما شملت غيره بعد وفاتهم، فهو لا يستحق التكريم بإطلاق اسمه على مدرسة أو شارع لأنه "مشاغب سياسي شريف" رفض أن يكون من جوقة المطبلين لأصحاب النفوذ، ولم يشفع له عطاؤه وما قدمه لأهله ووطنه وللأمة العربية من أعمال جليلة· معالي رئيس مجلس الوزراء، لقد طرقنا جميع الأبواب حتى ينال المرحوم سامي المنيس التكريم الذي يستحقه بعد وفاته وخصوصا أن "الوفاء لا يقابل إلا بوفاء" ولكن لم نسمع إلا وعودا وأمنيات، ولم يبق إلا هذه الدعوة الصريحة من القلب ننقلها عبر "الطليعة"· |