"وقال ربكم ادعوني أستجب لكم" غافر آية 60
تدعو هذه الآية الكريمة أمة الإسلام للتوجه إلى الله سبحانه بالدعاء والتوسل والتبتل في كل الأحوال والظروف وتضمن لهم الاستجابة من الله سبحانه·
ورد عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم "الدعاء سلاح المؤمن" وعنه "ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء"·
ولقد ألف علماء المسلمين وجمعوا في كتبهم الكثير من الأدعية والأوراد والتي أصبحت على لسان كل ملسم·
ومن هذه الكتب كتاب "مفاتيح الجنان" للشيخ عباس القمي والذي يعتبر سفرا قيما جمع فيه الأدعية الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في مختلف الأوضاع الإنسانية، ويستفيد منه المسلمون وبالأخص في شهر رمضان المبارك حيث يجتمع المسلمون في المساجد للعبادة والصلاة والدعاء·
ومن الطريف أنه وفي أثناء الحرب العراقية الإيرانية كان الجنود الإيرانيون يستعينون بنسخ من القرآن الكريم للتلاوة ونسخ من كتاب الأدعية "مفاتيح الجنان" للاستعانة به لرفع المعنويات، فنشرت المخابرات العراقية خبرا أن الإمام الخميني رحمه الله يوزع على جنوده مفاتيح الجنة وهم يحملونها في ساحات القتال كي يذهب من يستشهد منهم إلى الجنة، وبيده مفاتيحها! ومع سذاجة هذا الطرح إلا أن الإعلام العربي وبعض الإعلام الغربي قد طبل لهذه الإشاعة ونقلها كمسلّمات وهو لا يدري أنه بطريقة أو بأخرى قد عززت وجود كتاب الدعاء هذا بيد الناس لأنهم بدؤوا يتساءلون عنه ويطلبون نسخا منه·
ويمتاز هذا الكتاب بأنه من الكتب التي أعيدت طباعتها مئات المرات "وليس عشرات" وبأشكال مختلفة وكان في السابق من الكتب الممنوعة في معارض الكتاب وفي بعض الأسواق العربية إلا أنه وبعد هزيمة النظام العراقي تبين أن هذا الكتاب من أفضل كتب الأدعية ومن أكثرها رواجا حيث لا يخلو بيت من بيوت أتباع أهل البيت عليهم السلام إلا وبه نسخة أو أكثر منه·
وتبقى أمامنا بقايا ليالي شهر رمضان المبارك والتي علينا أن نستغلها بالذكر والدعاء طالبين من الله سبحانه وتعالى أن يوفق أمتنا لما يحب ويرضى وأن يعيننا على التغلب على ما نواجهه من صعاب· |