بعد مرور سنة كاملة علي وفاة سامى المنيس(أبو أحمد) رحمة الله عليه ورغم الفراق الصعب الذي عشناه بعد رحيله فإنني مازلت أحس أنه "عايش" بيننا سواء في الديوانية أو في محيط دائرته الانتخابية، أو في جريدة "الطليعة" - أو في المنبر الديمقراطي·· وحتى على مستوى البلاد بصفة عامة حيث كان الفقيد يحظى بمكانة رفيعة في مجلس الأمة كممثل عن المنبر الديمقراطي·
ومن المفارقات الغريبة أن يصادف يوم وفاته يوم الأربعاء وهو الموعد الذي يلتقي فيه مع أهالي دائرته وأصدقائه ومحبيه·
وكان -رحمه الله- حريصاً على الاهتمام برواد ديوانيته وأهالي دائرته فقبل وفاته بنصف ساعة اتصل بنا وهو خارج البلاد ليوصينا على حسن استقبال ضيوفه الكرام، وها هو اليوم وبعد مرور سنة على وفاته يصادف ليلة الخميس نفسها ـــ يوم اللقاء الأسبوعي ـــ حيث فضلنا تأجيل هذه الذكرى ليوم آخر حتى يتسنى لرفاق دربه وأهله وأحبائه أن يشاركوا معنا حيث إنهم خارج البلاد في اجازاتهم الصيفية·
وفي هذه المقالة أستعرض وباختصار الحضور الكبير الذي كان يتمتع به المرحوم فعلى مستوى الديوانية والدائرة مازال رواد الديوانية وحتى هذه اللحظة يتعاملون فيما بينهم وكأن المرحوم متواجد معهم من حيث سماعهم للأخبار والتعليق عليها ومناقشتها كما عودهم المرحوم، وأيضاً من مداعبته لهم عندما يلعب معهم لعبة (البريدج) فمازالوا يتذكرون هذه اللحظات وكأنه متواجد بينهم·
أما على مستوى النشاط الاجتماعي فكان هناك اللقاء الأسبوعي واستقبال الضيوف وزيارة الديوانيات وتقديم العزاء ومناسبات الزواج التي كان يقوم بها كواجب اجتماعي··
ولمكانة المرحوم عند الناس أصبحت ترسل المراسلات والدعوات باسم رواد ديوانية المرحوم سامي المنيس·
أما على مستوى الدائرة وما يخص الانتخابات فقد تغير أسلوب التعامل مع الناخبين، فتم الدفع في عملية الطائفية من الطرفين·· ودخل علينا أسلوب جديد مع العلم أنه متواجد في السابق، لكنه بعد وفاة المرحوم برز بشكل سافر ألا وهو شراء الأصوات والذمم·
أما على مستوى جريدة "الطليعة" فقد ارتبطت باسم المرحوم، حيث كان -رحمه الله- "العمدة" وذلك بسبب تواجده فيها من تاريخ صدورها قبل أربعين سنة والإشراف عليها وحتى جهاز التحرير والإدارة والمطابع ارتبط بهم بحكم تواجده معهم، وأصبحت العلاقة بينه وبينهم علاقة أخ أكبر لهم وليس كمسؤول عنهم حيث كان يوجههم ويسدي النصح لهم بأسلوبه الهادئ ودماثة خلقه والأخبار القيمة التي تصلهم عن طريقه، وكذلك تحليل الأحداث التي تساعد على نشرها في الجريدة بشكل جيد ومشوق وصادق·
أما علاقة المنبر مع القوى السياسية والعناصر النشطة في المجتمع بحضور المرحوم وتواجده كانت تأخذ طابعا من حيث مكانة المرحوم وشخصيته وتاريخه وآرائه القيمة ومداخلاته وأسلوبه في طرح وجهة نظر المنبر معهم·
حقاً خسرنا برحيل المنيس قيمة عظيمة بل كانت خسارة الكويت برحيله خسارة فادحة· فغياب المرحوم عن مجلس الأمة وبالذات في هذا الوقت الذي يتطلب وجود أمثاله حيث إنه كان قادراً على أن يجمع بين جميع التيارات من خلال طرحه الرزين والصادق، ودماثة خلقه وشخصيته النضالية التي تحظى بالاحترام والتقدير بين زملائه النواب والوزراء·
وأخيراً أحب أن أقول للفقيد شيئاً يخصني وأعضاء لجنته: سنسير على دربك في حمل تلك الرسالة من أهداف ومبادئ ومُثل وحمل هموم الوطن والمواطنين·
أما ما يخص المواقع الأخرى وبالذات جريدة "الطليعة" والمنبر الديمقراطي ومجلس الأمة، فالأخوة الموجودون والقائمون على هذه الجهات لا يقلون عن المرحوم كفاءة وربما أكثر·· ولا يسعني المجال لذكر أسمائهم فأرجو أن تسمحوا لي باستثناء اثنين من رفاق دربه·· الأخ "عبدالله النيباري"·· والأخ "أحمد النفيسي" ولا ننسى بالطبع الزعيمين العم "جاسم القطامي"، والدكتور "أحمد الخطيب" ونطلب من الله عز وجل أن يطيل في أعمارهم ويرحم رفيق دربهم· |