منذ قيام الكيان الصهيوني في فلسطين قبل 55 عاما عانت المدن الفلسطينية بصورة عامة جملة من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قتل وتشريد وتدمير لمدن بأكملها وسط صمت دولي معيب·
ولقد عانت مدينة القدس بالرغم من مكانتها المقدسة لدى الأديان السماوية كافة من سياسة تهويد منظمة ارتفعت وتيرتها خلال الانتفاضة الحالية·
ولعل من يطالع التقرير الذي أعده "مركز القدس للشؤون الاجتماعية والاقتصادية" يتأكد له كم عانت هذه المدينة المقدسة وسكانها من سياسات التهويد العنصرية·
لقد قامت قوات الاحتلال بتكثيف الأنشطة الاستيطانية في محيط مدينة القدس، حيث صودرت الكثير من الأراضي لبناء نحو ستة آلاف وحدة استيطانية جديدة في مخالفة للقانون الدولي، كما زادت نسبة المستوطنين في المدينة خلال السنوات الثلاث الأخيرة لتصل الى نحو 200 ألف مستوطن، ويؤكد التقرير قيام الصهاينة ببناء الكثير من الأنفاق والجسور مما أدى الى عزل المدينة عن امتدادها الطبيعي الجغرافي والديمغرافي، أما داخل أسوار المدينة المقدسية، فارتفع عدد البؤر الاستيطانية التي يقيم فيها مستوطنون يهود الى نحو 65 بؤرة يقطنها 60 ألف يهودي، وبعض هذه البؤر حولت الى كنائس ومدارس لتعليم العقائد التلمودية الهدامة·
ومن أخطر إجراءات عزل القدس - كما جاء في التقرير - إقامة جدار الفصل العنصري على ما مساحته 17 كيلو مترا من أراضي المدينة مما أدى الى تمزيق أوصالها·
كما قامت قوات الاحتلال بعد أقل من عام على اندلاع الانتفاضة بإغلاق مؤسسة "بيت الشرق" وجميع المؤسسات المنبثقة عنها من اجتماعية وخدماتية واقتصادية ليصل عدد المؤسسات المغلقة في المدينة الى 23 مؤسسة في مخالفة لما نص عليه اتفاق أوسلو·
كما ارتفعت وتيرة هدم المنازل خصوصا خلال الانتفاضة الحالية حيث وصلت حتى نهاية شهر سبتمبر الماضي الى نحو 310 منازل·
ويسرد التقرير جملة مؤلمة من الحقائق التي تطبق على أرض الواقع وأمام مرأى العالم أجمع بينما بعض العرب لا يزال يردد بكل حماس بأن السلام هو الخيار الاستراتيجي وأن الواقعية تفرض علينا القبول بالمبادرات الأمريكية مهما كانت مذلة·
abdullah.m@taleea.com |